عندما بدأت الدولة في تطبيق قانون المرور الجديد بما أعلن فيه من تغليظ للعقوبات والمخالفات استبشر رجل الشارع خيرا في إمكان ضبط أداء السائقين, بالاضافة الي انسياب حركة المرور في الشارع ولكن مضت الأيام والاسابيع والشهور والشارع هو الشارع في اكتظاظه بالسيارات وصعوبات السير فيه التي تواجه كل من أراد الالتزام! لأن المواطن مازال يعاني من بلطجة سائقي الميكروباصات وتعديهم علي النظام العام دون التزام منهم بآداب المرور فإن اللواء محسن حفظي مدير أمن الجيزة كثيرا ما يقوم بنفسه بسحب رخص سيارات في أثناء مروره التفقدي لتعطيلها حركة المرور بالوقوف في نهر الشارع. ذلك كله يعني أن هناك خللا ما, فبعد أكثر من عام من تطبيق القانون يطرح السؤال نفسه: ما هو حال الشارع في القاهرة الكبري؟ يقول إبراهيم أحمد المراكبي( سائق تاكسي): الحال هو الحال الذي تغير فقط هو ارتفاع مبالغ المخالفات, وبالتالي زيادة حصيلة بعض الأمناء ممكن يتجاوزون عن مخالفات السائقين مقابل أجر معلوم!وإذا كانت المخالفات التي تمت في الجيزةوالقاهرة خلال يوم واحد من الأسبوع الماضي بلغت تقريبا سحب4 آلاف رخصة, وأكثر من400 حالة سير عكس الاتجاه, و2100 مخالفة, فضلا عن مخالفات أخري كثيرة فإن ذلك يؤكد عدم الالتزام. سائق آخر يؤكد أن الازدحام في ازدياد والعنف أيضا, وإن كان يعزو بطء السير إلي انتهاء زمن جندي المرور الخبير بالشوارع وحركتها واعتماد الداخلية علي المجندين, وفي أماكن مهمة, وهو ما ينفيه مصدر أمني بقوله: علي العكس تماما فدائما ما تجد قيادات مرورية ومنها رتب لواءات وعمداء يقفون في الشوارع لتنظيم المرور, لكن الشوارع لم تتسع, في حين أن أعداد السيارات في زيادة, وهو ما يؤكده اللواء كامل ياسين مدير إدارة مرور الجيزة بقوله: هناك300 ألف سيارة سنويا تضاف إلي أعداد السيارات في مصر وعدد كبير منها في محافظات القاهرة الكبري وهو ما يزيد العبء أضعافا علي الشوارع وبالتالي علي حركة المرور في شوارع العاصمة ومحيطها. وهناك حالة استنفار دائمة يؤكد عليها اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية واللواء محسن حفظي مساعد الوزير لأمن الجيزة الذي يقوم بنفسه غالبا بالوجود في الشوارع لضبط الحالة الأمنية والمرورية, وإذا كانت شوارع القاهرة الكبري شهدت سيولة مرورية في أول أيام تطبيق القانون قبل عام, فإن ذلك عائد إلي اختفاء عدد كبير من الميكروباصات خوفا من القانون, وتطبيقه. ولكن تتساءل تحقيقات الأهرام: هل ضبط الشارع المصري وحركة السير فيه مسئولية المرور فقط؟ ويؤكد كما يقول اللواء محسن حفظي مساعد الوزير لأمن الجيزة أن القانون وحده لا يحل المشكلة, فهو عامل ضمن عوامل أخري متعددة. يجب أن تتكاتف فيها جميع الجهات المسئولة وتتعاون كما يحدث الآن مع المهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة الذي وافق علي إنشاء أربعة أنفاق موزعة علي المناطق المزدحمة وهو ما سيعمل علي الحد من الحوادث في شارع الهرم في حالة ما إذا التزم المواطن بالتعليمات. وإذا كان التزام المواطن كما يضيف اللواء محسن حفظي بأسباب ضبط الشارع فإن التزام الحكومة أهم لأنها بأجهزتها ووزرائها سبب رئيسي في زحام الشوارع في القاهرة ببنائها لمبان ضخمة لموظفيها في شوارع لاتحتمل ذلك مثل وزارة المالية التي تم بناؤها أمام نادي السكة بشارع امتداد رمسيس فأصبحت المنطقة كلها مزدحمة دائما وكذلك الصندوق الاجتماعي ووزارة الاستثمار علي صلاح سالم وغيرها, وهكذا فإن الدولة بأجهزتها المختلفة هي المسئولة أيضا.