نددت الولاياتالمتحدة الاثنين باستخدام القوة في بيلاروسيا ضد المعارضة التي اوقف سبعة من مرشحيها التسعة للانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد مع مئات الاشخاص الاخرين الذين كانوا يحتجون على اعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو لولاية رابعة. ونال الرئيس السلطوي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الذي يحكم البلاد منذ 16 عاما، حوالى 80% من الاصوات في الدورة الاولى للانتخابات كما اعلنت اللجنة الانتخابية التي اشارت ايضا الى تنظيم حفل التنصيب قبل 19 شباط/فبراير اعتبارا من الان. واعتقلت شرطة بيلاروسيا سبعة من مرشحي المعارضة التسعة للانتخابات الرئاسية ليل الاحد الاثنين اثناء تفريقها التظاهرة الكبرى التي ضمت الاف الاشخاص للاحتجاج على اعادة انتخاب لوكاشنكو كما افادت مصادر مقربة من المرشحين لوكالة فرانس برس. وقالت المصادر نفسها ان المرشحين ياروسلاف رومانتشوك وفيكتور تيريشتشنكو فقط لم يتم توقيفهما اثر اعادة انتخاب لوكاشنكو الاحد لولاية رابعة. وتم توقيف كل من اندريه سانيكوف وفلاديمير نيكلياييف ونيكولاي ستاتكيفيتش وريغور كاستوسيف وفيتالي ريماشيفسكي واليس ميخاليفيتيش وديميتري اوس، كما افاد المقربون منهم. واضافت المصادر نفسه ان الشرطة قامت ايضا بمداهمات ليل الاحد الاثنين شملت احزاب وعناصر المعارضة في مينسك. ودعا المرشح رومانتشوك الاثنين المجموعة الدولية للضغط على النظام. وقال لوكالة فرانس برس "من الضروري بالنسبة الينا الافراج عن كل الناس وندعو المجموعة الدولية الى الا تكون غير مبالية ازاء الوضع في بيلاروسيا". واعتبر احد قادة المعارضة الكسندر ميلينكيفيتش ان الصدامات مساء الاحد التي حاول خلالها متظاهرون اقتحام المبنى الحكومي في مينسك والتي ادت الى تدخل قوات الامن كانت "استفزازا". من جهتها نددت الولاياتالمتحدة الاثنين باستخدام بيلاروسيا "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين كما اعلنت السفارة الاميركية في مينسك. وقالت السفارة في بيان ان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة كل اعمال العنف التي وقعت في نهار الانتخابات في بيلاروسيا". واضاف البيان "نحن قلقون خصوصا ازاء الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات بما يشمل ضرب واعتقال عدة مرشحين رئاسيين والعنف ضد الصحافيين وناشطي المجتمع المدني". وتابع البيان ان الولاياتالمتحدة قلقة بشكل خاص ازاء قيام مجهولين باقتياد مرشح المعارضة للانتخابات فلاديمير نيكلياييف بالقوة من مستشفى في مينسك حيث كان يعالج اثر اصابته بجروح. وقال "ندعو الى عودته سالما في اسرع وقت". واضاف "ندعو حكومة بيلاروسيا الى ممارسة ضبط النفس في باقي مراحل العملية الانتخابية التي يجب ان تكون خالية من اي مضايقات اضافية او عنف". من جهتها نددت بولندا المجاورة لبيلاروسيا باعمال العنف "غير المقبولة" ودعت مينسك الى الافراج "فورا" عن كل الاشخاص الموقوفين. ودان وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي بشدة الاثنين اعتقال معارضين في ختام الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا. وقال في بيان "من غير المقبول ان يتعرض مرشحون من المعارضة ومناصروهم الذين يريدون استخدام حريتهم في الراي للضرب او الاعتقال". وذكر الوزير بانه نبه الرئيس البيلاروسي الى ضرورة اجراء انتخابات ديموقراطية خلال زيارة قام بها مع نظيره البولندي الى مينسك في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. ومن المتوقع ان تعلن منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي اوفدت بعثة مراقبين الى مينسك، رأيها في الانتخابات حوالى الساعة 12,00 ت.غ. واعلن ممثلون عن مراقبي مجموعة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق بدون دول البلطيق وجورجيا) ان استنتاجاتهم حول الانتخابات ستكون ايجابية. وتتجه الانظار حاليا الى موسكو التي ساندت على الدوام حليفتها بيلاروسيا لكن علاقاتها مع لوكاشنكو تدهورت في الاشهر الماضية. وبلغ عدد المتظاهرين في وسط مينسك مساء الاحد عشرات الالاف بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وبسرعة فائقة نزلت وحدة مكافحة الشغب التابعة للشرطة الى الشوارع في ساحة الاستقلال واوقفت مئات الاشخاص ونقلتهم بحافلات الشرطة. ولوكاشنكو الذي انتخب في 1994 في اول انتخابات رئاسية تجري في بيلاروسيا المستقلة، اعيد انتخابه في 2001 و2006 (بنسبة 83% من الاصوات) في عمليتي اقتراع شابتهما تجاوزات بحسب المراقبين الانتخابيين الغربيين والمعارضة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.