عزومة رمضان لها مذاق خاص جدا, ولها طقوس تختلف عن غيرها من العزومات وبالتالي عليك أن تهتمي بعدد من الأساسيات سواء كنت مدعوة أو كنت أنت صاحبة الدعوة, من حيث الإعداد للعزومة أو مظهرك وغيرها: قومي بتوجيه الدعوة قبل أسبوع علي الأقل من الميعاد المحدد, ففي الشهر الكريم تزيد الدعوات واللقاءات بين داع أو مدعو فتتكرر المناسبات في يوم واحد, لذا وجود وقت كاف يضمن قبول دعوتك. أعدي قائمة الطعام قبل خمسة أيام لتشتري المستلزمات التي تحتاجينها, وقومي بإعداد المنزل للأجواء الرمضانية بوضع مفارش من الخيامية أو ذات الخطوط العربية التي بدأت تظهر بالأسواق خلال السنوات الأخيرة, استعيني كذلك بالأكواب المنقوشة بالرسومات الإسلامية التي تتماشي مع الأجواء, وضعي فانوس رمضان في مدخل البيت ليضفي بهجة خاصة. أما بالنسبة لإعداد الطعام فإذا كنت ستقومين بالمهمة وحدك دون مساعدة فحاولي تحضير الأصناف ذات الصوصات المختلفة في يوم سابق, وكذلك تتبيل كل اللحوم إذا احتاجت إلي ذلك. أعدي المحاشي ليلة الدعوة ولا تتركي إلا الأصناف التي تحتاج للإعداد الفوري لفترة ما قبل الإفطار, مثل تسوية الأرز والمحاشي وتحمير اللحوم والسمبوسك وغيرها. وتذكري أنه بالتحضير المبكر يمكن أن تتغلبي علي مشكلة عدم وجود أحد ليساعدك قبل العزومة, لكن من المفضل أن تستعيني بشخص ما يقوم بمعاونتك أثناء وجود الضيوف حتي لا تنشغلي عنهم ولا يشعروا بالحرج وأنهم تسببوا في إرهاقك, أما في حالة تعذر وجود مثل هذا الشخص فاحرصي علي تجهيز مائدتك التقليدية في وقت سابق بحيث يكون الطعام علي السفرة قبل الإفطار, مستعينة بأواني التقديم ذات شعلة التدفئة للأطعمة التي تحتاج لذلك( إذا توفرت لديك هذه الأواني), وقومي بغرف الشوربة في الصحون الخاصة بها وكذلك أطباق السلاطة, وأعدي مائدة منفصلة خاصة بالحلويات وأطباقها وكذلك للمشروبات, وإن لم تتوافر طاولة كافية فيمكن الاستعانة بأخري مخصصة للمشروبات فقط أو وضعها علي البوفيه المجاور للسفرة, ويمكنك ترك كل الأواني علي المائدة حتي انصراف الضيوف كي لا تنشغلي عنهم, وقومي فقط بجمع الصحون الخاصة بالشوربة بعد الانتهاء من تناولها ووضعها جانبا. من ناحية أخري, احرصي علي أن تنتهي من كل شيء قبل وصول الضيوف, وأن تكوني مستعدة لاستقبالهم وأنت في أحسن حال وأجمل صورة, وسواء كانت الدعوة علي الإفطار أو السحور يجب أن تبدعي في مظهرك وتستغلي الأزياء الحديثة التي تتماشي في نفس الوقت مع أجواء الشهر الكريم, فارتدي الجلباب أو العباية ذات الخطوط العربية التي أصبحت آخر صيحة في الآونة الأخيرة, فمنها الكثير من الموديلات والألوان فاختاري منها ما يناسبك لأنها ستكون أنيقة أيضا إذا حضرت بها إحدي المناسبات الرمضانية, كذلك استعيني ببعض الإكسسوارات ذات الطابع الإسلامي والعربي كي تكتمل أناقتك, ولا تنسي الطرح ذات التطريز من نفس الطابع والتي انتشرت أخيرا, لكن احرصي علي ألا تبالغي في النقوشات والتطريز فتنتقصي من أناقتك. أما إذا كنت أنت المدعوة فتلك الأزياء مناسبة أكثر لحضور دعوات السحور ويمكنك ارتداؤها في الإفطار العائلي أو عند أصدقاء مقربين, ولكن مع زملاء العمل- علي سبيل المثال- دعيها للسحور فقط, ولا تحتاري كثيرا في اختيار ما تصطحبينه معك من هديه فغالبا ما يميل الضيوف في شهر رمضان إلي تقديم أطباق من الحلويات الشرقية وتلك الفكرة تكون عادة صائبة إذا كان عدد المدعوين قليلا فلن تتراكم أصناف الحلويات كثيرا, كما يمكنك سؤال صاحبة الدعوة- إذا كانت من العائلة أو إحدي صديقاتك المقربات فقط- عما تفضل أن تصطحبينه معك, أما إذا كانت العلاقة ليست قوية أو مقربة إلي هذه الدرجة فلا تقدمي علي هذه الخطوة أبدا. وفي حالة علمك بأن عدد المدعوين ليس بقليل هنا عليك الابتعاد عن تلك الفكرة لأن الغالبية تقدم أطباقا من الحلوي الرمضانية, ويمكنك إحضار حلوي أخري مناسبة أيضا لهذا التوقيت من السنة مثل تورتة الآيس كريم, أو اختاري هدية تقليدية للبيت كطبق من الفضة أو برواز صغير أنيق, وإن كان بالبيت أطفال يمكنك تقديم بعض الألعاب لهم مما يدخل عليهم البهجة ويساعد علي تسليتهم أثناء انشغال الآباء مع ضيوفهم. بعد الانتهاء من تناول الإفطار يمكنك عرض المساعدة علي صاحبة البيت إذا لم يكن هناك من يساعدها, لكن لا تبالغي أو تلحي في هذا العرض إذا ما رفضته واعتذرت. أخيرا الحرص علي الالتزام بموعد أذان المغرب أمر مفروغ منه, فليس من المتوقع أن ينتظر المدعوون حضور المتأخر بعد موعد الإفطار, لذا يجب الحرص علي ترك وقت كاف للطريق والزحام, علي ألا يصل أي من الضيوف قبل الإفطار بفترة تزيد علي العشر دقائق بأقصي تقدير لأن صاحبة المنزل تكون قبل ذلك مشغولة بوضع الرتوش الأخيرة علي مائدتها وتستعد لاستقبال ضيوفها, ولا تغالي كذلك في البقاء, فبعد صلاة العشاء وتناول الحلوي والشاي يبقي عادة الضيوف لساعة أخري لتجاذب أطراف الحديث ثم ينصرفون.