فقدت الحياة الأدبية والثقافية أحد رموزها الكبار في مجال الفكر والأدب الرفيع الكاتب الكبير الأستاذ أحمد بهجت, صاحب الأسلوب العذب والسهل الممتنع الجميل, والذي كان بحق مدرسة تتعلم منها الأجيال الأدبية الجديدة قواعد وفن الكتابة الأدبية السليمة, فقدم لقرائه ومحبي أدبه في بابه اليومي صندوق الدنيا أشهي ألوان الفن الأدبي وأكثرها عذوبة تثري وجدانهم جميعا, وترتقي بهم وتسهم بقدر كبير في تقدمهم والانتقال بهم الي حياة أفضل رقيا وتميزا.. وكان بهجت رحمه الله في أصعب أوقات مرضه لا يترك القلم والورق, لأنه يؤمن بأن الأديب أو الكاتب صاحب رسالة يؤديها الي مجتمعه بكل أمانة. ولم يقف الدور الوطني والأدبي لأحمد بهجت عند حد الكتابة في الأهرام, جريدته التي تربي في أحضانها وشق طريقه الي عالم الشهرة بين جدرانها والتقي فيها بجيل الرواد في مجال الفكر والأدب والفن, بداية من عميد أدبهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود وثروت أباظة ويوسف السباعي وأنيس منصور ويوسف إدريس وغيرهم, ولكن امتد دوره الي ميكروفون الإذاعة فجمع حوله ملايين المستمعين الذين كانوا يتابعون برنامجه اليومي كلمتين وبس, الذي كان يتولي إعداده يوميا ويقدمه المبدع الراحل فؤاد المهندس من إخراج صديق رحلته الأدبية والفنية المخرج الكبير يوسف حجازي ويذاع من البرنامج العام, واستمر لسنوات طويلة دون توقف, وكان بهجت يحرص فيه علي ابراز مشكلات البسطاء والفقراء من ابناء الشعب, ويقدمها في أسلوب سهل ويرفعها للمسئولين مع بعض مقترحاته لحلها, والذين كانوا كثيرا ما يستجيبون لمقترحاته البناءة مثل قضايا ارتفاع الأسعار والعشوائيات وتكاليف العلاج الباهظة التي لا يستطيع أن يتحملها الفقراء, وموضوع المعاشات وأسعار الأدوية والمواد التموينية ومعاناة الشباب في الحصول علي المسكن المناسب والدروس الخصوصية وغيرها, ولم يترك بهجت جانبا من هذه المشكلات إلا وتصدي لها وطالب بحلها فورا, فهو نصير الفقراء كما كان يطلق عليه زملاء جيله من الأدباء والمثقفين. واقترح أن تتولي كليات الآداب ودار العلوم تدريس أسلوبه في الكتابة الأدبية كصاحب مدرسة في هذا اللون من الكتابة, وأن تتولي لجنة الثقافة بالمجلس الأعلي للثقافة وضع دراسة مستفيضة لأدبه يشارك فيها كبار الأدباء بأبحاثهم الأدبية, رحم الله الأستاذ أح مصطفي الضمراني مد بهجت بقدر ما أعطي من عمره لمصر وللأجيال الأدبية. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى