إنه مجرد خلاف في وجهات النظر حول ماجري في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران, ففريق المؤيدين يريد من الجميع الإقرار بالنتيجة, وفريق المعارضين طالب بتصحيح الأوضاع, ولكن الجميع اعلنوا تمسكهم باستمرار الثورة والالتزام القوي بمنهج آية الله الخميني مفجر وقائد الثورة الإسلامية, فالكل من معسكر الثورة لامن خارجه, أي أن الخلاف جري بين مؤيدي الثورة, ولنقل ان خلافا بين الكبار في صفوف الملالي, فكل من خاتمي وموسوي وكروبي تولوا مسئوليات رئيسية, فالأول شغل مقعد رئيس الجمهورية لدورتين متتاليتين, والثاني كان رئيسا للوزراء لسنوات طويلة والثالث إحدي العلامات الرئيسية بين رجال الدين, ولكن ذلك لم يمنع جمهرة كبيرة من المتشددين من المطالبة بقتلهم باعتبارهم من أعداء الله. مجرد خلاف بين رجال دين من أصحاب الأدوار البارزة علي المسرح السياسي الإيراني يؤدي إلي القول بأنهم من اعداء الله؟ لقد تجمع مئات من المتشددين اخيرا امام منزل المرشد آية الله خامنئي, يطلبون منه الإذن بقتل خاتمي وموسوي وكروبي, وهؤلاء المتشددون لايقصدون مجرد الردع أو التخويف, بل أتجهت إرادتهم فعلا إلي التخلص من المختلفين مع المرشد ورئيس الجمهورية. وهكذا يعلنون للرأي العام الإيراني ان الخلاف كفر عقابه القتل. وإذا كان القتل هو عقاب كبار الملالي بمعسكر الثورة, فما هو ياتري عقاب صغار رجال الدين أو حتي المواطن العادي؟ إن ماجري في إيران, صورة من صور حكم رجال الدين في أي دولة من الدول, فالرأي هو للحاكم وليس من حق أحد الاختلاف معه حتي ولو كان رئيسا سابقا للجمهورية أو رئيسا للوزراء, ومن يجاهر برأي مخالف لرأي الحاكم, فهو كافر ومن اعداء الله يجب قتله, أي ان الاختلاف غير مسموح به في مثل هذه النظم الدينية أيا كانت الشعارات التي ترفعها المبادئ السامية التي تتبناها. وفي مثل هذه النظم لامجال للتسامح أو للرأي الآخر.