شهدت بعض المحافظات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف وحرق ونهب وقتل وفرض سيطرة ومحاصرة مساجد سواء من المعارضين أو المؤيدين للنظام أو صبية مأجورين لاشعال نيران الفتنه واثارة الفزع والخوف وبالتالي ضرب السياحة والاستثمار وتدمير الاقتصاد وانهيار الدولة. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نفسر هذه التصرفات نفسيا وما هي سمات الشخصية العدوانية التي تميل الي العنف وسفك الدماء؟ تقول الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان الصراع بين القديم والجديد امر وارد وطبيعي واختلاف الاراء والتعبير عنها عرض صحي ولكن ما يحدث من عنف بمختلف اشكاله في المجتمع المصري المعروف عنه انه مجتمع آمن هذا هو المرفوض شكلا وموضوعا هذا العنف المتعمد لاثارة البلبلة وتخريب المجتمع لاشعار الشعب في هذه المرحله بعدم الاستقرار لنظام الحكم الحالي والدليل علي صحة هذا الكلام وجود مظاهرات شعبية طبيعية كلها سلمية ومن ثم يندس البلطجية المأجورون من أي فئه ما لقلب المظاهرة السلمية الي عنف وتخريب ويتكرر هذا المشهد في مختلف المحافظات مما يؤدي الي اشاعة الرعب والخوف في نفوس المصريين ثم يأتي الاعلام مثل بعض الفضائيات ليدعم العنف بإثارته للكثير من الشائعات والاستفزاز الذي يزيد العداء بين افراد الشعب الواحد وقد انتشر العنف والعدوان في المجتمع بأشكال لم نشهدها من قبل مثل قطع الطرق وخطف الاطفال والتنكيل بهم والتعدي علي وسائل النقل العام و المؤسسات الحكومية و المرافق العامة و هذا العنف لا يحدث من شباب الثوار ولا من الاخوان, وانما يحدث من البلطجية المأجورين. وتنصح الدكتورة عزة بعدم مقابلة العنف بالعنف حتي لا يساء صورة الثوار وحتي لا نخرب و ندمر بلدنا الحبيب وانما يجب مواجهة هذا العنف بالتعبير السلمي عن الرأي و الالتزام بأماكن محددة و آمنة للتظاهر بطريقة سلمية لعدة ساعات محددة, ومقاومة أي نوع من أنواع العنف بضبط النفس والقبض علي هؤلاء البلطجية المندثين كما تناشد أستاذة علم الاجتماع الاعلام بالحد من التعديات في اثارة الشائعات والبلبلة والإساءة لمصرنا الغالية, كما لابد و أن بقغ كل من يخطئ في حق المجتمع والشعب المصري تحت طائلة القانون, لأن الاعلام في هذه المرحلة من الوسائل المهمة التي تعكس حالة الدولة وما يحدث من إساءة للشعب المصري سيؤدي الي انهيار الاقتصاد المصري وإغتيال من سمعة مصر بين العالم. بينما تري الدكتورة سعدية بهادر, أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس, أن تزايد العنف حجما و نوعا و أسلوبا في الشارع المصري بعد ثورة25 يناير تزايد واضح و كبير أدي الي وصف العنف بأنه وباء, وأطلق عليه في الخارج وباء العنف في مصر و تتراوح أعمار ضحايا العنف بين12 و39 عاما, ومن الواضح أن معظم ضحاياه من الأطفال و المراهقين والشباب في عمر الزهور, ولما كانت مشكلة العنف من المشاكل الوبائية سريعة الانتشار بالعدوي بين الشباب لذا فقد ازدادت عدد الاصابات والوفيات بازدياد حدة العنف, ومن أخطر أنواع العنف الشائع الآن هو العنف المجتمعي الذي ينتشر في الأحياء و الشوارع والميادين العامة حيث تشيع الجرائم المنظمة وتنتشر العصابات المسلحة وتزداد معدلات تعاطي المواد المخدرة وتنتشر أفعال العنف الجماعي والجرائم اللا أخلاقية وفي مثل هذا المناخ يتعلم الأطفال اساليب وسلوكيات العنف التي يتبادلونها في المواقف المختلفة والمتكررة عند توافر الظروف والعوامل المسببة لها. وتضيف الدكتورة سعدية أن من أهم أسباب انتشار ثقافة العنف في المجتمع المصري الشحن النفسي والدفع بالأفراد الي أماكن التظاهر و التحريض علي استخدام العنف و توفير الآليات التي تساعد علي ذلك, بالاضافة الي الإرهاب و التخويف و الضغط و الاثارة و الاستثارة ومشاهدة العنف المتلفز الذي يعرض في التلفزيون المصري و يحفز الطفل والمواطن علي الاندفاع لممارسته ضد الآخرين. و ترجع أستاذ علم النفس انتشار العنف الوبائي في المجتمع المصري الي القصور الشديد في منظومة المساندة الاجتماعية ازاء هذه الظاهرة الخطيرة والتي ترتب عليها تهاون عوامل أساسية وحاسمة في حماية الأطفال من العنف الموجه اليهم أو الموجه منهم وعدم توعيتهم بما يترتب علي العنف من أخطار جسيمة تضر النفس و الغير. فلابد من التدخل السريع لحث المشاركين في العنف علي ضرورة الابتعاد عن المواقع و الأماكن التي ينتشر فيها العنف, وعدم مواجهة العنف بالعنف. وتفسر أستاذ علم النفس سيكولوجية مرتكب العنف بأنه سلوك عدواني استفزازي يدل علي شخصية تشعر بالنقص وتتمني أن تجذب انتباه الآخرين اليها في مسرح الجريمة وأن تتصف بالبطولة التي تشعر بالقصور فيها فتأخد من هذا الموقف السلبي( العنف) اسلوبا لتضخيم صورتها ولفت النظر اليها لتتحول من نكرة الي معرفة وتأخذ تحصل علي اهتمام الآخرين الذي حرمت منه.