قضيت وقتا طويلا، وأنا اتأمل صور الذين تجمعوا أمام سفارة اسرائيل، وتسلقوا الجدار العازل وحطموا بعض اجزائه.. وكذلك الذين هاجموا مبني وزارة الداخلية واشعلوا النار في احد المباني التابعة له.. وايضا الذين كانوا يقومون بالقاء الحجارة وقنابل المولوتوف علي الجنود الموجودين داخل أسوار مديرية أمن الجيزة، واشعلوا النار في السيارات الواقفة في فنائها، بعد ان فشلوا في اقتحامها!!. تشكيلة غريبة من الاطفال، والشباب، والكهول، والنساء الذين لارابط بينهم، وتدل اشكالهم علي انهم لا يمكن ان يكونوا سوي مأجورين الي جهات تريد الاساءة الي مصر علي المستوي العالمي، بالاضافة الي استمرار حالة الفوضي وعدم الاستقرار في ربوعها!!. ان ثوار 52 يناير الحقيقيين لا يمكن ان يتحولوا الي مخربين يقومون بتدمير وحرق المنشآت والممتلكات ولا يمكن ان يرتكبوا حماقة التعدي علي سفارة اجنبية لتشوية صورة مصر عالميا، وخلق مشاكل دولية لها باعتبارها غير قادرة علي حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة علي اراضيها. ان ما حدث في القاهرةوالجيزة يوم الجمعة الماضي لا يمت لثورة 52 يناير بأية صلة، وانما هو وثيق الصلة بمصالح القوي الاقليمية الخارجية، والقوي الداخلية المرتبطة بها.. التي تسعي لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية وحزبية، لتؤكد وجودها علي الساحة وقدرتها علي التأثير في توجيه الاحداث حتي لو ادي ذلك الي خراب مصر ودمارها!!. ان الذين يتذرعون بما ارتكبه جيش اسرائيل علي الحدود المصرية، لا يحق لهم اشعال النار في وزارة الداخلية المصرية ومديرية أمن الجيزة.. فهي مؤسسات مصرية وليست اسرائيلية ليثأروا منها.. ولابد من محاسبتهم بمنتهي الصرامة، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ان يكون مأجورا لاعداء مصروالحاقدين عليها!!.