طالعتنا بعض الصحف اليومية منذ أيام قليلة بصور لما يسمون أنفسهم بالثوار, وأظهرت بعض الصور بوضوح عينة من الذين يدعون أنفسهم بالثوار, وقد ظهر أحدهم مشيرا بإحدي يديه إلي مبني المجمع العلمي المحترق. , ومشيرا بعلامة النصر باليد الاخري, وأود هنا أن أتساءل من هو المنتصر في هذا الخراب, هل هم بذلك يحركون عجلة الاقتصاد ويفتحون المجال لوظائف جديدة للشباب ويشجعون المزيد من السياح علي أن يأتوا إلي مصر, ويؤكد هذا الوضع أن هناك من يحرك هؤلاء الشباب لمصلحته ويدفعهم لما يقومون به من حرق ودمار وخراب, انهم لا ينتمون إلي هذا الوطن في شيء وأن ولاءهم الأول لمن يقبضون منهم الأموال, ويحققون النصر من أجلهم. ايها السادة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هؤلاء من الثوار بل انهم لا ينتمون للثوار بصلة, وينبغي أن يطلق معهم قانون الطوارئ فالثائر الحق كما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله لابد أن يهدأ ليحقق الانجازات, أما الثورة المستمرة فهي خراب مستمر. وأقول لمن يتشدقون بحقوق الإنسان أين حق الوطن, وهل يحق لنا أن نطالب بحق المواطن إذا كان الوطن مهددا بالحرق والدمار. ثم أي إنسان هذا الذي نتكلم عنه, الإنسان الذي يحترم وطنه ويحافظ علي تراثه ومقدساته أم الذي يحرق ويخرب وطنه امام مصالح أو مكتسبات شخصية تافهة. أيها السادة الوطن في دائرة الخطر, ويجب أن يكون هو محور اهتمامنا الآن قبل أي شيء آخر, وأخيرا كيف يدعي البعض ومنهم مثقفون أن الشرطة تواجه هؤلاء المخربين بالقوة وإلقاء الحجارة وكأن هؤلاء المخربين يلقون إليهم الورود والحلوي والشوكولاتة ويرد الجنود عليهم بالحجارة, إن هؤلاء الجنود مكلفون رسميا من الدولة بحماية تلك الأبنية والدفاع عنها ضد أي معتد, وهؤلاء معتدون يريدون تدميرها وحرقها, وكان أجدر بكل منا أن يطالب أولاده بالعودة إلي المنزل والكف عن هذا الخراب فكفانا ما جري, لذلك أري أنه كان الأجدر بمن يلوح بعلامة النصر أن يتواري خجلا ويرفع راية الخزي والعار. المزيد من مقالات حاتم صدقى