تعيش كغيرها من بنات جنسها، تختلف عنهن بإبداعها المتلون بتلون شخصيتها المنفعلة دوما بالجمال، أحببتها، وإن شئت الدقة، عشقت كيانها وحنانها ، سيدة مشاعري، علمتني عطاء بلا حدود، الملائكية الناصعة، لجديرة فى الوقت نفسه بالاحترام، شجعتنى، لن أقول ساندتنى.. بل بأكثر من ذلك، منحتنى ونفسى حب الحياة، اقتربت منها.. حاولت مرارا أن أهرب.. أو قل أعود لعالمى بلا خسائر للقلب أو للمشاعر، فكرت مليا فى هجرها، ولكن كيف يقتل الإنسان حبه ؟. كم حلمت بعدما رحلت.. بيدى: وهى تعزف بضفائر شعرها، وأذوب معها فى حضنٍ لا متناه، أشعر بعده بانقباضٍ، لا أدرى سببا له، بغصة احتار فيها عقلي، مازالت تصر على ارتداء نظارتى، وبلغة آمرة تطلب ما تريد، ويجاب طلبها بلا تردد منى، مازلت متذكرا عينيها السوداوين الباحثتين دوما عني أنا، لم تستسلم لتعبها هلا، قامت من نومها لتراني، لم يكن هناك ما يدعو للقلق لقد أعطيتها بنفسي خافضا للحرارة، ثم تقبلني قائلة: آخر مرة أسمح لك بالتأخير يا سي بابا......... كانت سعادتى بها كسعادة وجدان خرب، أعادت له اتزانه.. قل عنها صديقة صغيرة.. أو قل حبيبة كبيرة، مازلت أعبث بحاجياتها ..أقبلها.. أتشممها.. أنام وهى تحتضننى.. مازلت غير مصدق.. مازال الوعى بحقيقتها الغائبة يرفض أن يصدق أن ابنتى الملاك .. افترسها زمانى، أحبك.. وأدعو الآن ربى أن يأخذنى إليكِ، فقد وهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا.. فى جنة ربى أراكِ تلعبين، أذكرينى عند ربك يا هلا، فأنت نقاء مازلت أتدثر به حين خوفى .. متى نلتقى إذن؟ هذه ليست دموع حزنى يا هلا. إياكِ أن تبكى... ولماذا تبكى أنت يا أبى؟. هو الاشتياق ياهلا.. فحبى لكِ مازال يحتوى قلبى.. والآن لم يعد لحياتى طعم ولا معنى... أعرف أنك تفهمينى.. ودائما ما كنتِ ياحب عمرى تقولين: بلاش تتأخر النهاردة مش كل يوم تأخير وده آخر تحذير... من يسألني بعدك يا هلا؟ سيبينى دلوقت علشان أنا عايز أعلق صورتك بالبرواز الجديد... شكلها جميل قوى.. على فكرة أنا بحبك قوى يابابا، كل دى صورة عشانى. أيوه ياهلا ... وهو فيه أجمل منك فى الكون ياحبيبتى؟ أيوه طبعا..... أنت يابابا.. رحلت هلا.. ومازلت أرتب أشياءها..... فدموعى تأخذنى إلى عالمها اللامرئى... سوى بالقلوب... التى يمحصها الله ... بالحب.. فهل تمتلكون حبا – كحبى ل هلا؟ [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان