برغم الإعلان عن سرعة استصلاحها وزراعتها تستمر منطقة السر والقوارير في مغازلة كل الحالمين بتعمير سيناء باعتبارها البوابة الشرقية الاستراتيجية لمصر.. ومنذ أيام أعلن وزير الزراعة عن خطته لتعمير هذه المنطقة وزراعتها وهو ما اعتبره الكثيرون إسرافا في التفاؤل من الوزير أو كلام جرايد.. وبرغم حاجتنا للأمل وإصرارنا علي تنمية بلادنا إلا أن المزارعين وأهالي المنطقة ينبهون الي وجود تحديات كثيرة لابد من تذليلها حتي يمكن توصيل المياه لهذه المنطقة الحلم. وأعتبروا وزير الزراعة المهندس محمد رضا اسماعيل متفائلا عندما أعلن أنه بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية بمصر فإنه سيتم استصلاح400 الف فدان بمنطقة السر والقوارير بسيناء إلا أن وثائق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تشير الي أن الوزارات المتعاقبة كانت في العهد السابق حريصة علي تنفيذ هذا الاستصلاح وكان من المقرر الانتهاء من جميع الأعمال, بما فيها استصلاح منطقة السر والقوارير بحلول عام2002, إلا أن الوضع الراهن يشير الي أن عمليات الاستصلاح ومد الترعة قد توقف عند بئر العبد علي بعد70 كم من الحافة الغربية لمنطقة السر والقوارير, وأن المياه قد توقف ضخها عند محطة الرفع رقم6, وهي تبعد أكثر من40 كم غرب بئر العبد, ويعني ذلك وجود صعوبات فنية تحول دون استكمال المشروع حتي منطقة السر برغم المميزات العديدة التي تتصف بها والتي أكدتها دراسات مركز بحوث الصحراء وهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية حيث تتصف المنطقة بالمناخ المعتدل طوال العام, كما إنها ذات موقع جغرافي استراتيجي بالقرب من الحدود الشرقية لمصر وعلي أعتاب وسط سيناء المستهدف تنميته بل أن خصائص التربة تفوق مناطق( جنوب البردويل وسهل الطينة) عند المقارنة بباقي مناطق المشروع, كما أن المنطقة تصلح لزراعة عدد كبير من الحاصلات الزراعية ويضاف لذلك أن استصلاح واستزراع هذه المنطقة يوفر نحو25 ألف فرصة عمل زراعي مباشر وتستوعب نحو135 ألف نسمة, فضلا عن أعداد أخري من العمالة المطلوبة للأنشطة الخدمية والاقتصادية المختلفة. وبعيدا عن الجدوي الاقتصادية المباشرة لإقامة المشروع فإن البعد الاستراتيجي يكتسب أهمية ايضا باعتبار أن تعمير سيناء هدف قومي ذو طبيعة استراتيجية تمس الأمن القومي المصري, وهو لا يقل بأي حال من الأحوال عن دعم قدراتنا الدفاعية لحماية ترابنا الوطني, وأن استكمال المشروع ليمتد الي منطقة السر والقوارير, باعتبارها كتلة اقتصادية وبشرية تشغل فراغا علي الحدود الشرقية, يعتبر ضرورة تحتمها مصالح الوطن إلا أنه ومنذ هذا التاريخ لم يتم عمل شئ حتي الآن وأن الأراضي بالفعل صالحة للزراعة إلا أن وصول المياه اليها غاية في الصعوبة فضلا عن الوضع المتردي الحالي لترعة السلام والتي جفت وأصبحت بلا مياه تقريبا. ويقول سليمان خلف رئيس مجلس إدارة مركز طاقات للتنمية بسيناء ان تصريحات الوزير قد تكون قابلة للتنفيذ اذا تم اتخاذ عدة حلول منها إنشاء محطات رفع عملاقة لضخ المياه من آخر نقطة من ترعة السلام مزودة بعدة مآخذ ومن ثم توصيلها الي منطقة السر والقوارير وأشار إلي أن تنمية هذه المنطقة قد كانت منذ عشرات السنين محل دراسات كثيرة من العديد من المهتمين الا أن هذه الدراسات ذهبت الي الأدراج دون تنفيذ ويري أن الحل قد يستغرق سنين طويلة اذا ما بدأ العمل بها الآن. وقد أكد معظم المزارعين بشمال سيناء الذين عايشوا أمل استصلاح منطقة السر والقوارير لسنوات طويلة أن هذه المنطقة جميع مقوماتها متوافرة من أرض خصبة ومن أجود أنواع التربة لا سيما أن هذه المنطقة مسمدة ذاتيا من خلال نزول مياه الأمطار من أعالي الجبال آخذة معها ما يسمي الطمي الجبلي وهو أقوي أنواع السماد فأصبحت هذه المساحة المستوية والمسمدة لا تحتاج الي المياه التي يأمل الجميع منذ سنوات طويلة في أن تصل اليها مياه ترعة السلام لزراعتها. ويوضح المزارعون والذين اعتبر البعض منهم تصريحات وزير الزراعة نوعا من التفاؤل والأمل قد يتحقق بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية فيما اعتبر البعض الآخر هذه التصريحات ما هي إلا درب من الخيال مستشهدين بالواقع الحالي لمصدر المياه وهو ترعة السلام والتي جفت فيها المياه تقريبا في الوضع الحالي وهي لم تصل نهائيا الي تلك المنطقة وتحتاج الي عشرات من السنين لتوصيل مياه ترعة السلام.