تعتبر منطقة السر والقوارير واحدة من خمس مناطق في القطاع الشمالي من شبه جزيرة سيناء, تم اختيارها في خطة الدولة للتوسع الزراعي الأفقي علي مياه ترعة السلام( شرق). وتبلغ المساحة المخططة في هذه المنطقة نحو135 ألف فدان تمثل نحو35% من جملة مساحة مناطق الاستصلاح علي ترعة السلام شرق( ترعة الشيخ جابر الصباح) بشمال سيناء(400 ألف فدان). وفي وثائق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة الموارد المائية والري, إشارة إلي أنه من المقرر الانتهاء من جميع الأعمال, بما فيها استصلاح منطقة السر والقوارير بحلول عام2002, إلا أن الوضع الراهن يشير إلي أن عمليات الاستصلاح ومد الترعة قد توقف عند بئر العبد علي بعد70 كم من الحافة الغربية لمنطقة السر والقوارير, وأن المياه قد توقف ضخها عن محطة الرفع رقم(6), وهي تبعد أكثر من40 كم غرب بئر العبد. ويعني ذلك وجود صعوبات فنية تحول دون استكمال المشروع حتي منطقة السر والقوارير. وبالنظر إلي منطقة السر والقوارير وإمكانات استغلالها, فإنه يمكن الإشارة إلي ما يلي: في ضوء دراسات مركز بحوث الصحراء وهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية, تتصف المنطقة بالمناخ المعتدل طوال العام, والمنطقة ذات موقع جغرافي استراتيجي بالقرب من الحدود الشرقية لمصر وعلي أعتاب وسط سيناء المستهدف تنميته. وتفوق خصائص التربة مقارنة بباقي مناطق المشروع( جنوب البردويل وسهل الطينة), وكذلك صلاحية هذه المنطقة لزراعة عدد كبير من الحاصلات الزراعية.. استصلاح واستزراع هذه المنطقة يوفر نحو25 ألف فرصة عمل زراعي مباشر وتستوعب نحو135 ألف نسمة, فضلا عن أعداد أخري من العمالة المطلوبة للأنشطة الخدمية والاقتصادية المختلفة, مما يضاعف من الأعداد السابق الإشارة إليها, ويتطلب توطين السكان إنشاء نحو20 تجمعا عمرانيا يستوعب كل منها من6 7 آلاف نسمة. وباعتبار أن تعمير سيناء هدفا قوميا ذا طبيعة استراتيجية تمس الأمن القومي المصري, وهو لا يقل بأي حال من الأحوال عن دعم قدراتنا الدفاعية لحماية ترابنا الوطني, فإن استكمال المشروع ليمتد إلي منطقة السر والقوارير, باعتبارها كتلة اقتصادية وبشرية تشغل فراغا علي الحدود الشرقية, يعتبر ضرورة تحتمها مصالح مصر العليا التي وضعها الرئيس حسني مبارك في مقدمة أولوياته. ولا أعتقد أن العقبات الفنية السابق الإشارة إليها, يمكن أن تقف عقبة أمام استكمال تنفيذ المشروع علي أن تتم إدارة هذه المنطقة وفقا للمفاهيم الاقتصادية وتحقيق أقصي استفادة من الموارد المتاحة والبعد عن الأساليب التقليدية. ووفقا للدراسات التي قام بها مركز بحوث الصحراء, فإنه يمكن البدء بتنفيذ أعمال الاستصلاح في مساحة80 ألف فدان تمثل المساحات ذات الأولوية في ضوء خصائص التربة ودرجة استوائها, واستكمال باقي المساحة علي مراحل متتالية, لذلك أدعو إلي ضرورة إعطاء إشارة البدء في دراسة استكمال أعمال مد القناة والبدء في تنفيذ شبكات البنية الأساسية والداخلية لمنطقة السر والقوارير ذات الأهمية الاستراتيجية لحماية أمننا القومي علي حدودنا الشرقية.