هل آن للموت أن يقتص من قلب عشق ثم عاش بعد عشقه لم يرتو.. وكيف لقلب ذاب أن يعود دون من أذابه، ألا يئن قلبه باللوعة الممزوجة باندثار ماتبقى من حياة صارت للموت أقرب؟ إن كان لابد للمرء أن يعيش فلماذا تفرض علينا حياة ليس فيها من الحبيب سوى صورته أو خياله؟ هل مات القلب أم أن تلك صحوة أم نداء من مجهول ينطوى داخل كل منا يناديه أحيانا للعودة وفى أخرى للرحيل؟ لماذا ترحلين الآن أبعد الجنة نار أم بعد النار جنة؟ وكيف أُحييه قلبى بعد أن أذقتيه أن يكون قائدا للدنا فصار بعدك شيئا هلاميا.. لا يستطيع تواصلا إلا مع موتى يدّعون الحياة! لم أقابل رسما كرسمك، لم أعد أميرتى قادرا على رسم وجهك، ترتعش يداى إن حاولت وحينما يحاصرنى وجدك أحاول جاهدا التماسك بأننى قادر على صياغة لوحة بها بحر يحتوى عينيك، وتخيب محاولتى فأسأل قلبى فأراه مخلوقا آخر، كأنه يعيش فى مكان غير مكانه، أعيدى إلىّ قلبى، الآن ترحلين وأنا مازلت أراقب رحيلك، كيف الحياة تكون؟ كأنك ترحلين اليوم، فما زلت أذكر دموعا تنهمر وقلبا بات من الحزن منفطر ورعشة مازالت فى يدى لم تنمح، حين أخاطب ولدى زياد عنك يسألنى هى فين نيفين يا بابا؟ ينعقد لسانى، وتنساب كل قوى كيانى ولا أملك حينها سوى احتضان ولدى بقوة.. ويسألنى بتحضنى قوى كده ليه يا بابا فأقول، والدموع تملؤنى، لأنها كانت تحبك كثيرا، ومازلتِ ياوحيدتى ترحلين، وأنا مازلت أتأمل عينى ولدى.. أستقى منهما أملا فى القلوب أحسبه باقيا، لا أدرى عنك شيئا لا مكانك.. ولا زمانك.. كل ما أدريه أننى ازددت حبا، ازداد شوقا.. ولا يعنينى سوى لقائك، ومازلت أبحث عنك، فأنا ألقاك فى وحدتى، بين قلمى وأوراقى وليلى، حيث اللا صديق واللا حبيب، ليل بعيد غارق فى الزمن..أحاول أن أصحو، فيهاجمنى عقلى: نم يا صديقى فهى لم تأتِ بعد! كرهنى النوم.. صار عدوا لى.. لأننى أعنفه فما نومى سوى انهيار لحلم لقائك، فما خيال عاد يعيننى، ولا واقع صار يؤوينى! كل ما هناك ضجيج .. ضوضاء..يعقبهما هدوء.. مازلت أبحث فيه عن عينين كعينيك عن قلب كقلبك.. عن كيان يماثل كيانك.. لاأملك أميرتى. سوى دموع مازالت تنهمر باحثا عن ذكرى أو كلمة عن همسة وتخيب ظنونى لم أعد أملك إلا الحياة معك داخل أوراقى أو فى خيالى . هزمنى الواقع.. من يمتلك منك القلب والوجدان الآن وحيدتى.. ثم هل أنت تبادليه حبا بحب.. كيف تنظرين إليه وهل تنظرين؟ أجيبى فإنى احترقت بنارى.. فهل أنت بالنار تستمتعين؟ أعيدى إلىّ قلبى وارحلى كما تريدين.