تكرار التحرش واضطهاد المدافعين السلميين عن حقوق الإنسان في بيلاروسيا واستمرار رفض إضفاء غطاء قانوني علي منظمات حقوق الإنسان المستقلة. هكذا وصفت كاثرين آشتون رئيسة المفوضية الأوروبية العليا استمرار اعتقال الناشط السياسي آلكس بلياتسكي الذي اعتقل بتهمة التهرب من الضرائب وحكم عليه في نوفمبر2011 بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف ومصادرة ممتلكاته والتحفظ علي مقر منظمته المعروفة باسم فياسنا المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان, وتقديم الدعم القانوني والمادي اللازمين لضحايا النظام والمعتقلين السياسيين. وكان قد تم اعتقال الناشط البيلاروسي المعروف دوليا بناء علي معلومات قدمت من الحكومة البولندية والليتوانية عن الأرصدة البنكية الخاصة بمؤسسة فياسنا في بنوكها وهو كل ما كان يحتاجه النظام القمعي لتوجيه التهم ضد بلياتسكي. وقد اعتذرت الحكومتان لا حقا عن هذا الخطأ وأجرت تحقيقات واسعة لمعرفة المسئول عن تقديم هذه المعلومات بالرغم من التعليمات الصارمة بالتعامل بحذر مع مثل هذه الطلبات المقدمة من قبل حكومة مينسك( عاصمة بيلاروسيا). وتكاتفت المنظمات والحكومات الدولية وعلي رأسها الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية من أجل مناشدة المسئولين في بيلاروسيا والتي يطلق عليها آخر الديكتاتوريات الأوروبية, للإفراج عن المعتقل مستندين إلي أن القانون البيلاروسي الذي تم بمقتضاه اعتقال بلياتسكي لا يتضمن الأنشطة الخاصة بحقوق الإنسان وما هو إلا ضحية الحكومة لإجبار نشطاء حقوق الإنسان علي تعليق نشاطهم الخاص بجمع التبرعات من الخارج من أجل قمع نشاط منظمات المجتمع المدني. وأكد عدد من حكومات العالم استمرار الضغط من أجل إطلاق سراح بلياتسكي الذي يوصف بأنه درة نشطاء المجتمع المدني البيلاروسي. وكذلك الضغط من أجل الافراج عن كل المعتقلين السياسيين في بيلاروسيا والقائمة طويلة وتتضمن أيضا أندريه ساينكوف المرشح الرئاسي السابق المعتقل منذ أكثر من عام. ودرة المجتمع المدني البيلاروسي ولد في25 سبتمبر1960 بإحدي المدن الروسية لأبوين من بيلاروسيا ودرس الأدب وهو حاصل علي درجة الدكتوراه من أكاديمية العلوم البيلاروسية, وعضو في اتحاد الكتاب ومؤسس جمعية الكتاب الشبان وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية من(1986 1989), وقد قابل زوجته عام82 أثناء الدراسة وتزوجا عام87 ولديهم ولد واحد اسمه آدم, وقد بدأ نشاطه السياسي بتنظيم المظاهرات المناهضة للاتحاد السوفيتي قبل استقلال بلاده عام1991, وأسس الجبهة الشعبية البيلاروسية ثم أسس منظمة فياسنا عام1996 في مينسك لتقديم المساعدة المالية والقانونية للمعتقلين السياسيين وأسرهم, ومنذ تأسست المنظمة تم اعتقاله أكثر من20 مرة وفي كل مرة كان يتم الإفراج عنه لعدم كفاية التهم لمحاكمته, وقد ساعدت منظمته آلاف الأشخاص. وبعد أن منع رسميا من تسجيل المنظمة عام2003 ظل يعمل في الخفاء حتي أعلن عمله عام2009 وبدأ في جمع الأموال خارج البلاد لتمويل المنظمة ومنذ ذلك الوقت وهو تحت المراقبة المشددة من قبل اجهزة المخابرات. واعترافا بمجهوداته المتميزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان حصل علي عدة جوائز دولية بعضها بعد اعتقاله تسلمتها زوجته, كما كان في أكتوبر الماضي من بين المرشحين الثلاثة النهائيين لجائزة أندريه سخاروف, وهي مخصصة من الاتحاد الأوروبي باسم العالم السوفيتي المنشق وتمنح في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. ورشح لجائزة نوبل للسلام ثلاث مرات في أعوام2006 و2007 و..2012 وبالرغم من كل الضغوط إلا أنه كان دائما يعلن تفاؤله بسبب زيادة الوعي الشعبي وتطور العمل المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومنذ الانتخابات الرئاسية في ديسمبر2010 تم تشديد الرقابة عليه كما زادت الرقابة علي منظمات المجتمع المدني في البلاد من أجل إخراس أصوات المعارضة. خاصة بعد أن تنامت المخاوف لدي النظام الحاكم من ثورات الربيع العربي وحدوث ثورات مماثلة يكون أبطالها أيضا نشطاء المجتمع المدني.