كان أسعد يوم في حياته يوم ان رزق بابنه الأكبر محمد, وكان مجيء ابنه هو حافزه الأكبر علي العمل حتي يوفر له مستوي معيشة متوسطة يمكنه من ان يكمل تعليمه الجامعي ليصبح سندا له بعد عمر طويل, واعده ليكون خليفته في تربية أشقائه الثلاثة الذين ولدوا من بعده, واجتهد العامل البسيط باليومية في عمله, وكبر الابن واصبح شابا قادرا علي تحمل المسئولية فهو ذراع والده في العمل ورجل البيت في غيابه, والتحق بالجامعة ليكمل تعليمه كما أراد له والده ولكن ليس كل ما يتمني المرء يدركه فلقد أصيب الابن بورم نادر في مكان حساس بين المخ والمخيخ, وهرول به مسرعا إلي اكبر المستشفيات, وهناك قرر الاطباء بالإجماع ضرورة اجراء عملية جراحية دقيقة له علي يد الجراح السويدي العالمي الدكتور تيبت ماتيسون بتكلفة قدرها سبعون ألف جنيه. يقول الأب وفقني الله في الاقتراض وبيع ما له قيمة لدي حتي اجري له الجراح العملية, وازال57% من الورم, وحسبت أن الأمور انتهت عند هذا الحد وبأن الخطر زال عن ابني, ولكن الجراح اخبرني بأنه في الزيارة القادمة سيكمل له العملية كي يزيل نسبة ال52% الباقية من الورم, وافادني المركز الطبي بأن العملية الثانية بتكاليف جديدة, وبعد مناقشات كثيرة خفضوا لي المبلغ إلي خمسة وعشرين ألف جنيه مصري لا أملك من هذا المبلغ شيئا وحتي الأموال التي اقترضتها من أجل العملية الأولي لم اقم بسدادها إلي الآن, وقد قارب الخبير العالمي علي المجيء إلي مصر ولا أعرف كيف أدبر أموري؟ يظل الأمل قائما مادام هناك علاج للحالة وانني استصرخ أهل الخير ان يهبوا لنجدة ابنك حتي يتسني توفر المبلغ المطلوب للجراحة في اسرع وقت بإذن الله.