رغم تاريخ السينما المصرية العريق الذي يتجاوز ال100 سنة, إلا أنه حتي الآن لم يوفق فيلم مصري د في الوصول إلي التصفيات النهائية في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي,مثلما حدث مع سينمات أحدث في المنطقة العربية ومنها السينما الجزائرية والسينما اللبنانية والجزائرية.. ورغم سعادتنا بترشيح فيلم الشوق هذا العام والذي تم اختياره من قبل اللجنة التي شكلتها وزارة الثقافة المصرية, وسيتم بعد ذلك إرسال الفيلم إلي أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية والتي تقوم بمنح جائزة الأوسكار, العالمية, حيث أكد منتج الفيلم اللبناني محمد ياسين أنه فخور بأن يتابع الفيلم المصري مشواره مع النجاح نحو العالمية بعد أن نال جائزة أفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي بالدورة الماضية, وقال إن هذا أمر يشجع علي تقديم المزيد من الدعم للسينما المصرية التي أثبتت في مختلف مجالاتها أنها الرائدة في العالم العربي. ولكن مع التهليل الذي يصاحب ترشيح الأفلام المصرية لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في الآونة الأخيرة مثلما حدث مع أفلام سهر الليالي إخراج هاني خليفة, والجزيرة إخراج شريف عرفة وارض الخوف, ورسا يل البحر لدواد عبد السيد إلا أن السؤال الذي يجب أن نطرحه لماذا لم تحصل السينما المصرية رغم تاريخها الطويل علي جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي ولو مرة واحدة ؟ أو علي اقل تقدير لماذا لا يصل الفيلم المصري أبدا إلي التصفيات النهائية؟ وهل السينما المصرية لاتزال غير قادرة علي تجاوز العيوب التقنية, والتي دائما ما كانت تقف عائقا بين السينما المصرية وتواجدها في المحافل والمهرجانات العالمية, والمفارقة أن السينما المصرية شهدت تطورات تقنية وفنية في السنوات الأخيرة إضافة إلي زيادة عدد الشركات العاملة في مجال الإنتاج السينمائي ولكن يبدو أن هذه التطورات لم تنعكس إيجابا فلم ينجح فيلم مصري في الوصول إلي الأوسكار. ويري بعض النقاد والمتابعين لأحوال السينما المصرية ان عدم حصول أي فيلم مصري علي جائزة الأوسكار أمر ليس بغريب, ويرجع إلي النواحي الفنية التي يفتقدها الفيلم المصري الآن علي مستوي السيناريو والمعالجة والتصوير والإخراج والموسيقي, كما أن العيب عندنا أن الفيلم يعاني من عدم اكتمال عناصره الفنية, فالفيلم الذي يحمل سيناريو جيدا لا يعني ذلك بالضرورة أن إخراجه متميز أو إضاءته مناسبة, وأيضا لا توجد مؤسسة مصرية تتولي مسألة ترشيح الأفلام المصرية للأوسكار, وتتولي مباشرة ومتابعة الخطوات التنظيمية التي يتطلبها مثل هذا الأمر, منها ضرورة عرض الفيلم في سينمات حتي لو سينما واحدة بأمريكا حسبما ذكر المخرج داود عبدالسيد قبل ذلك عند ترشيح فيلمه أبواب الخوف, وكان المركز الكاثوليكي يقوم قبل ذلك بترشيح الأفلام المصرية في ظل غياب وزارة الثقافة المصرية, ولا يستطيع أحد أن ينسي العام الذي نسيت فيه اللجنة التي شكلتها وزارة الثقافة أن تجتمع رغم أن هذا العام شهد مثلا وجود انتاجات مصرية متميزة ومنها فيلمي واحد صفر والذي عرض بمهرجان فينسيا2009, وخلطة فوزية وشهر زاد.. وهو ما يتفق مع ما يطرحه المحرج محمد خان وهو أن السينما المصرية تملك العديد من الانتاجات المميزة, ولكن جائزة الأوسكار كثيرا ما يتدخل في حسابات القائمين عليها المعايير السياسية أكثر من الفنية. ويتفق مع خان في هذه الرؤية الناقد طارق الشناوي حيث يقول أنتجت السينما المصرية في السنوات الأخيرة العديد من الأفلام والتي مثلتها في مهرجانات عديدة, وحصل بعضها علي جوائز, ولكن يبدو أننا سنظل بعيدين عن جائزة الأوسكار, قد يعود ذلك في جزء منه للعيوب القاتلة في الفيلم المصري والذي صارت أفلام نجومه تفصل علي مقاسهم.