القرار الحكيم الذي أصدره العامري فاروق وزير الرياضة بحسه الوطني وبحكم مسئولياته السياسية بمنع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم الأفريقية والمحلية يعكس مدي ما يتمتع به الوزير من بعد نظر ورؤية شاملة للواقع الذي يعيشه المجتمع في الفترة الحالية ومنذ قيام ثورة يناير المجيدة حيث يعاني من حالة انفلات اخلاقي قبل الأمني.. مما أدي لتفشي مظاهر الشغب والعنف داخل الملاعب الخضراء.. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها العامري فاروق لإعادة الحياة للكرة المصرية واستئناف المسابقات المحلية بعد توقف دام عاماً عقب وقوع كارثة بورسعيد وذلك بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية حفاظا علي حقوق عناصر اللعبة والتي أصبحت الكرة مصدر رزقها وأيضا توجيه رسالة للعالم بأن مصر في طريقها لاستعادة كل مظاهر الحياة الطبيعية من هدوء وأمن واستقرار بما يعود بالخير للاقتصاد المصري من عودة الاستثمارات الأجنبية والسياحة إلي معدلات عالية تنقذ اقتصاد البلاد من كبوته والانهيار الذي يطارده ولكن كانت المفاجأة أن جماهير التراس الأندية لم تكن عند حسن الظن بها.. وتوالت أحداث الشغب في الملاعب بصورة غير حضارية تسيء لشعب مصر وفي مباريات ليس فيها جماهير للمنافس لأنه إما فريق عربي أو أفريقي.. وشاهدنا ماذا فعلت جماهير أندية الزمالك والأهلي والإسماعيلي.. وكأنه نوع من العناد ضد أنديتهم لإصرارهم المستمر علي إثارة الشغب واللجوء للعنف باتلاف الملاعب وتحطيم المقاعد والسيارات المحيطة بها وإلقاء الشماريخ دون أسباب واضحة فكل هذا يحدث وأنديتهم تفوز وليس فقط في حالة الخسارة مثلما حدث في مباراة الإسماعيلي مع اتحاد العاصمة الجزائري.. وكان من الطبيعي أمام هذا الاصرار علي إثارة الشغب أن يتدخل الوزير بهذا القرار الحاسم بمنع الجماهير من حضور مباريات البطولات الأفريقية والعربية مثلما هو متبع مع مباريات الدوري المحلية لسببين أولهما حماية جماهيرنا والحفاظ علي أرواحها وثانيهما حماية أنديتنا من نقل مبارياتها خارج مصر بقرار قد يقدم عليه الاتحاد الأفريقي في أي لحظة لأن ما يحدث داخل ملاعبنا يعكس غياب الأمن بما يهدد حياة الفرق الضيوف وبالتالي فإن منع الجماهير من حضور تلك المباريات هو السبيل الوحيد لانقاذ الأندية المصرية والمنتخب الوطني من اللعب خارج الوطن بما يقلص فرص الأندية في المنافسة علي كأس أفريقية لأبطال الدوري والكونفدرالية ويقلص فرص منتخب الفراعنة في تحقيق حلم الصعود لنهائيات مونديال البرازيل 2014 وإذا كان العامري فاروق يستحق كل التحية والتهنئة علي هذا القرار الحكيم فإننا ننتظر منه سرعة إصدار قانون حماية الجماهير والمنشآت والأحداث الرياضية كونه يمثل الحل الأمثل لإعاد الصورة الحضارية والهدوء والأمن والأمان لملاعبنا لأنه سيضع حدا لتفشي ظاهرة الشغب والعنف بقوة القانون.. لأن الرياضة وسيلة للمتعة والتسلية ولابد أن يتعامل الجميع معها من هذا المنطق فهي ليست مجالا للترويع والدم وحتي يري هذا القانون النور فلا يجب عودة الجماهير للملاعب الخضراء إطلاقا محليا ودوليا وأفريقيا.