اقتربنا من الحسم.. والجمهور حائر بين نداء الواجب.. وقرار المنع! اقترب الحلم من أرض الواقع.. لم يتبق سوي خطوة واحدة وهي الجولة الاخيرة من التصفيات.. الآمال تصاعدت. والطموحات تعالت.. الفرحة بدأت تلوح في العيون قبل القلوب.. العودة الي المونديال بعد غياب24 سنة باتت شيئا ملموسا أو بمعني آخر في حوزة الفراعنة, ولكن الامر يحتاج لترتيب العديد من الأوراق قبل خوض غمار مرحلة الحسم والتي تتطلب180 اشغال شاقة من جانب الفراعنة قبل الذهاب للمونديال. وبطبيعة الحال.. فإن دور الجمهور في هذه المحطة بالتحديد لا يقل عن الجهاز الفني واللاعبين.. فالأمر هذه المرة لا يحتمل الابتعاد أكثر من هذا عن المدرجات.. حناجر المشجعين وقلوبهم المتعطشة للانجاز الكبير قادرة علي صناعة الفرق, ولعل ذكريات مونديال ايطاليا1990, مازالت عالقة في الأذهان فقد كانت الجماهير حجر الزاوية الذي أطلق طائرة المنتخب الوطني الي بلاد الأزوري. واذا كان الحضور الجماهيري هذه المرة لا يقبل القسمة علي اثنين, بمعني انه لابد من الدفع بهم الي الصفوف الأولي.. فانه بالتأكيد يخضع لشروط عديدة منعا لأي آثار سلبية تطيح بحلم السنين, ام انه من الافضل الابتعاد عن المعادلة الصعبة وحالات الارتباك التي تمر بها الكرة المصرية خاصة بعد الخروج المشين لألتراس أهلاوي في مباراة الفريق أمام توسكر في دوري الابطال هذا الموسم.. السطور التالية تحمل بين طياتها تحليل ورؤية بعض الخبراء لوضع النقاط فوق الحروف خاصة ان هناك قرارا وزاريا بعدم حضور الجماهير في المباريات المحلية والافريقية. الأجهزة الأمنية البداية كانت مع وزير الدولة لشئون الرياضة العامري فاروق الذي افتتح كلامه بالتأكيد علي ان موضوع عودة الجماهير الي المدرجات ينحصر في التوفيق بين الأجهزة الأمنية والوزارات المعنية الاخري, بهدف تقريب وجهات النظر وتذليل كافة الصعوبات التي تقف أمام عودة الجمهور, تمهيدا لترك أمر اتخاذ القرار النهائي لاتحاد الكرة, بعد ان تكون الاجواء مهيأة له بالموافقة او الرفض. واضاف العامري انه تولي مهمة شئون الرياضة في توقيت صعب إلا انه أخذ علي عاتقه عودة النشاط الرياضي وتحديدا مباريات الدوري الممتاز. رغم الاحداث الصعبة التي تمر بها البلاد مشيرا الي انه قام بتنفيذ ما وعد به في هذا الشأن. وأردف قائلا: إنه لا يتدخل في أي قرارات تتعلق بالاتحادات الرياضية ومن ضمنها قرار عودة جماهير الكرة الي المدرجات تاركا اتحاد الكرة يأخذ القرار المناسب. الحابل والنابل يري الدكتور طه اسماعيل الخبير الكروي ان مباراة المرحلة الثانيةمن التصفيات سيكون لها وضع مختلف ومطلوب فيها حضور جماهيري مكثف لدفع المنتخب لتحقيق نتيجة جيدة خاصة اذا كانت المباراة علي ارضنا والثانية في الخارج لان الجمهور عبارة عن ورقة ضغط علي الفريق المنافس والحكم في الوقت نفسه. إلا أنه يخشي عدم وجود ضمانات كافية تخرج بالمباراة لبر السلام حيث اختلاط الحابل بالنابل علي حد قوله لان هناك الكثيرين من مصلحتهم خراب البلاد واثارة المشاكل وهنا ستكون الفرصة متاحة لاندساس مخربين بين الجماهير لإحداث الفوضي قد تؤدي وقتها الي استبعادنا من المنافسات او حرماننا من اللعب دوليا لذلك فهو يفضل اقامة المباراة بدون جمهور. بينما يري طه بصري كابتن الزمالك والمنتخب الاسبق ضرورة تعبئة الجماهير للمباراة متسائلا: كيف يمكن ان يصل المنتخب الي البرازيل للمشاركة في نهائيات كأس العالم والمدرجات خالية من الجماهير؟.. وقال إنه يجب ان تقوم الشرطة بدورها علي الوجه الأكمل, مشيرا الي انه لا مانع من حضور أو وجود القوات المسلحة لتأمين المباراة, حتي تستعيد الدولة هيبتها لانه ليس من المعقول أن نرفع شعار الفوضي ونظل نردده حتي تقف حياتنا, ولنا في رجب أردوغان رئيس وزراء تركيا عبرة, وكيف تعاملت مع المتظاهرين بتفريقهم بخراطيم الماء دون الاحتكاك بهم مؤكدا ضرورة ان يقوم الإعلام بدوره في توجيه الجماهير الي السلوك الصحيح حتي تعود الحياة الي جميع المجالات. هيبة الدولة وقال طاهر ابو زيد أن عملية التأمين في هذه المواجهة أمر لا خلاف عليه مع تشديد الإجراءات الأمنية, واتخاذ كافة التدابير اللازمة حتي تمر المباراة في اجواء آمنة ويحقق المنتخب حلم الملايين بالصعود الي نهائيات البرازيل, مشيرا الي ان عدم القدرة علي توفير الامن يعني عدم وجود بلد, وقال انه لاخوف من التواجد الكبير من الجماهير في المباراة لان الجميع جاء لهدف واحد وهو مساندة منتخب بلاده وليس ناد ضد آخر.. وبالتالي فليس من المنطقي ان يحدث تصارع أو صدام بين رابطة وأخري. عبرة الماضي بينما يري الخبير الكروي حسن الشاذلي ضرورة عدم حضور الجماهير في المباراة, وذلك لاننا لانستطيع ان نحكم سلوكهم أو نقوم بتنقية المجموعة التي ستحضر اللقاء, خاصة اذا كانت المباراة الاولي في القاهرة وشاء القدر أن يدخل مرمانا هدف, ففي هذه الحالة سوف تقوم الجماهير بتكسير المدرجات بدون وعي وسوف تصدر ضدنا علي ضوء ذلك عقوبات. واضاف أن لنا في الماضي عبرة من خلال المشهد في مباراتي الأهلي والزمالك في البطولة الإفريقية العام الحالي, وهي خير مثال عما حدث وكانت سببا في صدور قرار بعدم حضور الجماهير سواء علي مستوي الاتحاد الافريقي لكرة القدم( الكاف) أو اتحاد الكرة, مشيرا الي ان الجماهير واللاعبين والاجهزة الفنية اعتادوا المباريات بدون جماهير. وأكد نجم الترسانة الاسبق انه يفضل ان تكون جميع المباريات الموسم الحالي ايضا بدون جمهور حتي لا تحدث مصيبة كبري تؤدي الي ايقاف النشاط الرياضي بالكامل في الوقت الذي لا ننكر فيه دور الجمهور في المباريات المهمة, خاصة فيما يتعلق بتأهيل اللاعبين معنويا. ويري هشام عبد الرسول نجم منتخب مصر الأسبق وصاحب التمريرة الحريرية التي صنعت هدف الفوز لحسام حسن في مباراة الجزائر ليصعد الفراعنة الي نهائيات إيطاليا ان حضور الجماهير في هذه المرحلة مسالة ضرورية ومن المفترض ان يكون مفروغا منه, لأن المساندة مطلوبة لان اللقاء سيكون أمام منافس قوي ويتمتع بنفس الامل والطموح من أجل التأهل الي المونديال. ويشير الي انه لا يفضل السماح بوجود أعداد كبيرة من الجماهير, اي لابد من الاكتفاء بخمسة آلاف من المدنيين ومثلهم من القوات المسلحة والشرطة منعا لاي احداث مؤسفة في حالة لو جاءت النتيجة علي عكس ما يريد الجمهور.. وقال إنه لا ينكر دور المشجعين في مباراة الجزائر.