أصيب مجتمعنا بانفصام, شاشة التليفزيون انقسمت لاثنين, وكثير من الساسة والخبراء وأصحاب الرأي يتحدثون بوجهين, ويكتبون بقلمين, تتبدل رؤاهم بين يوم وضحاه. يتجاهلون البصيرة ويحكمون برؤي العين الزائغة, لم يثن ذلك الشباب الثائر عن قناعاته وشعاره الثورة مستمرة. لم أتفاجأ بالثقافة الواسعة لفتاة في عمر الربيع, المدونة سارة عثمان الشهيرة بسارة شمبونجو, استضافها برنامج مانشيت ردا علي مقال د.لميس جابر تسقط حقوق الانسان, تؤيد فيه القمع والسحل, وكانت السقطة الكبري, وصفها الفتاة المسحولة والمعراة, بفتاة العباءة المفتوحة أم كباسين, جاءت للتحرير في استعراض إستربتيز (رقصة العاريات), إلي هذا المستوي انزلقت مؤلفة (الملك فاروق), هل جسد الفتاة الذي تحول إلي حلبة للمصارعة والانتهاك, يسال له اللعاب أم ترتجف له الأبدان؟! ميلك للاتجاه الأول, أثار الاستهجان, فاندفعت سارة بفتح كبسونة كتف فستانها أمام المشاهدين, لم تتعر ولكن لتؤكد أن الفساتين ام كباسين لا تحض علي الرذيلة, لن يتسلل اليأس لهذا الجيل, والحرية أصبحت قاب قوسين, كان جابر القرموطي هادئا مقنعا في إدارته الحوار, بينما اتخذت ضيفته الأخري الكاتبة حنان شومان سياسة يا بخت من وفق رأسين في الحلال, خاصة في حديثها عن التحرير والعباسية. ألا يعقل بعد مرور عام, وقرب الاحتفال بسقوط الدكتاتور, أن تهتف تظاهرات العباسية بحياة الرئيس المخلوع! وترفع لافتات (ثورة التصحيح), مما أثار أهالي العباسية وتبرأوا من لافتات التحريض علي الإعلاميين وسحق تظاهرات ميادين التحرير التي نزفت دما, لماذا ينقلب أمثال توفيق عكاشة علي الثورة التي تسعي لانتشاله من عصر لن ينحني فيه أو يقبل الأيادي ثانية, ويستخدم مع فتيات يتصدرن شاشته, لغة تحريضية رخيصة, وقذف الناس بما ليس فيهم بعيدا عن أي معايير مهنية وأخلاقية. المزيد من أعمدة سمير شحاته