في أول ظهور لجماهير كرة القدم المصرية داخل مدرجات الملاعب للتشجيع ومساندة فريقها، شهدت مباراة فريق الزمالك مع تشيلسي الغاني يوم أمس، السبت، في الجولة الخامسة من دوري المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا عودة الجماهير البيضاء لتزين مدرجات ملعب استاد الكلية الحربية وذلك بعد غياب طويل استمر سبعة أشهر متواصلة منذ الأول من فبراير الماضي. وغابت الجماهير عن المدرجات منذ مذبحة استاد بورسعيد مطلع فبراير الماضي والتي راح ضحيتها ما يقرب من 74 شهيدًا من جماهير النادي الأهلي عقب مباراة المصري والأهلي في الدوري العام، والتي نتج عنها توقف النشاط الرياضي ومنع الجماهير من حضور أي مباريات رسمية أو ودية. وكانت مجموعة رابطة مشجعي نادي الزمالك "ألتراس وايت نايتس" قد هددت باقتحام المباراة الأخيرة للزمالك أمام مازيمبي الكونغولي فى الجولة الرابعة من بطولة أفريقيا قبل أن تتفق مع القيادات الأمنية على الحضور الرسمي من مباراة تشيلسي ليبدأ الأمن استعداداته مبكرًا لدخول الجماهير ملعب المباراة، خاصة أنها ستكون المرة الأولى لحضور الجماهير بعد أحداث بورسعيد، الأمر الذي يستلزم أخذ الاحتياطات الأمنية الكافية منعا لحدوث أى أعمال شغب تضر بأمن البلاد وتقضي على أمل في عودة الجماهير للمدرجات في القريب العاجل. واشترطت وزارة الداخلية والجهات الأمنية المعنية بحضور الجماهير حضور عدد لا يتعدى ثلاثة آلاف مشجع، تمهيدًا لحضور الجماهير تدريجياً والسماح بالمدرجات كاملة في مباريات مقبلة من بطولة الدوري العام أو كأس السوبر المصري بين الأهلي وإنبي، وجاء الاشتراط بالعدد المحدود من الجماهير لحضور المباراة والتشديد على أنه لن يتواجد بالمدرجات سوى حاملي التذاكر فقط حتى تتمكن قوات الأمن والجيش من تأمين المباراة والسيطرة على الأعداد الموجودة في المدرجات. ورغم العدد القليل التى أعلنت السلطات الأمنية عن حضوره للمباراة، فإن استاد الكلية الحربية شهد تشديدات أمنية مكثفة من جانب نادي الزمالك صاحب المباراة، وأيضاً من أمن الاستاد، بالإضافة إلى التعزيزات الأمنية من قوات الداخلية والجيش لإحكام السيطرة من الناحية الأمنية على المباراة ولمنع حدوث أى أعمال شغب من جانب الجماهير. ويؤكد خبراء الأمن والرياضة ضرورة التزام جماهير الزمالك بالتشجيع المثالي ومساندة فريقهم في هذه المباراة لإخراج صورة حضارية للجماهير المصرية بعد غيابها لفترة طويلة عن الملاعب، مشددين على ضرورة عدم إثارة أي مشاكل مع الأمن أو اللاعبين أو إدارة النادي حتى تمر المباراة بسلام تمهيداً لعودة النشاط الكروي ببطولة الدوري العام وكأس السوبر وكذلك تمهيداً لعودة الجماهير من جديد للمدرجات. وقال أحمد الدسوقي، نقيب شرطة بالقاهرة، إن وزارة الداخلية أخذت احتياطاتها الأمنية لمباريات كرة القدم وبالأخص المباريات التى يكون فيها الزمالك او الاهلى طرفا فيها وتزداد هذه الاحتياطات لو كانت المباريات أفريقية لأن طرفها الثاني فريق أجنبي وتنطبق الحال أيضا مع مباريات منتخب مصر الأفريقية التى تحظى بنفس الأهمية الأمنية. وأوضح أن هذه المباراة كان لها احتياطات أمنية كبيرة لكونها المباراة الأولى التى تقام فى حضور الجماهير منذ أحداث مجزرة بورسعيد الدامية، مشيرا إلى اتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة لكل من تسول له نفسه الخروج على النص او إحداث البلبلة منعا لتكرار ما حدث من مآسى قبل ذلك راح ضحيتها شباب مصري في مقتبل العمر. وأكد الدسوقي أن الجماهير المصرية أدركت خطورة الشغب وما يترتب عليه من اندساس عناصر تخريبية وسط الجماهير ووسط الشباب لإحداث الفوضى، مشدداً على أن الأمن لن يسمح لأي مشجع لا يحمل تذكرة الدخول للمباراة بالدخول إلى الاستاد سواء في مباراة الزمالك أو مباراة أخرى، موضحاً أن مجموعة الثلاثة آلاف مشجع لن يدخلوا إلى المباراة إلا وهم حاملو تذكرة الدخول، وأضاف أن مسئولي نادي الزمالك يجب عليهم اختيار وانتقاء العناصر الشبابية التي تحضر المباراة، كما أن عليهم دورا كبيرا في خروج المباراة بطريقة آمنة تمهيداً لمواصلة دخول الجماهير في المباريات المقبلة. وفى السياق نفسه يرى اللواء على السبكى، مدير مباحث الجيزة، أن مباريات كرة القدم لا يسمح فيها باستخدام العنف أياً كانت الظروف لان الجماهير التى حضرت للمباراة تأتى للاستمتاع وليس للتعرض للعنف، ولكن فى حال الخروج على المألوف يتم التعامل مع الخارجين على النص والمتسببين فى إحداث البلبلة والفوضى بكل حسم وقوة. وأكد السبكى أن القيادات الأمنية الكبيرة في وزارة الداخلية تولى اهتماما خاصا بتأمين المباريات، خاصة مباريات الأندية صاحبة الجماهير مثل الأهلى والزمالك وأندية المحافظات الكبيرة مثل الإسماعيلية والإسكندرية وبورسعيد وغيرها، وشدد على ضرورة تغيير سلوك روابط الأندية الكبيرة، خاصة الأهلى والزمالك، إذ إن عليهم دورا كبيرا فى تحول السلوك الجماهيري للأندية الأخرى إلى الأفضل من خلال تشجيع فرقهم فقط دون التعدي على الفريق المنافس وهو الأمر الذي ينعكس على مباريات كرة القدم من الناحية الأمنية ويجعلها تخرج بسلام. وأشار إلى أن سلوك الجماهير البيضاء فى مباراة الزمالك سيتم من خلاله بدرجة كبيرة جداً تحديد مدى إمكانية حضور الجماهير فى مباريات بطولة الدوري العام للموسم الجديد من عدمه. ونفى مدير مباحث الجيزة أن تكون وزارة الداخلية والقيادات الأمنية قد وافقت على حضور الجماهير لهذه المباراة بسبب ضغط جماهير الزمالك وتهديدهم باقتحام مباراة الزمالك ومازيمبى فى القاهرة، مؤكداً أن قيادات الوزارة كانت تدرس عودة الجماهير الى المدرجات ولكن بصورة تدريجية. من جانبه ناشد محمود أبورجيلة، نجم نادى الزمالك السابق، جماهير الزمالك بالالتزام خلال مباراة فريقها أمام تشيلسي الغاني المقررة إقامتها السبت 1 سبتمبر، مشيرا إلى أن التزام جماهير الزمالك في المدرجات سيكون مؤشرا قويًا لعودة الجماهير إلى المدرجات بداية من انطلاق الدوري الممتاز، مؤكداً أن الجماهير تفهمت الدرس مما حدث في الوقت السابق، موضحاً أن نجاح تجربة حضور الجماهير في مباراة الزمالك وتشيلسي ستكون رسالة قوية على عودة الروح الرياضية للملاعب المصرية. وأضاف أن جماهير الزمالك يجب أن تضرب المثل فى القدوة والالتزام وان تثبت للعالم كله أن مصر آمنة بمجهود أبنائها وبمساعدتهم لجهاز الشرطة، مثنيا على قرار الداخلية بالسماح للجماهير بحضور اللقاء تمهيداً لعودتهم للمدرجات من جديد. واستبعد أبورجيلة هجوم "التراس وايت نايتس" على إدارة الزمالك بسبب تولى البرتغالي جورفان فييرا القيادة الفنية للفريق الأبيض بعد إبداء رغبتهم فى عودة حسام حسن، موضحا أن نتيجة المباراة وأداء لاعبي الزمالك سيكون لهما دور كبير في تهدئة الجماهير، رغم أن المباراة غير مهمة بسبب خروج الزمالك رسمياً من البطولة. أما زكريا ناصف، الخبير الكروي ونجم الأهلي والزمالك السابق، فأكد أن جماهير الزمالك أمام فرصة كبيرة لتثبت لجميع المشجعين الروح الرياضية والمثالية فى تشجيع ناديها، مشيراً إلى أن الفرصة أتيحت للجميع لإثبات حسن نواياهم فى تشجيع أنديتهم فقط وعدم التعدي ولو باللفظ على الأندية المنافسة أو جماهيرها. وشدد ناصف على مسئولي الداخلية استخدام الحزم ضد كل من تسول له نفسه الخروج على النص أو إفساد احتفالية عودة جماهير كرة القدم إلى بيتها ومكانها الطبيعي، مشيراً إلى أنه رغم خروج الزمالك من دوري المجموعات ببطولة أفريقيا، فإن هذه المباراة ستكون مختلفة تماماً عن كل المباريات التى خاضها الزمالك في الآونة الأخيرة فى مباريات البطولة الأفريقية لأن جماهيره ستتواجد بالمدرجات بعد طول غياب. واتفق ناصف مع رأى أبورجيلة فى استبعاد فكرة هجوم "وايت نايتس" على مجلس الزمالك بسبب البرتغالي فييرا المدير الفنى الجديد لأن الجماهير لديها وعي أكثر وتعرف أن فييرا لم يأخذ فرصته مع الفريق بعد وأنه يمر بظروف صعبة وقاسية ولم يخض مع الزمالك إلا مباراة واحدة لا تكفى للحكم عليه. من المشهد الأسبوعى.. الآن بالأسواق