كما نشكو من ان الحكم يعيش عالما افتراضيا, يتصور فيه ان شعبيته تزداد يوما وراء يوم, وتطغي علي الجميع بسبب فيض انجازاته التي تحمل الخير لمصر!. رغم غلاء الاسعار وشح الغذاء وفوضي الامن وأزمات طوابير الخبز والسولار وتظاهرات الاحتجاج شبه اليومية!, نشكو ايضا من ان المعارضة وجبهة الانقاذ تعيش عالمها الافتراضي الذي لا نجد له صدي حقيقيا علي ارض الواقع.., تتوهم فيه ان خسائر جماعة الاخوان سوف تتحول بصورة آلية الي مكاسب لجبهة الانقاذ!, علي حين تؤكد الشواهد ان المستفيدين الاكثر احتمالا من ضعف جماعة الاخوان هم القوي التقليدية المتمثلة في العصبيات والعائلات, ثم المستقلون الذين يرفضون الانتماء لأي من الحكم والمعارضة ويشكلون غالبية المصريين, وربما يلعبون دور الحصان الاسود في الانتخابات البرلمانية القادمة ويحققون فوزا كبيرا. وما يزيد من غرابة موقف جبهة الانقاذ ان تظل في حالة انتظار دون فعل, تتوقع ان يأتيها الحكم وجماعة الاخوان صاغرين يطلبان الوفاق, تحت ضغوط صندوق النقد الدولي الذي يشترط لتمرير الدين المصري(4.8 مليار دولار) قدرا من توافق الجبهة الداخلية, في الوقت الذي تفكر فيه الجماعة في ارجاء قرض الصندوق الي ما بعد الانتخابات البرلمانية!.., والاكثر مدعاة للدهشة ان يكون لدي جبهة الانقاذ ادراكا صحيحا بأن جماعة الاخوان التي فقدت الكثير من مصداقيتها, ربما تخسر نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة ان لم تخسر اغلبيتها, لان المصريين علي استعداد لان ينتخبوا اي احد بأستثناء جماعة الاخوان, ومع ذلك تصر جبهة الانقاذ علي ان تؤكد بين الحين والآخر ان مقاطعة الانتخابات البرلمانية ربما يكون خيارها المفضل, بدلا من ان تؤكد كل يوم قبولها للتحدي وإصرارها علي دخول المعركة الانتخابية, وبدلا من ان تلتحم بالجماهير في القري والمدن والمصانع والمزارع, تشجعها علي الخروج بكثافة الي صناديق الانتخاب كي تصبح قوة حاضرة تضمن نزاهة الانتخابات. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد