أختلف مع السلفيين فى الكثير من الأفكار والرؤى والتصورات، لكننى لا أستطيع أن أبخل عليهم بالنصيحة، عملاً بقول النبى صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة». ونصيحتى لهم ببساطة انسحبوا من الانتخابات البرلمانية القادمة، ذلكم خير لكم وأصلح، لأنكم لو شاركتم فيها فسوف تكونون الخاسر الأكبر. أنتم الآن فى امتحان عسير، وموقفكم غير موقف «الإخوان» التى خاضت الامتحان وسقطت فيه ب«الثلث»!. أقول للسلفيين: اقرأوا المشهد جيداً وحاولوا أن تفهموا. لقد رفض كل من الدكتور البرادعى وحمدين صباحى، وحتى السيد البدوى، لقاء جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى، خلال زيارته للقاهرة أمس الأول. ولعلكم تعلمون أن تلك الزيارة لم تستهدف شيئاً سوى محاولة ترميم الصدع الحادث فى المشهد السياسى فى مصر، بدفع جبهة الإنقاذ إلى التراجع عن مقاطعة الانتخابات. ورفض زيارة «كيرى» يعنى أن هناك قدراً كبيراً من الإصرار على هذا الموقف من جانب جبهة الإنقاذ، الأمر الذى يعنى أنهم يرسلون رسالة إلى الإدارة الأمريكية مفادها: «بلّوا الإخوان واشربوا ميتها»، ولا يخفى عليكم أن أمريكا دولة براجماتية تتغير سياساتها ومواقفها تبعاً لتطورات المشهد، والخوف ألا تصيب «البلولة» الجماعة وحدها، بل تمتد إلى السلفيين أيضاً، لأنهم آثروا امتطاء مركب الإخوان الغارق!. ولعل الإخوة السلفيين يفهمون أن جماعة الإخوان تتمتع بمهارة خاصة فى استخدام الآخرين، ثم الإلقاء بهم عند أقرب ملف، وسيفعلونها معكم بمجرد عبور مشهد الانتخابات البرلمانية، حيث سيأتيكم مائة «كوع» إخوانى من كل حدب وصوب ليطيح بكم بعيداً عن المشهد، ولتنالوا منهم «جزاء سنمار»، ووقتها لا تلوموا إلا أنفسكم وأنتم تسمعون الإخوان يقهقهون وهم يقولون «القانون لا يحمى السلفيين».. «المغفلين» سابقاً!. ولكم فى موضوع خالد علم الدين مثال ومثل. ودعونى أيها الطيبون أزيدكم من الشعر بيتاً وأقول إنكم تكونون غارقين فى الوهم حتى الثمالة إذا تصورتم أن الإخوان يمكن أن تسمح لكم بالحصول على أغلبية فى مجلس الشعب من خلال أحزابكم الثلاثة (النور والوطن والراية) لتتمكنوا من تشكيل الحكومة. العشم فى هذا الأمر هو الوهم بعينه، لأن الانتخابات البرلمانية القادمة سوف تكون مصنوعة أو بالبلدى «مشغولة»، بحيث تصب نتائجها فى النهاية لصالح الإخوان، ولحظتها لن تسمح لكم الجماعة بأن تلعبوا دور المعارضة الحقيقية للنظام القائم، ولن يكون أمامكم فى هذه الحالة إلا أحد أمرين، إما الرضاء ب«الشلوت الإخوانى» الذى سوف يطيركم فى الهواء لتسقطوا بعدها حطاماً على الأرض، أو ترضوا صاغرين بأكل الميتة، لتلعبوا دور المعارضة الشكلية، حتى تحين ساعة الخلاص من الجماعة التى لن يطول بها المقام فى الحكم بعد انتخابات مجلس النواب. الفرصة ما زالت أمامكم بمقاطعة الانتخابات وتعرية الإخوان، افعلوها قبل «ما تروحوا فى الرِّجْلين»!.