اسباب عديدة تدفع الصعايدة للإحساس بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية رغم ان التاريخ يسجل دورهم كصناع لحضارة مصر منذ القدم.. وقد كانت العقوبة القصوي للموظف المصري في حياتنا المعاصرة هي النقل اوالنفي الي الصعيد حيث لايشعر به احد ولينضم الي شعب المنسيين!! ورغم مايزخر به الوجه القبلي من ثروات مدفونة ومايمتلكه من آثار لامثيل لها في العالم إلا ان هذا الاقليم بكامله عاني من التهميش والفساد والإهمال من كل النظم التي تعاقبت علي مصر.. ولم يكن الإهمال للصعيد قاصرا علي تدني مستوي الخدمات فقط التي اصبحت غير آدمية وانما امتد للتجاهل التام لمشروعات البنية الأساسية اللازمة للنهوض بالانتاج والانطلاق للتصدير فعم الجهل وانتشرت الأمراض والاوبئة وتزايدت معدلات البطالة بصورة مفجعة. وبحسبة بسيطة يمكن القول إن النسبة الاعلي للفقر في مصر تتركز في الصعيد حيث تزيد نسبة الفقراء الذين لايستطيعون توفير احتياجاتهم الاساسية من الغذاء!! ووفقا لتقرير التنمية البشرية تأتي علي سبيل المثال محافظات المنيا في المرتبة الاخيرة بترتيب21 تليها اسيوط20 وسوهاج19 وتبلغ عدد اسرة المستشفيات14 سريرا لكل10 آلاف مواطن صعيدي وتتدهور الخدمات التعليمية ايضا بنفس الدرجة حتي اصبح الصعيد منطقة طاردة للسكان, والآن وبعد ان دخل الصعيد غرفة الانعاش لتردي اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والخدمية ظهر بريق الامل في نهاية النفق المظلم, حينما اعلنت حكومة الثورة ان عصر تهميش الصعيد قد ولي الي غير رجعة وعن عودة الصعيد مرة اخري ليحتل مكانا علي خريطة التنمية, وبالفعل قام الدكتور محمد مرسي بتدشين أول مشروعات النهضة عبر محطة سوهاج التي ستكون بداية لانتقال الصعيد من مرحلة الانعاش الي صحوة الانتعاش. وتظل الاسئلة الحائرة حول كيفية تحقيق هذه النهضة بالإقليم الذي عاني طويلا حيث بدأ الاهرام في استطلاع آراء الخبراء في جميع محافظات الصعيد حول المجالات المرشحة لتكون قاطرة الانطلاق لهذه المحافظات والمشكلات التي تعوق التنمية بها والتي ينبغي حلها قبل اطلاق صافرة البداية.