جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني بمحافظة القاهرة    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    إطلاق قافلة مائية مجانية لخدمة أهالي قرية أبو الشقوق بالشرقية    طلعت مصطفى تحقق 160 مليار جنيه مبيعات خلال 126 يومًا    السيسي ورئيس وزراء اليونان يوقعان إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    تعديل موعد مباراة الأهلي والاتحاد في نهائي كأس مصر لكرة السلة    مصرع تاجري مخدرات في حملة أمنية بقنا    ب6 سيارات إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية    قبل «دم على نهد».. مسلسلات ل«هند صبري» مستوحاه من روايات    «الصحة» تستقدم خبيراً مصرياً عالمياً في زراعة الأعضاء    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة ببداية جلسة اليوم    «فتوح الكويت» تنشئ مصنعاً للتعبئة والتغليف في السخنة باستثمارات 1.7 مليون دولار    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    وزير التعليم العالي يستقبل وزير خارجية جمهورية القمر المتحدة.. تفاصيل    ارتفاع حصيلة شهداء قصف مدرستين في مخيم البريج بقطاع غزة إلى 49 شهيدا    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    المستشار الألماني الجديد يبدأ أول جولة خارجية بزيارة فرنسا    عمال مصر .. أيادٍ كريمة وإرادة لا تعرف المستحيل    شوبير يهاجم إدارة الزمالك بسبب غياب الانضباط وافتقار النظام    «طالبوا ببيعه».. جماهير برشلونة تنتقد أداء نجم الفريق أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا    منتخب التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم للناشئين    وزير الري: توظيف أحدث التكنولوجيات للتعامل مع تحديات المياه    البابا تواضروس: الأم تريزا ومجدي يعقوب شخصيات بنت جسور المحبة بالفعل وليس الكلام    قرار هام من المحكمة بشأن المنتجة سارة خليفة وآخرين في قضية تصنيع المخدرات    استبعاد معلمة بعد ضربها تلميذ مصاب بالسكر بإحدى مدارس القاهرة.. ومنعته من "دورة المياه"    لحظة ذعر مفاجئة.. صرخة تنقذ سيدة من السرقة داخل عقار بحلوان    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    ضبط 49.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير العمل يُعلن بدء التقديم في مِنح مجانية للتدريب على 28 مِهنة بشهادات دولية    رغم مرور 22 عاما على عرضه، فيلم "سهر الليالي" يرفع شعار "كامل العدد" بالسينما اليوم    غداً.. صناع فيلم «نجوم الساحل» ضيوف منى الشاذلي    روجينا تهنئ رنا رئيس بزفافها: "أحلى عروسة وأحلى أم عروسة"    مخرج «لام شمسية» يكشف السبب وراء اختلاف أسماء الحلقة 14 وتأخر عرض الأخيرة    وائل غنيم يعتذر لتركي آل الشيخ ويعلن توبته: «ظلمت نفسي وسأعيد الحقوق لأصحابها»    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    شقيقي عاجز عن دفع مصاريف مدارس أولاده فهل يجوز دفعها من زكاة مالي؟.. عالم أزهري يجيب    انخفاض أسعار «البامية والبطاطس والبطيخ» بأسواق المنيا اليوم الأربعاء 7 مايو    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    جامعة بنها: توقيع الكشف الطبي على 80 حالة بمدرسة المكفوفين    صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يعلن عن وظائف شاغرة    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    الأسباب والأعراض    حظك اليوم.. مواليد هذه الأبراج «شباب دائم» لا تظهر عليهم الشيخوخة هل أنت من بينهم؟    كندة علوش: تكشف «رد فعلها في حال تعرضها لموقف خيانة في الواقع»    قانون الإيجار القديم أمام البرلمان.. الحكم الدستوري لا يحرر العلاقة بل ينظمها بعد عقود من الظلم    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    مصيرهم مش بإيديهم| موقف منتخب مصر للشباب من التأهل لربع نهائي أمم أفريقيا    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    بيدري منتقدا الحكم بعد توديع الأبطال: ليست المرة الأولى!    استولى على 13 مليون جنيه.. حبس رجل أعمال 3 سنوات بتهمة الاحتيال على لاعب الأهلي "أفشة"    كندة علوش: اتعلمت مع عمرو يوسف أختار التوقيت والنبرة الصح وده منع خناقات كتير بينّا    ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خيار إذا سارت في طريق آخر    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلفيون المعاصرون..شوكة في حلق السلفية الحقيقية!!

شهدت الساحة الدينية وقوع عدد من السلوكيات والتصرفات الخاطئة المحسوبة علي بعض التيارات والاتجاهات الدينية وانعكست سلباً علي الصورة العامة للدين الحنيف وهذا خطأ التعميم لكنه ما يحدث فعلاً.
ومن أكثر التيارات الدينية التي تعرضت لذلك هم "السلفيون المعاصرون" مما اضطرهم لطبع الآلاف من بيانات التعريف بهم وبمنهجهم خاصة بعد خوضهم غمار العمل السياسي وفوزهم بنصيب وافر من المقاعد البرلمانية فقد تعاطف الناس معهم لما عانوه من فترات سابقة ولما توسموا فيهم الصلاح والصدق.. غير أن الأحداث الأخيرة قلصت كثيراً من تأييدهم والتفاف الناس حولهم.
"عقيدتي" من جانبها طرحت علي عدد من العلماء والمتخصصين التساؤل عن السلفية وهل اخطأ السلفيون المعاصرون تجاهها؟ فكانت هذه هي المحصلة.
في البداية يتساءل الشيخ زكريا نور.. من علماء الأزهر الشريف:
أولاً ما هي السلفية الحقيقية؟ هي التي تلتزم بما عليه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وما صار عليه الصحابة الأجلاء مع الالتزام بكتاب الله في كل أمور الحياة. فهذه هي السلفية الحقيقية التي بها نسترشد وعليها نسير.
أما ما دار من السلفية الحديثة فهي مخالفة للسلفية الحقيقية موضوعاً وسلوكاً حيث ان السلفية الحقيقية ملتزمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك العنف إنما أمرها اليسر والسهولة حتي تكون عنواناً للإسلام يدفع لمن أراد أن يعتنقه..وقد وجدنا في أمريكا دعاة ينشرون الإسلام بسلوكهم وليس بالقول فقط.. فالسلوك أهم ميزة من مميزات السلفية الحقيقية..ولكن للأسف وجدنا السلفية المعاصرة أو الحديثة قائمة علي التشاحن والتخاصم والتشاجر والعنف حتي لا يستطيع الفرد منهم أن يقبل رأياً مخالفاً له وإن كان هذا الرأي حقاً ولكنه يتعصب لرأيه عصبية عمياء ونسي قول الله تبارك وتعالي "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين" سورة آل عمران.
فكل ما نشاهده في هذه الأيام ممن يدعون السلفية الحديثة هوعصبية وعنف وانحراف عن منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم.
التأسي بالسلف
يوضح الشيخ إسلام الغمري- عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- ان مصطلح السلفية يقصد به عهد النبي صلي الله عليه وسلم والقرون الثلاثة الأولي من بعده ومن هنا فان السلفيين المعاصرين يريدون التأسي بتلك العصور.لكن سلفية العصر هذا اسم فضفاض كبير فنجد منهم من تأسي تأسياً محترماً مقبولاً وهناك أيضاً من أساء وادعي انتسابه لمنهج السلف في حين ان ممارساته الطبيعية تسئ للسف ولهذا نقول: فليكن تأسيك بالسلف تأسياً حقيقياً وليس مجرد اسم فقط أو اشارة وجواز عبور أو جودة مطلقة تري بها العبور للمنهج الحق. فلا بد أن يطابق قولك وفعلك هذا المعتقد وإلا فلا تدعي الانتساب له.
يشير الشيخ الغمري إلي أن بعض دعاة السلفية للأسف الشديد يطلقون تصريحات حماسية غير منضبطة وبشكل غير صحيح وهذا يعطي ذريعة لمن يريد تشويه صورة الإسلام أو التيار الإسلامي. ولذلك فلابد ان يحذر هؤلاء السلفيون المعاصرون مما ينصب لهم من كمائن ومؤامرات واعطاء مبررات لتشويه الإسلام أو اقصاء الإسلاميين وإعادة مراحل التضييق علي الإسلاميين.
لذلك- كما يؤكد الغمري.. ينبغي علي دعاة السلفية أو من ينتسبون لهذا المنهج والذين يقتدي بهم الناس أن يراعوا أعلي درجات ضبط النفس والتقيد في تصريحاتهم بالحكمة التي تجمع ولا تفرق ولا تلهب الحماسة التي لا يمكن صرفها إذا اقتضت الضرورة ذلك. لأننا وجدنا في مواقف كثيرة اندفاعاً من الشباب تأثراً بكلام الدعاة وعندما أراد هؤلاء الدعاة توجيه الشباب فيما بعد أو تهدئتهم فلم يستجيبوا وهذا يضع الداعية في مأزق لأن الشباب إما أن يخونه أويتصور وقوع ضغوط عليه أو أنه ضعف لأسباب معينة.
وأقول والكلام ما زال علي لسان الشيخ الغمري للدعاة السلفيين: ضعوا المصلحة العامة للدين والوطن والمجتمع فوق كل اعتبار فقليل دائم خير من كثير منقطع. ولا تغفلوا أن هناك أطرافاً خارجية وداخلية تريد تدمير البلاد ولا تريد مصلحتها وتسعي لإحداث الوقيعة بين أفراد الشعب جميعاً وستكون مأساة عظيمة إذا تحولنا إلي النموذج السوري أو الليبي.
يضيف: وهناك أبواق إعلامية غير محايدة تنفخ في أي تصريح أو تصرف سلفي حتي تعطي انطباعاً وتأثيراً معيناً ويتم تعميم ذلك علي كل السلفيين.وعلي الدعاة السلفيين أن يدركوا ذلك جيداً.. فهناك أزمنه وأمكنة فتن عندما تهب رياحها فعلي الدعاة والمتخصصين الذين يدركونها أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأمتهم وألا يسكتوا عن الافصاح لما فيه مصلحة البلاد والعباد. وهناك مؤشرات واستدراجات عندما يشعرون بها عليهم أن يحذروها وينصحوا غيرهم.
كما أنصح الشباب بألا ينصاع للدعاة باندفاع وحماسة تحرق كل ما حققناه في الدعوة والاصلاح للحركة والمجتمع بشكل عام.
ليسوا سلفيين!!
يري الدكتور أسامة القوصي الداعية السلفي المعروف ان التيارات السلفية المعاصرة لا علاقة لها بالسلفية الحقيقية النابعة من اتباع السلف الصالح فالسلفية المعاصرة لا تتبع الفكر السلفي الحقيقي بل تتبع الفكر القطبي الذي جاء به سيد قطب وهو رجل معاصر وبالتالي فإن فكره فكر معاصر وفي اعتقادي الشخصي فإن السلفية الحقيقية والسلفية الحالية نقيضان وليس متشابهان فسيد قطب رائد السلفية المعاصرة رجل تكفيري النزعة وانعزالي عن المجتمع ويقصي الآخر ويكفره.
أما السلفية الحقيقية فهي منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابع التابعين وهم من أفضل الأجيال الانسانية علي الاطلاق والذين أناروا العالم بمصابيح العلم والحضارة ولقد كرمهم الله وجعلهم سببا في اقامة الحضارة الانسانية فأين السلفيون الحاليون من عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وخالد بن الوليد الذين أناروا العالم في وقت كانت أوروبا غارقة فيه في غياهب الظلمات وهذا الجيل من السلف الصالح يضرب به المثل في التاريخ الانساني في التسامح وقبول الآخر والوعي بمشكلات الأمة وكيفية ايجاد الحلول المناسبة لها. أما السلفيون الحاليون منهم قطبيون يكفرون الناس والغريب انهم يدعون انهم لم يخالفوا تعاليم السلف الصالح والناس تكتشف كل يوم كذبة جديدة من كذبهم وإفكهم.
وأضاف د. القوصي: لقد كشفت المرحلة الانتقالية التي عاشتها مصر منذ خلع الرئيس السابق حسني مبارك زيف ادعاءات الحركة السلفية المعاصرة والحق ان هؤلاء خسروا كثيرا بمواقفهم السياسية وأنا شخصيا سعيد للغاية بهذه المرحلة الانتقالية لأنها كشفت عن حقيقة الفكر الانتهازي لهؤلاء الملتحفين بعباءة السلفيين ولو لم يكن للثورة المصرية مكسب بخلاف انها كشفت كذب هؤلاء فكفي به مكسبا وأنا أطالب الحركة السلفية الموجودة في مصر اليوم بالتبرؤ من السلفية منعا للتشويه المسمي العظيم وكفي بها ما فعلته حتي اليوم والتشويه الذي تعرض له الاسلام علي ايديهم فالناس مازالت تتذكر كيف انقسم السلفيون علي أنفسهم وهم يتعاملون مع الثورة المصرية فبعضهم أعلن بشكل صريح رفضه للثوره وانحيازه لنظام مبارك والبعض رفض الثورة المصرية في البداية ثم لحق بها بعد عدة ايام والبعض صمت وظل صامتا حتي سقوط مبارك وهكذا عكس التعامل مع الثورة المصرية حالة التشرذم التي يعاني منها السلفيون حتي هذه اللحظة.
ويقول عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الحركة السلفية ان السلفيين المعاصرين يتعرضون لحملة شرسة من أعدائهم والسلفيون اليوم يسيرون علي خطي التابعين والصحابة ويتميزون بحبهم للعبادة والعلم وحبهم لخدمة الناس وحبهم للدين الاسلامي وإظهارهم للهدي الظاهر وسنن الأنبياء ونشرهم لسنن كبيرة كانت غائبة عن المجتمع المصري مثل صوم عرفة والاثنين والخميس واللحية وكذلك صفاء العقيدة الاسلامية.
وحول الاتهام الموجه للسلفية المعاصرة بأنها خاضت العمل السياسي بدون وعي أو خبرة سابقة قال المتحدث باسم الدعوة السلفية ان هناك من يتهمنا بقصور الوعي السياسي ولكن هذا غير صحيح ونحن لا نفتقر للحس السياسي كما يدعي خصومنا بل ان الحقيقة والواقع يؤكد ان السلفيون دخلوا في واقع وعمق مشاكل المجتمع المصري الحقيقية بل وأوجدا حلولا غير تقليدية للكثير من المشكلات التي يتعرض لها المجتمع المصري وهو ما يعني ان السلفيين قادرون علي التصدي للعمل السياسي ولكن هناك من يحاولون إحراج السلفيين وهم بذلك لا يحرجون أشخاصا بل يحرجون منهجا بأكمله ونحن لمن لا يعرف لا نطرح رؤانا بالقوة كما يزعم الكثيرون بل نطرحها باللين والرقة والدليل علي ذلك قضية الأضرحة الموجودة داخل المساجد ورغم ان المنهج السلفي يرفضها إلا اننا لم نحاول التخلص من تلك الأضرحة بالقوة كما يزعم خصومنا بل نعمل علي نشر دعوتنا الوسطية بالحكمة واللين.
وأشار د. الشحات إلي أن هناك محاولات لإرهاب السلفيين فكريا وابتزازهم كي يتراجعوا عن الرؤي الوسطية التي يتبناها كل سلفي حقيقي ورغم ذلك الإرهاب الفكري إلا ننا ماضون في نشر الفكر الوسطي وسنعمل علي تغيير المنكر بالعقل وليس بمنكر أشد منه ونحن نؤمن بوجود الدول العصرية التي يكون حق التشريع فيها لله وباقي السلطات نابعة من الشعب بآليات أكثر مرونة من الآليات المعروفة.
تصرفات شاذة
تؤكد الدكتورة ماجدة هزاع- رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر- ان السلفيين المعاصرين بتصرفاتهم وسلوكياتهم التي ظهروابها مؤخراً وخاصة من اعتداء علي وزارة الدفاع أتوا بتصرفات مغايرة ومخالفة تماماً لما ينبغي ان تكون عليه السلفية الصحيحة التي هي اتباع منهج سيدنا رسول الله والالتزام بكتاب الله القائل:
"ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
وتتساءل د.ماجدة مستنكرة ثم ألسنا نحن جميعاً سلفيين؟ إننا كمسلمين نتبع الكتاب والسنة والمرأة ترتدي الحجاب فهل معني ذلك اننا لسنا مسلمين؟! وهل غير المنتمي لهم يعتبر كافراً؟!
تضيف: إن ما يأتيه أولئك المدعون انتماءهم للسلفية أشياء لا تليق بأي إنسان فضلاً عن كونه مسلما. فالإسلام دين الرحمة والتسامح لم يدع للعنف أو قطع الطريق وتعطيل مصالح الناس وإيقاف الدراسة والامتحانات وتعريض المواطنين للخطر. فهذا الجرم يستحق تطبيق حد الحرابة..وأقسم بالله لو أنني مسئولة لطبقت عليهم حد الحرابة فوراً. فما ان يشاهد الإنسان قناة فضائية إلا ويجد المعتدي بالطوب والأسلحة البيضاء هم من أصحاب اللحي والجلباب القصير أدعياء السلفية والإسلام. حتي اعطوا صورة سيئة جداً عن الدين وهو غير ذلك تماماً لدرجة أن الناس تصوروا المسلمين مجرد "همج" وبلطجية ومتطرفين.
وتوجه د.ماجدة هزاع حديثها لأدعياء السلفية قائلة: ادعوكم لمراجعة مواقفكم وتفكيركم وإن كانت لكم مطالب فهناك طرق شرعية وسلمية تعرضونها عن طريقها بعيداً عن الإساءة للدين أو المجتمع.
تستطرد قائلة: شاركت منذ أيام في احتفال وسألتني المذيعة عن الأطفال المعاقين فأجبتها:إن ما يفعله هؤلاء الأدعياء للسلفية هو الإعاقة بينها. فهؤلاء نفوسهم مريضة يحتاجون للعلاج أو أنهم أناس مأجورون لتنفيذ مخططات لتشويه الإسلام وتدمير بلاده.
تضيف: لقد كنت قبل الأحداث الأخيرة متعاطف تماماً مع حازم أبوإسماعيل ومقررة تدعيمه كمرشح لكن بعد الذي وقع منهم والله لن أعطي صوتي لأي مدعي الدين وإنما سأعطيه لأحمد شفيق. فهؤلاء حولوا بيوتنا الي رعب وأساءوا أبلغ اساءة للدين. وإذا أعيدت انتخابات مجلس الشعب ثانية فلن يحصل واحد منهم علي مقعد بل يسقط الجميع بعد ان انكشف خداعهم.
فعليهم أن يعيدوا حساباتهم من جديد ويغيروا نظرة المجتمع تجاههم.
دراسة فقهية
وبنظرة فقهية متعمقة يقارن الدكتور السيد عبد الرحمن مهران- الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بأسيوط- بين التسلف والتصوف قائلاً: قد يتبادر في أذهان العوام أنهما نقيضان. والحقيقة عند أهل العلم أنهما صنوان. فالتسلف ركن ركين من أركان الدين حاصلة لزوم الاتباع في الثوابت والوقفيات والحذر من مجاوزتها وابتداع بدائل لها من عنديات المبتدعين. وطبقاً لهذا المفهوم فالأصل أن جميع المسلمين سلفيين أوبالأحري يلزمهم جميعاً أن يكونوا كذلك بل وحتي عندما تتحول السلفية إلي منهجية تجد من علماء الأمة من يؤطر لها ويحفز الناس إليها لتحري السنن ولزوم اتباعها فلا ضير مطلقاً في ذلك بل هو الخير كل الخير.
والتصوف قيمة إيمانية راقية حاصلها اصفاء الأنفس لله عز وجل وسوقها إليه. ولا أقول عزوفها عن الدنيا "فهو باطل" بل عزوفها عن العمل في الدنيا لأجل الدين بل تصحيح المقاصد وإقامة النوايا علي أن تؤتي أعمال الدنيا لأجل الآخرة لا لأجل الدنيا. فيثمر ذلك إعمار الدنيا بامتلاك أسباب العزة فيها.وحصول الأجر والمثوبة من روافد أعمال المعاش كما هي حاصلة من العبادات فيتضاعف الأجر ويقوي الإيمان ويتحقق اليقين ويتأهل المكلف لرحمة الله ورضوانه في الآخرة. فالتصوف استشراف وتشوف لإعمار الدنيا بالدين وفلاح الآخرة بأسباب الدنيا والدين.
والتصوف وإن بدا بهذا المفهوم أنه مسلك الخواص من المؤمنين إلا أن كافة المسلمين مدعوون إلي فهمه بهذا المعني وتحقيقه بهذه المنهجية لما فيه من ارتقاء المسعي واكتمال الخير.
أضاف د. مهران: وبالبيان السابق يتضح يقيناً ان منهجية التسلف صنو منهجية التصوف ولا تعارض ولا تضاد. وهذا هوما تواطأ عليه سلف الأمة والمحققون من علمائها. ولكن عندما تتحول المنهجية في الدين - أي منهجية- الي طائفية مقيتة فتش عن الغلو وتجاوز قيم الخلاف. فهما سوءتان نضاختان بالشرر والشرور ومجلبتان للضرر وفساد العواقب في كل الأمور.
أضاف د.مهران: لا أري فيما علمت من شرع الله عز وجل لعلاج الغلو أمثل من الرفق بالمغالين في اتجاه وترشيدهم وتزويدهم بصحيح العلم وثوابت القيم وآداب الخلاف وذلك مسئولية العلماء والحكام علي السواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.