كان الألمُ يشتد، وتعصفُ بي الآهاتُ، ومازلتُ طريح الفراش، لم أكن لأجد مخرجا، أو قل مهربا من تلك الآلام، فإذا بعينيها، مبتسمة أحيانا وفي أخرى تقطر دمعا، يختفي بين ثناياها، بركانٌ يريدُ أن ينفجر، من فرط خوفها، كأنها أتت لتنتشلني من آلامي، تريدُ أن تقتل داخلي ما يؤلمُني، تقترب.. تترقب.. تنظرُ إليّ كأنها تحنو باحتضان عينيها، هي لم تجئ.. ولكنه الخيالُ أتي بها ، أدري أنها بعيدةُ، ولكنها لاتزالُ تعيشُ معي، هي داخلي .. تتألمُ معي.. وتبكي لأجلي، أحاولُ جاهدا أن أعتدل كي لا يألمُ وجدانُها، أحاولُ أن أدّعي الابتسام، فالألمُ لا يرحم، وأنا لا أحتملُ قراءة الحزن داخل عينيها، لا أقوي على امتصاص رحيق كيانها، فتزدادُ دموعُها لهيبا، وتهمسُ: لا تخف..لن أتركك.. أنا معك..ثم يهزمُني الألم.. فأغفو.. أبتعد..فتأتي بأهى صورة.. حانيةً وتبتسم: أنت بخير .. ستعود.. ستهزم المرض.. أنت الأقوى.. إياك يا حبيبي أن تخف..انظر إليَ..اقترب .. انهل من عيني ماشئت من حنان يطفئُ آلامك .. ابكٍ بين يدي أنا.. لا تخفيها دموعك.. لا تغترب..كفاك اغترابا.. كان الصمتُ يلفُني..وتأسرُنى العذوبة.. ومازال كياني يرتعد..تعلقتُ بيديها..بالأمل..ثم انزوت.. والحبُ مازال لم يمت..كيف سكن قلبي الفرح.. وتذوق الوجدُ طعم السعادة وابتهج.. وشرايينُ قلبي كيف تبدلت..وسرت فيها الدماءُ بعدما قاربت أن تتوقف من عذابات الألم..هل ما حدث خارج إطار الزمن.. أم أنه لم يكن من صنع البشر..قل ماشئت عن تباريح الهوى.. أو صف لنفسك ما تكابدُه من فراق الأمل.. وتأكد أن البريق لم يزل.. وتيقن أن الدفء لم يمت .. فقط نفتقدُ الجمال.. نئنُ من جفاء الملتقى.. ومازلنا نمتلك أن نستنشقُ عبير الهوي.. هو العشقُ إن أردت المعني القريب.. أما التوحدُ فقلما يرسم ُ لوحة بلون السحاب.. أو ينظمُ شعرا برائحة إشراقة السماء.. تسألُني: ما الأمر؟ أخبرُك بأن الحب يطيحُ بالآلام..ويمنحُ للوجود رونقا معطرا بالعطاء..أما الإيثارُ فلا يندثر..بل دائما ينتصر... [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان