بعد أن قرأت رسالة السبب الحقيقي اكتب اليك عن تلك المشكلة ولكن من وجهة نظر أخري من وجهة نظرنا نحن الأبناء.. أنا فتاة في العشرينات من عمري ابنة لاب وأم كانا في فترة من هذه الحياة علي قدر من الوفاق ولا أقول انهما كانا متحابين والمشاكل كانت تظهر وتطفو علي السطح من حين لآخر, ولكن سرعان ما تعود الحياة الي طبيعتها أو تتواري المشاكل خلف أمور معيشتنا وتعليمنا. كبرت وكبر اخوتي وكبر معنا أبونا وأمنا, وأصبحت أمي تعاني من الأمراض الشائعة في ايامنا هذه من ضغط وسكر ناهيك عن امراض سن اليأس للنساء عند كبر سنهن ومعها كبر أبي, ولكن كما تعلم ويعلم كل الرجال فان الرجال يتمتعون بعمر جنسي اطول من النساء. ومع ظهور تلك المقدمات بدأت النتائج في الانعكاس علي كل من في البيت واصبح أبي عصبيا وثائرا علي كل صغير وتافه, يسبنا ويشتمنا بأفظع الالفاظ واشنعها ويترصد لامي المريضة ملمحا لها أنها لا تعطيه حقه وانه سيذهب ليتزوج عليها ولم يتورع في التعريض أمامنا نحن الابناء بل والتشهير بنا أمام أقاربنا وأصدقاء العائلة بان امي لا تعطيه حقه الشرعي. وكثر في بيتنا ان تسمع لفظ علي الطلاق في كل مناسبة صغيرة وكبيرة ولا اكذبك القول انه قد وقع منها الكثير بالفعل حتي منعت امي نفسها عنه تماما متخذة ايمانات الطلاق حجة لذلك مع انني علي علم بأن مرضها هو السبب الرئيسي وقد ذهبت معها لدار الافتاء, وقال لها الشيخ ان ايمانات الطلاق حكمها كحكم الايمانات العادية من كفارة وان الحكم علي أساس النية. حتي فاض بي الكيل ذات يوم وقلت له يا أبي ان امي أصبحت كبيرة ومريضة واذا كنت تريد الزواج فاذهب وتزوج, فكانت السخرية من مرضها والتهكم علي هو الرد. المشكلة هنا يا سيدي ان ابي كان موظفا حكوميا علي المعاش الآن وطبعا انت تعلم ما هي الحالة المادية للموظف الحكومي, لا أكذبك القول ان قلت انني كم اتمني ان يتزوج ابي حتي يزيح عن كاهلنا هذا المقدار العظيم من الغم, ولكن اعلم انه لا يستطيع ولو حتي بأقل الامكانيات فيا لتلك المفارقة التي تجعل الابناء يحملون هم بتزويج ابائهم, اننا نحن الابناء قد تأقلمنا علي الانفصال الضمني لابي وأمي عن بعضهما ولا انكر انني اصبحت اشعر بالضيق لمحاولات أبي في توسيط الأهل والاقارب للصلح مع أمي لعلمي لدافعه وراء ذلك, وهي مسألة الحق الشرعي فقط, فأمي علي اقتناع انها مطلقة من أبي وانها تعيش معنا حفاظا علي الشكل الاجتماعي, وحرصا علينا من تبعثرنا وتشردنا, اشفق علي ابي واشفق علي امي ولا حيلة في يدي, ولا أعرف ان كانا يعلمان اننا قد تبعثرنا بالفعل؟!