دوري بلا طعم أو لون أو رائحة.. هذا هو لسان حال الجميع في المسابقة الأم والأهم في الشارع المصري, حيث أصبح الدوري بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد واحدا من أسوأ المسابقات في تاريخ الكرة المصرية منذ أن انطلقت.. ملاعب السبت من خلال التحقيق التالي تساءلت عن الأسباب التي أدت إلي أن يموت الدوري ويصبح فقيد آل اتحاد الكرة بعد أن عزفت الملايين عن عدم مشاهدة الدوري وذهبت للدوريات الأوروبية المختلفة, وأصبحت تحفظ نجومها عن ظهر قلب, وإن كانت هناك لقاءات في دوري أبطال أوروبا نري المقاهي قد امتلأت عن آخرها في ظاهرة جديدة وأصبح الانتماء لأي من برشلونة أو ريال مدريد أقوي من قطبي الكرة المصرية. ملاعب السبت طرحت تساؤلات عديدة فكانت هناك مفاجآت من العيار الثقيل بأن اللاعب المحلي لا يتابع أصلا المسابقة, بل هناك أكثر من مدير فني لا يعرف من هي فرق المجموعة التي يلعب فيها أو ترتيب الفرق.. ومفاجآت أخري ساخنة, وهو ما يؤكد أن الدوري قد مات بالفعل.. والعزاء سيكون في مقر اتحاد الكرة في5 شارع الجبلاية و إنا لله وإنا إليه راجعون. البدري: غياب المنافسة والمتعة اعترف حسام البدري المدير الفني للأهلي بالواقع المؤلم الذي تعيشه الرياضة المصرية في ظل أجواء عدم الاستقرار التي طالت جميع مناحي الحياة, وأضاف أن الدوري المصري فقد بريقه لأسباب عديدة, لعل أبرزها غياب الجماهير عن المدرجات بسبب أحداث بورسعيد, بالإضافة إلي مخاوف الأمن من تداعيات عودة الجماهير إلي المدرجات, وهي مبررات في محلها, وصدقت فيها توقعات الأمن بعد سلسلة من الأحداث. وقال البدري: إن الجماهير انصرفت عن مشاهدة الدوري المصري بعدما فقد أدوات المتعة والإثارة والمنافسة, مما أدي إلي تحول الجميع نحو الدوريات الأوروبية, وأرجع المدير الفني للأهلي ذلك إلي حالة الإحباط والإحساس بالخوف, وأننا نعيش حياة استثنائية, فما بالك بكرة القدم. وأشار إلي أن الشعب المصري فقد شهيته في متابعة الدوري المحلي بعدما تسبب في وجع قلوب الكثيرين علي خلفية أحداث بورسعيد, هي السبب الرئيسي فيما نحن فيه الآن, وقال: إننا جميعا مسئولون عما حدث, لأننا منذ البداية لم ندرك حجم حالة الإنفلات والعصبية التي طالت المدرجات وكانت تحتاج إلي تدخل فوري, لكن بعد فوات الأوان, وها نحن ندفع الفاتورة غالية. فييرا: الناس نسيت الكرة اللاعب وهو يؤدي خلال دوري من غير جماهير بالضبط يشبه الممثل الذي يؤدي علي المسرح بمفرده دون أن يشجعه أحد, فعلي الفور سيتوقف عن الأداء وسيعجز عن استكمال النص. هكذا وصف البرازيلي من أصل برتغالي جورفان فييرا المدير الفني للزمالك حال مسابقة الدوري وحال كرة القدم المصرية الآن. وأضاف فييرا أن الأحوال السياسية التي تمر بها مصر جعلت المزاج العام يهتم بالسياسة بعيدا عن الرياضة وكرة القدم بوجه خاص. كما أن عودة الدوري بنظام المجموعتين أجلت بشكل ملحوظ طعم وحلاوة المنافسة وافتقدت البطولة الروح, ولكن حتما ستعود حلاوة المباريات وطعم المنافسة قبل نهاية ماراثون الدور الثاني بخطوات وبالتأكيد في الدورة الرباعية لتحديد البطل الحقيقي للموسم. وأشار فييرا إلي أن الجميع في مصر وخارجها يتابع المباريات ولكن باهتمام أقل من السنوات الماضية. وعن دوري المجموعتين, قال البرتغالي العجوز: اللجوء إلي دوري المجموعتين كان حتميا من أجل عودة المسابقة وعودة الحياة الرياضية, ولكن المجموعتين قويتان جدا, وخص المجموعة الثانية التي يلعب فيها الزمالك بأنها مجموعة صعبة للغاية, ويكفي أنها تضم أندية الإسماعيلي وبتروجت والشرطة, بجانب الاتحاد السكندري الفريق القادم بقوة. وقال: مجموعة لا يستهان بها وليس معني أن الزمالك يعتلي القمة بشكل منفرد أن تكون المجموعة ضعيفة. ودعا فييرا المحللين إلي توخي الدقة عند تحليلهم للمباريات, وخاصة مباريات الزمالك الذي يقدم أداء جماعيا مميزا. المنياوي: الوضع الأمني والمادي اعتبر صبري المنياوي, المدير الفني الأول لكرة القدم بالنادي الإسماعيليه, أن الحالة المزاجية للمواطنين عقب الثورة, بالإضافة إلي الوضع الأمني والمادي الصعب, من الأسباب الرئيسية في إحجام المواطنين عن متابعة مباريات الدوري الممتاز, وقال: الأمور في البلاد في غاية الصعوبة, والمواطنون يدبرون احتياجاتهم الأساسية بالكاد, كما يخشون الذهاب إلي الحدائق والمتنزهات في ظل الظروف الأمنية الحالية, فكيف يذهبون إلي مشاهدة مباراة للكرة في مثل هذه الظروف؟!. وأشار المنياوي إلي من يقبلون علي مشاهدة المباريات الأوروبية كلقاءات برشلونة وريال مدريد ينحصرون في الطبقات المرفهة التي لم تضر مصالحها بعد قيام الثورة, مؤكدا أننا عادة ما نشاهد هذه الأسر في المولات الكبري من البنين والبنات يتابعون المباريات, مؤكدا أن جماهير الكرة بتاعة زمان ليس لديها الوقت للذهاب للمباريات لانشغالها ب تأمين رغيف العيش. وأشار إلي أنه يري مستقبل الدوري في مصر غامضا كغيره من مستقبل الأمور الأخري, باعتبار أن الكرة مثل أي شيء آخر في المجتمع, الذي يري أنه علي كف عفريت, ولا نعلم كيف سيكون مستقبل الرياضة في البلاد؟!. يوسف: لا نشاهد المباريات قال طلعت يوسف المدير الفني للفريق الأول بنادي تليفونات بني سويف: إنه شخصيا انصرف عن متابعة الدوري المصري حتي إنه لا يعرف موقف فرق المجموعة الثانية ولا نتائجها, وهو موقف اللاعبين نفسه بشكل عام ولاعبي فريقه بشكل خاص, وأرجع طلعت يوسف السبب وراء ذلك أن اللاعبين لا يشعرون بأن الدوري يعبر عن قدراتهم أو أنه يعتبر تقييما حقيقيا لهم, لأنه لا توجد كرة قدم بالمعني الحقيقي كما كانت. واستطرد يوسف أن ذلك يرجع للنظام المقام به المسابقة لأن الهدف منها فقط هو عودة النشاط الكروي دون وجود مضمون حقيقي وسماه نشاط كروي استعدادا لعودة الدوري, بالإضافة إلي عدم وجود جماهير في المدرجات, وكذلك النشاط عاد بعد فترة توقف طويلة قاربت العشرة الأشهر, وجميع الأندية تأثرت إمكاناتها المادية بالظروف التي تمر بها البلاد حاليا. وقال يوسف: إن النظام المقامه المسابقة به أيضا يفتقد لتكافؤ الفرص, بل إنها تكاد تكون معدومة, فهناك فرق تلعب خارج محافظتها, وليس خارج ملعبها فحسب. وعن المتسبب فيما تمر به الكرة المصرية وعودة النشاط الكروي بهذا الشكل, قال المدير الفني لتليفونات بني سويف: إن الظروف التي تمر بها البلاد حاليا هي السبب وراء هذه الأوضاع, بالإضافة إلي اتحاد الكرة الذي جعل المسابقة تقام بهذا الشكل السييء الذي جعل الجماهير تنصرف عن مشاهدة مباريات الدوري وينصب اهتمامهم بالدوريات الأوروبية ودوري أبطال أوروبا. رمزي: الدوري الأوروبي أفضل صرح هاني رمزي المدير الفني لفريق وادي دجلة أن السبب الرئيسي في عزوف جماهير كرة القدم عن متابعة مباريات الدوري الممتاز هو الأحداث التي تمر بها البلاد, والتي شهدتها خلال الفترة الماضية من انفلات أمني, وعدم استقرار سياسي, وهو ما انعكس سلبيا علي تصرفات جماهير الكرة لاسيما, أن النشاط الكروي توقف لمدة عام كامل, وهي فترة تدفع عددا كبيرا من الجماهير للتخلي عن متابعة المنافسات حتي بعد عودتها لأنه ليس هناك ماهو أهم من أحوال البلد واستقرارها, وأضاف رمزي أن عددا كبيرا من متابعي كرة القدم وخاصة النشيء الصغير يعرف مواعيد أندية الدوري الاوروبي ويحفظ أسماء لاعبيها عن ظهر قلب حتي إنهم يتابعون مباريات الدوري الانجليزي والاسباني أكثر من الدوري المحلي, والسبب وراء ذلك أن الدوريات الأوروبية تقدم كرة قدم حقيقية تري فيها المهارة والتكتيك والانضباط والمحاسبة, وهي أسباب كافية لانصراف جماهير الكرة المصرية عن متابعة الدوري الممتاز.