يحزنني كثيرا أن أري فئات من المجتمع المصري يفترض أنها علي درجة عالية من التعليم والوعي تنجرف وراء ادعاءات الفضائيات غير الاسلامية.. وأدعياء يقولون أنهم دعاة وهم متاجرون بالدين وشبابا يدفع حياته من أجل طموحات سياسية لهؤلاء وهو يعتقد بأنه يدافع عن دين الله! فقد ذهبت إلي رابعة العدوية عدة مرات, وشاهدت وتناقشت مع بعض المعتصمين ورحت أرصد وأراقب وسط نظرات من الشك والارتياب من أصحاب اللحي.. واكتشفت أولا: أن معظم هؤلاء من أهالينا الطيبين من الاقاليم جاءوا في أوتوبيسات أجرة, يرغبون حقيقة في خدمة الإسلام, ولكنهم غالبا لايدركون أنهم وقود لمعركة سياسية, وليست دينية, وأنهم مغرر بهم من قبل قيادات تسعي للدنيا والسلطة والحكم والمال والنفوذ وليس خدمة والاسلام كما تدعي. ثانيا: أن كثيرا من هؤلاء الشباب ذوي اللحي من الذين تلقوا تعليما عاليا وكانوا من الأوائل وغالبا مايكون تركيز هؤلاء للحصول علي أعلي الدرجات أكثر من تركيزهم علي تحصيل خبرات الحياة العملية, وبالتالي يسهل جدا تجنيدهم وخضوعهم لجماعة خاصة عندما تدعي تلك الجماعة أنها تدعو إلي الله والاسلام فقط, ولاتكشف عن وجهها السياسي إلا عندما يكون قد خضع تماما, وأصبح لايمكنه الفرار أو الفكاك. ثالثا: اكتشفت عبر المناقشات مع بعضهم أنهم لايشاهدون إلا الفضائيات التي تؤيد وجهات نظرهم ولايسمحون لأنفسهم بالتعرض للفضائيات الكافرة والمأجورة التي تبث وجهات نظر مختلفة, وهي تعليمات عليا حتي لايفكر في الأمر بالعقل ويظل رهن السمع والطاعة. أعتقد أن من زعموا أنفسهم مثقفين وقادة رأي خلال ال60 عاما الأخيرة فشلوا في الوصول بأفكارهم إلي الشعب وفي ارساء فكرة الدولة المتسامحة, وكانوا موالين للسلطات وليس للشعب, التعصب الذي يسود المجتمع حاليا هو نتيجة الفشل التعليمي والإعلامي والثقافي لأن النخبة تبحث عن مصالحها وداهنت السلطة ولم تخدم الشعب! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم