تتشكك المعارضة في نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة, إذا جرت في ظل حكومة د هشام قنديل. التي يصر الرئيس مرسي علي استمرارها رغم فشلها الذريع في مواجهة أي من المشكلات التي تعصف بأمن الشارع المصري واستقراره, خاصة ان اجراء الانتخابات علي اربع, جولات تستمر شهرين يمكن ان تهيئ, من وجهة نظر المعارضة, فرصا عديدة للتلاعب بأصوات الناخبين!, علي حين يؤكد اقطاب جماعة الاخوان ان عصر التزوير قد ولي, وان المسئول عن إجراء الانتخابات ليس حكومة د قنديل ولكنها اللجنة العليا للانتخابات التي يرأسها قضاة محترمون, وان ما حدث في الاستفتاء الاخير كان مجرد مخالفات إجرائية لا تهدد نزاهة الاستفتاء. وبرغم ان شعبية الاخوان والسلفيين هبطت بالفعل الي حدودها الدنيا بسبب اخطاء الحكم والجماعة المتكررة, إن شعبية احزاب المعارضة لم ترتفع في المقابل علي نحو يؤكد قدرتها علي انتزاع اغلبية البرلمان القادم, وإن كانت بعض المؤشرات تقول ان هناك فرصا واسعة لحصولها علي نسبة معتبرة من المقاعد تزيد مصاعب الحكم, الامر الذي يثير العديد من الاسئلة حول سلامة وجدوي مقاطعة العملية الانتخابية التي تروج لها جبهة الانقاذ, وهل يشارك فيها اغلبية الناخبين بما يضمن هبوط نسب الحضور امام الصناديق بصورة واضحة تضع جماعة الاخوان في وضع حرج, أم ان المقاطعة سوف تقتصر علي النخب السياسية فقط, بما يمكن الجماعة من تحقيق فوز سهل يزيد من اجترائها علي بسط سطوتها ونفوذها تحت غطاء شرعي جديد يثبت انها الاكثر قدرة وتأثيرا. وانه ما من منافس حقيقي يهدد أغلبية تيار الاسلام السياسي, رغم معارضة محافظات ومدن بكاملها تخاصم هذا التيار!.., لكن نجاح خيار المقاطعة سوف يظل معلقا علي قدرة قوي المعارضة علي ان تجعل من المقاطعة عملا شعبيا منظما بعيدا عن العنف, يشارك فيه الناخبون بإرادتهم الحرة ودون اللجوء الي اساليب الاكراه تحت مسميات العصيان المدني ودون استدعاء العنف من جانب جماعات فوضوية تتصور ان توسيع دائرة الفوضي في الشارع المصري يمكن ان تلزم القوات المسلحة الخروج من ثكناتها والنزول الي الشارع, لأن مثل هذه الاساليب سوف تزيد الموقف سوءا وربما تجئ علي حساب المعارضة اذا لم تساندها ارادة جماهيرية واسعة تؤكد ان المقاطعة هي ارادة المصريين جميعا.., فهل تملك جبهة الانقاذ قدرة التنظيم التي تؤهلها لهذه المهمة الكبيرة, ام انها سوف تترك الامور علي عواهنها, تحكمها الصدفة وتجري دون ضابط او رابط بدعوي ان القرار في يد قيادات الميدان؟! نقلا عن الاهرام اليومى المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد