أسعار الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    انفجاران عنيفان يهزان صنعاء إثر قصف إسرائيلي استهدف محطة كهرباء    السعودية ترحب بقمة ألاسكا وتؤكد دعمها للحوار الدبلوماسي    الأرصاد تحذر من سقوط أمطار على هذه المدن    وفاة شاب صعقا بالكهرباء داخل منزله بالأقصر    طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان مادة اللغة الثانية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "محاولة التخلص منه وصدمة والدته".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة محمود الخطيب    القافلة السادسة عشرة.. شاحنات المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    نجم الزمالك السابق: سنندم على إهدار النقاط.. ومن المبكر الحكم على فيريرا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏بأمر الملك:
المرأة السعودية تحت القبة

الملك عبدالله الذي عاب علي الطب أن أطلق اسم عرق النسا علي المرض الشهير المسبب لآلام الظهر لأنه يري أن النساء لا يأتي منهن إلا كل خير‏..‏ ولأنهن مصدر الخير‏,‏ فقد زودهن العاهل السعودي هذا الأسبوع بخير كثير بقراره التاريخي بأحقية المرأة السعودية في عضوية مجلس الشوري, وإتاحة الترشيح والاقتراع في المجالس البلدية.. وكان خادم الحرمين مباشرا في حديثه حول صورة المرأة السعودية في ذهن القيادة وصانع القرار برفضه تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي, مشيرا إلي أن للمرأة المسلمة في تاريخنا مواقف لا يمكن تهميشها فيها سواء بالرأي أو المشورة منذ عهد النبوة.. السعوديات تحت قبة الشوري خطوة كبيرة للأمام تختصر الزمن وتوفر الجدل العقيم الذي خاضه المجتمع السعودي في سجال سياسي وفكري ومجتمعي عند تناول حق المرأة السعودية في قيادة السيارة, حيث بلغ الأمر فيه إلي حد الالتفاف بدائرة واسعة بقيام مجموعة من المؤيدين بالاستعانة بهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية برجاء ممارسة الضغط من جانبها من أجل أن تسمح السلطات السعودية بقيادة المرأة للسيارة, فما كان من الوزيرة الأمريكية إلا أن أجابتهم بروح المنطق القضية شأن سعودي محلي لا دخل لنا فيه, وكان أجدر بثمانية ملايين امرأة سعودية لهن حق القيادة توقيع رسالة جماعية ترفع إلي المسئولين في الدولة بدلا من اللجوء الالتفافي لباب كلينتون الأمريكي.. وبينما فشلت حملات الترويج لخروج مظاهرات تدعم قيادة المرأة للسيارة رحب نفس المجتمع بما هو أخطر وأكبر وأفضل وهو القرار الذي يعطي للمرأة السعودية حق سن الأنظمة والقوانين, حيث باتت مخولة من قبل الشعب السعودي نفسه بطرح جميع قضاياها تحت قبة الشوري بما فيها قيادة السيارة وغيرها الكثير, فقد أصبحت شريكة لا تابعة, مؤثرة لا متأثرة, فاعلة لا سلبية.. و..لو ترك قرار مشاركة المرأة في الشوري والمجلس البلدي للتجاذب والحملات مثل قرار قيادة السيارات لما وجد قبولا شعبيا لكن صدوره من قبل الملك كان قاطعا مما أوجد له القبول والترحيب.
كان سقف أحلام المرأة السعودية مجرد أن تغدو ناخبة فقط, فجاء قرار الملك بمثابة المعجزة عندما أعلن عن مشاركتها ناخبة ومرشحة أيضا ابتداء من الدورة المقبلة للانتخابات, وهكذا وبعد 65 يوما علي أول محاولة لسيدة سعودية لتسجيل نفسها كناخبة حيث ذهبت جهودها سدي يتحقق ما لم تكن تحلم به يوما لا هي ولا أمها ولا أبوها, ومن المتوقع أنه في دورة مجلس الشوري القادم بعد عام وثلاثة أشهر فقط لا غير سوف تعود الانتخابات إلي واجهة الاحداث عندما تجلس في المقاعد الأمامية عشرون سيدة يمثلن 50% من عدد سكان المملكة, وتتوقع السعوديات اللاتي يلمعن الآن في كثير من المجالات والمواقع المهمة بأن الشوري سيفقد بقدومهن عليه بعضا من هدوئه ولونه الواحد, لكنه سيكسب بلا شك تنوعا يمثل إضافة في طبيعة المواضيع وطريقة الطرح, وإذا ما كانت أمام العضوات الجديدات فرصة للدفاع عن قضايا المرأة والأسرة والطفل وجب الأخذ في الاعتبار عدم التقوقع داخل هذا الإطارحتي لا يتم التحجيم من جديد والعزل داخل أسوار الحرملك في ساحة القرار الحر, ولابد من قناعة عضوة مجلس الشوريالمقبل بأنها عندما تجلس تحت قبة أعلي سلطة تشريعية في بلدها لابد أن يسمع صوتها, وأن يلمس الموجودون فيالداخل والخارج تأثير موقفها في جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأن يقول الوطن إن المرأة السعودية عندما تشارك سياسيا فإنها تضيف وتؤثر وتفتح النوافذ وتبني جسورا للنهضة الحديثة بعيدا عن رياح التعصبات المفتعلة.
لقد جاء القرار الرائد والحكيم للملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمكين المرأة السعودية من ممارسة حقوقها السياسية الذي يعد سابقة تاريخية في تعامل السعوديين مع مكانة المرأة في المجتمع, اختصارا خارقا في طي المسافة والزمن لوصول المرأة المسلمة لمكانة تلعب فيها دورا قياديا مستندا في ذلك إلي رأي علماء الدين بعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء ومن خارجها الذين استحسنوا هذا التوجه وأيدوه.. إن رفض تهميش دور المرأة في السعودية سيشكل دعما قويا لحقوق المرأة فيالثقافة الإسلامية الحديثة كلها ليسهم في تغيير نظرة المجتمعات المنغلقة للنساء المستسلمات لحياة الوأد داخل جدران تعزلهن كعورات, ويفتح آفاقا جديدة وميادين شتي ونموا وازدهارا وأزهارا كانت في انتظار شارة وبشارة البدء القادمة من الأرض المباركة.. أرض الرسالة والرسول عليه الصلاة والسلام.
وأبدا لم يعرف العهد النبوي المدني منذ أكثر من 1400 عام شيئا اسمه منع مشاركة النساء الرجال مثل ارتياد النساء للمساجد وحضور صلاة الأعياد ومشاركتهن في سماع خطبه عليه الصلاة والسلام, بل كان من نساء المدينة من تفتح دارها للضيوف فينزل عليها المهاجرون من الصحابة وهذه أم شريك يصفها النبي بأنها امرأة كثيرة الضيفان, وكانت النساء يخرجن إلي الأسواق لقضاء حاجاتهن بما فيهن أمهات المؤمنين بعد أن فرض عليهن الحجاب, والدليل أن ابن الخطاب حين اعترض علي أم المؤمنين سودة بنت زمعة لما رآها في طريقها إليالسوق فعادت لتخبر رسول الله فقال لها إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن, وقد بلغت المرأة المسلمة في المجتمع المدني أعلي المناصب ليولي ابن الخطاب الشفاء بنت عبدالله المخزومية وسمراء بنت نهيك الأسدية منصب الحسبة, أي أولاهما السلطة القضائية والتنفيذية معا, وكانت المرأة تشارك الرجل في جميع مرافق الحياة الاجتماعية, فإذا التقيا سلم كل منهما علي الآخر, وكانت المرأة تلبيالدعوة لاجتماع عام, فإذا ناديالمنادي: الصلاة جامعة هرعت إلي المسجد لمشاركة الرجال في ذلك الاجتماع.. وكانت تفتح عيادة للتمريض مثل خيمة بني غفار لصاحبتها رفيدة الأسلمية التي أقامتها عند مسجد الرسول تداوي فيها الجرحي, وكانت المرأة تعتكف فيالمسجد مثل الرجل, وامتد نشاطها في عهد الرسالة ليشمل الزراعة والتجارة, والأحاديث في هذاالمجال كثيرة منها حديث أم مبشر الأنصارية صاحبة مزرعة النخل, وحديث خالة جابر بن عبدالله الذي زجرها حين أرادت الخروج لتقليم نخيلها وهي في شهور عدتها, فلما جاءته عليه الصلاة والسلام أذن لها قائلا: بل فجئي نخلك فإنك عسي أن تصدقي أو تفعلي معروفا.. وفي الحروب شاركت النساء, ومن أبطال غزوة أحد أم أيمن التي رأت أحد المشركين يسدد سهما نحوه عليه الصلاة والسلام فانطلقت تحميه بجسدها فأصابها السهم في عاتقها كتفها, وفي غزوة خيبر أبلت أمية بنت قيس الغفارية أحسن البلاء فيقتال اليهود, فقلدها النبي قلادة مثل الأوسمة الحربية التي تعلق علي صدور القادة والأبطال... وكان للمرأة فيعهده عليه الصلاة والسلام مشاركة فعالة فيالنشاط السياسيكالبيعة والهجرة والمشورة, وقد عبرت أم سلمة بمشورتها في صلح الحديبية عن عمق فهمها وحسها السياسي في حل مشكلة عدم انصياع بعض الصحابة لأمره عليه الصلاة والسلام بالتحلل من الإحرام, وكانت حين سمعت رسول الله ينادي ويطلب المشورة قائلا: أيها الناس هرعت تلبي النداء, فعجبت منها جاريتها قائلة: لكن رسول الله يقول أيها الناس فردت عليها أم سلمة: وأنا من الناس..
وإذا ما كانت الحقيقة ضائعة بين جمود التقاليد الراكدة ومخاطر التقاليدالوافدة حول أهليةالمرأة للسياسة, فقداستقي المفكر الإسلاميالسعودي الراحل أحمد زكي اليماني تلك الحقيقة من القرآن والسنة والثابت مما ساد في عصر النبوة والخلافة الراشدة ودور نساء المسلمين فيالحياة العامة آنذاك وبعده فيالعصور اللاحقة فيقول عن أهلية المرأة السياسية في مجلده الكبير الإسلام والمرأة الصادر عام2004 إنها: تكليف شرعي, يتحدد نطاقه حسب وعيها وظروفها الاجتماعية السائدة, فإذا زاد علمها وخبرتها لم يكن الواجب السياسي عليها حقا, كما هو في المجتمعات الغربية, وإنما هو تكليف تتساوي فيه مع الرجل.. ولقد جعل أبوحنيفة من حق المرأة تولي القضاء فيما تجوز فيه شهادتها, بينما قال الإمام الطبري بأهليتها لتولي القضاء والإمارة أيضا, وهناك أئمة من فقهاء المسلمين اجتهدوا فأعطوها أهليتها السياسية, تشارك الرجل فيها كما شاركته في أهليتها المدنية, فالنساء كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام: شقائق الرجال.
عالم المشاركة السياسية الذي تطرقه المرأة السعودية للمرة الأولي هذا الأسبوع توغلت في مسالكه ودروبه وغاباته ومرتفعاته المرأة في الغرب منذ عقود ليملأ الشاشة بين يوم وآخر وجه نسائي جديد يحتل منصبا قياديا أو يعمل جاهدا من خلال حملات انتخابية للوصول إليه.
في الولايات المتحدة قامت ميشيل باكمان 55 عاما بترشيح نفسها ممثلة للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وقد ظلت باكمان تساعد هيلاري في حملاتها الانتخابية وبعد توليها وزارة الخارجية باطلاعها علي معلومات سرية غير متداولة تحصل عليها بحكم منصبها في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب, وتعد باكمان من المسيحيين المتشددين, وكانت قد قابلت زوجها ماركوس باكون والد بناتها الثلاث وولديها عندما كانت تحلب بقرة في مزرعة والدتها فظهر أمامها المسيح كما تقول وقال لها إن هذا الرجل سيكون زوجا صالحا, وادعت بأن المسيح نصحها أيضا بالسفر إلي إسرائيل للعمل في مستوطناتها ودراسة القانون, وقد افتتحت باكمان منزلها لإيواء الأطفال الهاربين من قسوة معاملة الآباء حتي إنها في الوقت الحالي أصبحت ترعي مع زوجها ثلاثين ولدا وبنتا, وفي بداية حياتها السياسية كانت معجبة بالرئيس جيمي كارتر لتدينه وتنتظر إلي نهاية السهرة ظهوره علي الشاشة لإلقاء موعظته الدينية المسائية, إلا أنها انصرفت عنه لأنه أيد الإجهاض وهو ما تسميه قتل النفس البريئة.. وقد وضعت باكمان برنامجها الانتخابي حول أربعة محاور أولها: معارضة الإجهاض, والتظاهر أمام العيادات التي تمارسه, وثانيا: العناية بالأطفال المشردين, وثالثا: انتقاد المدارس الحكومية التي لم تعد تدرس الدين المسيحي, ورابعا: معارضة حقوق المثليين جنسيا في طلب مساواتهم مع غيرهم.
وظلت باكمان تشكك في مقولة الاحتباس الحراري برأيها في أن زيادة نسبة ثاني أكسيدالكربون بسبب قطع الأشجار ظاهرة طبيعية, حتي إنها في يوم الاحتفال بيوم الأرض العالمي2 ابريل2009 صرحت فيالكونجرس بأن ثاني أكسيدالكربون ما هو إلا غاز طبيعي ليس ضارا ويجب ألا نفصل بينه وبين البيئة, ومنذ تولي أوباما الرئاسة ظلت تنتقده وتتهمه بالشيوعية, وأشارت في لقاء تليفزيوني أخير سئلت فيه عن سر عداوتها لأوباما قائلا: لابد للإعلام من أن يدقق في سجلات مثل هؤلاء الناس, ولابد أن نعرف هل هم حقيقة مخلصون للولايات المتحدة وكان واضحا أنها تشكك في ولاء أوباما لأن والده من كينيا.. وقد هاجمته أخيرا في مناظرة مع سبعة مرشحين من الرجال في معركة انتقاء الحزب الجمهوري لمن يقف في وجه الرئيس الأمريكي.. هاجمت سياسة أوباما الخارجية خاصة في الشرق الأوسظ معارضة التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا, ليس من ناحية المبدأ, ولكن بسبب الطريقة التي تدخل بها قائلة: سياستنا في ليبيا خرقاء أساسا فقد جعلنا أوباما نلعب دور التابعين وليس دور القادة في عملية ليبيا, لقد تنازل أوباما عن هيبة أمريكا ليمنحها بسذاجة لفرنسا عندما أعطاها عجلة القيادة, وحول أفغانستان عارضت أوباما في الانسحاب المتعجل للقوات الأمريكية, وقالت إن عليه معرفة أن قتل أسامة بن لادن مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة ليس نهاية الحرب ضد الإرهاب. وربما لأن باكمان قد اشتهرت باندفاعها عند إبداء رأيها فقد وجه لها أحد قادة حزبها نصيحته الغالية: تحتاج باكمان لأن تعد من واحد لعشرة قبل أن تقفز!!
وفي الدنمارك التي يبلغ تعداد سكانها 5.5 مليون نسمة فازت كتلة اليسار علي ائتلاف اليمين الذي ظل في الحكم مدة 10 سنوات لتغدو هيلي تورنينج شميدت أول رئيسة وزراء في الدنمارك, وتبلغ شميدت (44 عاما) متزوجة من نجل الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني وأم لابنتين ودارسة للعلوم السياسية, وبفوز شميدت آن للعرب الدنماركيين والمقيمين أن يتنفسوا الصعداء, فقد تضاءلت وساوس ملف المهاجرين ومشكلاتهم المزمنة خاصة بعد التفجيرات النرويجية في الشهر الماضي علي يد اليمين المتطرف والتي قدمت خدمة جليلة غير مباشرة للمسلمين والعرب في الخارج بعد محاولات إلصاق تهمة الإرهاب بهم, وكانت رئيسة الوزراء الجديدة شميدت قد تعهدت في حال فوزها بالعمل علي تعديل قوانين الهجرة المتشددة التي وضعتها الحكومة السابقة, وتبعا لتعداد السكان فيالدنمارك فإن هناك نحو 200 ألف مسلم أكثرهم من طالبياللجوء السياسي!!
وفي موريتانيا عينت بالناها بنت مكناس كأول وزيرة خارجية وتعد الواجهة لموريتانيا الجديدة الشعار الذي رفعه الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز.. ولدت بنت مكناس عام 1965 وتلقت تعليمها في المدارس العمومية بنواكشوط وحصلت علي شهادة البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية لتلتحق بكلية الطب بجامعة الشيخ أنتاجوب بداكار, لكنها وسط عامها الدراسي الأول أدارت ظهرها للطب متجهة للدبلوماسية لدراستها في أحد معاهد باريس, وبعد وفاة والدها أبو الدبلوماسية الموريتانية حمدي ولد مكناس الذي أمسك بدفة الدبلوماسية أكثر من عشر سنوات عينت وزيرة للخارجية لتجلب لبلادها وفود المستثمرين العرب والأجانب لتفوز بلقب سلاح موريتانيا الناعم.. ورغم المنصب والنفوذ فإن بنت مكناس في إحدي مهامها الدبلوماسية الأخيرة التي توجهت فيها للقاهرة وقفت في طابور القادمين وسط الركاب المسافرين علي طائرة مصر للطيران المتجهة إلي دمشق رافضة دخول صالة كبار الزوار لتقوم بإنهاء إجراءات سفرها بنفسها متجهة بحقيبتها لركوب أوتوبيس المطار الذي نقلها واقفة متأرجحة وسط الركاب حتي سلم الطائرة!
وفي الثامن من هذا الشهر فازت الكاتبة الصحفية الإسرائيلية شيلي يحيموفتش برئاسة حزب العمل الإسرائيلي بعد أن هزمت وزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس بفارق كبير, وكان حزب العمل قد تدهورت أوضاعه منذ اغتيال رئيسه اسحق رابين في عام 1995 وكان أول ما صرحت به شيلي إثر فوزها دعوتها نيتانياهو لإيقاف حملته العدائية للدولة الفلسطينية مناشدة له عدم إلقاء خطابه في الأمم المتحدة الذي وصفه مسبقا بأنه خطاب الحقيقة قائلة له: الحقيقة هي أنك بسياستك قد أديت إلي عرقلة جهود السلام, فلا تقل حقيقة وهمية, اعترف بالدولة الفلسطينية وأعلن علي الملأ أنك تؤيد مفاوضات سريعة وناجعة من أجل إقامة هذه الدولة إلي جانب إسرائيل.. الفائزة الجديدة يحيموفتش بلغت ال51 عاما وهي مطلقة وأم لولدين وولدت في إسرائيل لعائلة مهاجرة من بولندا, وعرفت بأسلوبها النقدي اللاذع ككاتبة, وكانت قد طردت من المدرسة الإعدادية بسبب رفعها شعار الاحتجاج علي سوء إدارة المدرسة, وبعد دراستها علوم السلوكيات فيالجامعة وانضمامها لجمعية حقوق الإنسان عملت كمراسلة صحفية في الحزب الاشتراكي اليساري, ثم انتقلت للعمل في الإذاعة الرسمية عام 1993 لتقدم برنامجها الشهير كله حكي وبعدها انتقلت للتليفزيون لتدخل معترك السياسة بعدها في 2005 لتنتخب للكنيست عام 2006 وتبرز كبرلمانية تنجح في تمرير 35 قانونا جديدا يدفع بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية إلي الأمام تبعا لمفاهيمها الديمقراطية.. شيلي تؤمن بالتسوية السلمية مع الفلسطينيين علي أساس دولتين للشعبين وبأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية..
ومرورا بنافي بلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي تشغل منصب القاضي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وتعد من بين 100 امرأة أكثر نفوذا في العالم بحسب تصنيف مجلة فوربس التي صرحت هذا الأسبوع من مكتبها الفخم بقصر ويلسون المنيف المطل علي بحيرة ليمان, حيث مقر المفوضية العليا لحقوق الإنسان: لقد رأيت علي الفور أنه يتعين علينا تشجيع ودعم الذين يتظاهرون في شوارع تونس ومصر وليبيا مطالبين بالحريات الأساسية التي تشكل حقا بدهيا في دول أخري.. ومن نافي لفرح بانديث المسلمة التي تشغل منصب ممثلة الولايات المتحدة للجاليات الإسلامية التي تم تعيينها من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية عقب تولي باراك أوباما للرئاسة لتصرح هذا الأسبوع من بعد استخدامها لأكثر من ألف موظف حول العالم لتحسين أوضاع الإنسان: ما من دولة في العالم تقوم بواجباتها علي أكمل وجه في مجال حقوق الإنسان!!.. ومن أشهر الشخصيات في عالم الاقتصاد العالمي الآن التي يطلب ودها الجميع كريستين لاجارد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي.. و..عشرات من نساء الأرض أصبحن الآن في الصدارة.. هذا..
هذا.. بينما.. نحن نسوة مصر حفيدات هدي شعراوي وسيزا نبراوي اللاتي جني عليهن المجلس القومي للمرأة بانتسابنا لرئاساته واجتماعاته وأميناته ومقرراته ومستنسخاته ومستورداته, فغدونا وكأن علي رؤوسنا بطحة مستبعدات مهمشات مقلصات مقزمات مركونات تماما من المشهد السياسي المصري, حيث لم نعد نتوقع بنون نسوتنا التي طالبت يوما بالخلع والكوتة إنصافا, ولا حيزا, ولا أخذا بيد, ولا تواجدا في أية قائمة انتخابية سوداء أو بيضاء, مرجعية أو فردية أو علمانية أو سلفية, لا في الثلث ولا الثلثين, والعينة بينة إرهاصاتها منذ الآن في قوائم انتخابات الأندية الرياضية, حيث لا مؤاخذة لن ينجح فيها اسم لواحدة, لأنه من الأصل لم تتقدم واحدة عارفة ومدركة تماما نتيجة تحصيل الحاصل.. وربنا يجازي اللي في بالي بلا رد للمحكمة ولا لسيادة القاضي.
وإذا ما كان علي الأخت السعودية في ثوبها السياسي القشيب الجديد الانتظار فقط لمدة عام وثلاثة أشهر ليسطع وجهها الوضاء تحت الأضواء جالسة تحت القبة رأسا برأس إلي جانب النواب الرجال, فهنيئا لها بمجامع القلب, وليس حسدا والله, فنحن في مصر الثورة بوضعنا النسائي الحالي المتدني علينا انتظار الدهر كله.. وابقوا قابلوني لو عرفتوني ساعتها من تحت النقاب!!
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.