برزت قضية النوبة في بداية القرن العشرين عند تنفيذ بناء خزان أسوان عام2091 وبدأ النوبيون مسيرة الهجرة والتهجير والتي تضخمت آثارها عند تعلية الخزان الأولي عام2191 ثم تعلية الخزان الثانية عام3391 وفي الستينيات جاء مشروع بناء السد العالي وكان لزاما أن يترك النوبيون مسقط رأسهم إلي أرض أخري في الشمال. لماذا يريد النوبيون العودة لمنطقة بحيرة ناصر؟ لقد تبنت الدولة, ممثلة في وزارة الزراعة, إنشاء قري علي ضفاف بحيرة ناصر لتوطين الفقراء المصريين بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي( العون الغذائي) وأقيمت4 قري ووجد أبناء النوبة أنفسهم خارج التخصيص. وأقامت الدولة مشروعا لزراعة وادي النقرة56 ألف فدان شرق مركز نصر النوبة خصص المشروع للمستثمرين ومساحة لقري التعمير تجاهلوا فيها احتياجات أهالي قري مركز نصر؟. والنوبيون الآن فريقان فريق النوبيين الذين هاجروا ويقيمون بمركز نصر النوبة وآخر تعداد سجل أنهم أكثر من051 ألف نسمة. والنوبيون النشطاء المنتشرون في معظم محافظات الجمهورية وتربطهم الجمعيات الخيرية النوبية ويجتمعون فيها في المناسبات المختلفة وتعدادهم تقريبا يماثل أعداد النوبيين بمركز نصر أي أن النوبيين علي مستوي الجمهورية لا يزيد عددهم علي003 ألف نسمة ولنقل مليون نسمة كم منهم يرغب في العودة الي الإقامة في بحيرة ناصر؟ والتخلي عن مجتمعهم الحالي والإقامة في مستوطنات جديدة قوامها الزراعة؟! والنوبيون المنتشرون في مختلف محافظات مصر يتفاعلون معا نسبا وثقافة وينتقلون من مكان إلي آخر داخل الوطن الكبير مصر مثلهم مثل أي مجموعة من ابناء مصر. إلا أن العودة لتعمير شواطيء بحيرة ناصر تحتاج إلي تخطيط وتمويل والالتزام بمحاذير وضوابط التنمية في البحيرة التي تعتبر الخزان المائي لمصر كلها يجب أن نحميها من التلوث. فالأمر ليس مجرد قرار يصدر من الحكومة إلي النوبيين بحق العودة, وإنما يحتاج الأمر إلي دراسة علمية عميقة لنحمي بحيرة ناصر من الأخطار المحدقة بها نتيجة إقامة مجتمعات عمرانية جديدة علي شواطيء البحيرة سوف تشكل خطرا علي سلامة ونقاء مياه نهر النيل. فالنوبة دائما وستظل في بؤرة الاهتمام القومي.