الأمر تجاوز حدود اللامعقول! فلا الحكاية انتاج معطل، ولا مصالح عباد متوقفة.. أما الحديث عن قواعد التظاهر، وأصول الاعتصام، فإنه أصبح أقرب إلي الأساطير! وقصة »اللهو الخفي« أو الطرف الثالث أصبحت »بايخة«، ويجب علي من اعتاد قصها ان يبحث عن غيرها! نحن بصدد »حرق مصر«، دون مواربة، أو محاولة مصطنعة للمداراة! مفردات من قبيل: المحرض، المندس، المخرب،...، لن تسعف من يتصدي للاشارة إلي دور الفلول أو أصحاب الأچندات، وكل ما شابه! الآن التصويب علي رأس مصر، وقلبها! ثمة إصرار علي جر الوطن نحو الفوضي، وبث الفتنة، وفرض مسار دموي للأحداث! فات وقت الكلام عن مغزي التوقيت، أو استهداف اجهاض الثورة، أو اجهاد ما تبقي من مؤسسات الدولة! كرات لهب، ومولوتوف، وحجارة.. أطفال، وبشر من كل الاعمار، وملامح لا تخلو من ريبة.. النار لا تفرق بين منشأة عامة وأخري، ما يمثل رمزا للسيادة، أو يعد كنزا تاريخيا لا يمكن استعواضه! والاغرب أن تجد وسط المشهد من يرفع يده أمام الحريق بعلامة النصر!! لا يحتاج المرء بذل أي جهد ليكتشف ان ما يحدث لا يخرج عن كونه: »عملية قنص مصر«، وبآليات الجريمة المنظمة، فهل يستمر الثوار والمصريون الطيبون، ومن يتصدي لحمل الأمانة والمسئولية في »الفرجة« علي وطن في محنة؟!