يأتي عيد العمال هذا العام ليس فقط في ظروف صعبة تمر بها البلاد بالنسبة للعمال الذين تبني علي أكتافهم نهضة البلاد.. ولكن أيضا في ظل تراجع لدور المرأة ومحاولة اقصائها وابعادها عن الصورة بعد مشاركتها في نجاح ثورة25 يناير بحجة العودة لدورها التقليدي وإذا كان هذا هو الحال فماذا ننتظر من المرأة العاملة التي شاركت في بناء المصانع والشركات وكانت أول من تصدي للظلم في أحداث المحلة2006, والتي كانت بداية لانطلاق ثورة25 يناير... وماذا ستقدم هذه المرأة لمصر في ظل الأجواء التي نعيشها... بحثا عن إجابات واضحة كان لابد أن نلتقي مسئولة المرأة في اتحاد نقابات عمال مصر,السيدة سحر عثمان التي تصف نفسها بأنها بنت من بنات صعيد مصر وأم وزوجة مصرية مثلها مثل الملايين في أرض الكنانة وهي حاصلة علي ليسانس حقوق وتعمل كبير باحثين بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة... وقد التحقت بالحقل النقابي عام1990 كعضو مجلس إدارة اتحاد عمال مصر( سكرتير المرأة العاملة والطفل) وشغلت نائب رئيس النقابة العامة للخدمات الإدارية والاجتماعية كما شغلت عضو مجلس إدارة منتخب نادي الزهور عام2003, ورئيس لجنة المرأة بالاتحاد العربي لعمال البلديات, ومدرب بالاتحاد الدولي لعمال الخدمات, ورئيس مجلس إدارة جمعية أسر بلا أحزان. بطالة النساء في تزايد تراجعت مكانة المرأة السياسية بعد ثورة يناير كما تراجعت مكانتها في تقلد المناصب القيادية وأتوقع مزيدا من التراجع مع التعديلات الجديدة التي خلت من تمثيل المرأة,بهذه الكلمات بدأت سحر تصف حال المرأة المصرية مع الثورة, فقد وصلت نسبة البطالة بين النساء كما تؤكد أربعة أضعاف الرجال, احتلت مصر المركز الثاني في التحرش الجنسي علي العالم.ومن ناحية أخري فسوء الأوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة, انعكس بصورة مباشرة علي وضع المرأة في سوق العمل, والذي تمثل في عوامل طاردة بحجة إتاحة الفرصة للرجال. الأوضاع في مصر علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير مستقرة, ولمعالجة هذا الأمر يكمن في إيجاد أنماط جديدة من فرص العمل تناسب وضع النساء بشكل عام وتراعيه, وبعد قيام ثورة25 يناير لابد أن نسير في طريق التغيير والإصلاح ومحاولة وضع حد لمشكله البطالة والنظرة لعمل المرأة, وذلك بتقديم المزيد من التدريب لها والعمل علي الاستثمار في بيزنس المرأة والمتعلق بالكثير من الأنشطة التي تتميز فيها النساء مثل إحياء صناعات النسيج ودعمها سواء عن طريق التمويل أو خفض الضرائب. المعوقات تواجه المرأة العاملة وتؤكد سحر أن هناك العديد من أشكال و أنواع من التمييز تمارس ضدها في بعض المصالح والمنشات, منها تعنت من بعض أصحاب الأعمال في تطبيق القوانين الخاصة بالمرأة مثل رفض إنشاء دور للحضانة مثلا, وأيضا تعرضها للتحرش الجنسي المستمر في الشارع وذلك نتيجة للتزاحم الشديد في المواصلات فيجب مراعاة ذلك في تخصيص عربات ووسائل نقل كما هو الحال في مترو الأنفاق. قوانين تحتاج إلي تعديل وتضيف مسئولة المرأة في اتحاد نقابات عمال مصر أن هناك العديد من القوانين التي سنطالب بتعديلها منها بنود في الدستور, وبعض مواد في قانون العمل والطفل وعلي سبيل المثال من بينها تحسين وضع المرأة في الدستور حيث إن البنود المعنية بالمرأة لاتكفي لحفظ حقوقها, وتعديل إجازة الوضع لتصبح ستة أشهر كما هو الحال في بعض الدول العربية, وكذلك تعديل بعض المواد في قانون الطفل نظرا لوجود بعض القصور بها, هذا بالإضافة الي وضع قانون لحمايتها من التحرش الجنسي في الشارع والمواصلات نظرا لارتفاع حالات التحرش دون رادع. والأهم من كل ذلك وضع آليات لتفعيل تلك القوانين ومراقبة تطبيقها حيث أن بعض الجهات تتجاهل تنفيذ تلك القوانين. من ناحية أخري تري سحر أن مشروع قانون الانتخابات البرلمانية الذي بموجبه تم الاستيلاء علي مقاعد المرأة, وحرمانها منه دون اتخاذ إجراءات بديلة تضمن مشاركة المرأة بصورة فعلية مع تسويق وهم مقعد للمرأة علي القوائم, و أن قوانين الأسرة والطفل استخدمت لتقييد حقوق المرأة والتمكين من السيطرة علي المجتمع وهو ما يجب مراجعته. أما بالنسبة لعاملات المنازل والمرأة في القطاع غير المنظم فهي كما تؤكد ضمن أهم أولويات الاتحاد العام وسكرتارية المرأة بصفة خاصة, حيث يجب النظر إليها ووضعها تحت مظلة القانون الذي يجب أن ينظم مواعيد العمل ومراعاة الأجر وحمايتها من أي اعتداء عليها.. وهذا ينطبق علي المرأة العاملة في جميع المجالات( القطاع غير المنظم) كعاملات الكوافير والبائعات المتجولات وغيرهن. استعدادات لخوض الانتخابات البرلمان. وأخيرأكدت السيدة سحر عثمان أن سكرتارية المرأة وضعت في برنامجها وخطتها التدريب علي خوض المحليات وتأهيل المرأة سياسيا تعريفها بحقوقها وواجباتها بغض النظر عن انتمائها السياسي. فالمرأة العاملة كان لها دائما دور مؤثر في المشاركة السياسية كناخبة أومرشحة. وتواجد المرأة العاملة في انتخابات المحليات أمرا مهم فهي تعتبر المدرسة الحقيقية للسياسة, أما بالنسبة لانتخابات البرلمان فسوف يتم اختيار أحسن وأفضل مرشحة والوقوف خلفها لتعبر عن المرأة العاملة بحق. وإن كان من الرجال من يؤمنون بدورها.