مشهد الطاغوت الأكبر مسيلمة الكذاب الذي خدرته أوهام الغفلة بأنه الفرعون ابن الآلهة وظلها علي الأرض الذي يتحكم في رقاب العباد وأرزاقهم ومصائرهم, وهو يرقد خلف جدران القفص الحديدي المحصن بالستائر المعدنية. هامدا خاضعا فوق السرير يثبت للعالم كله علي امتداد الزمن القادم وحتي نهاية التاريخ أن أم الدنيا تتحمل مسئولية تجسيد مشهد تطبيق القصاص الإلهي العادل علي المفدسين في الأرض وهو مشهد يختزل كل أحلام البشرية منذ بداية التاريخ في اقرار العدل بكامل معانيه وفي مقدمتها القدرة علي فرض قواعد العدالة علي العتاة من الطغاة الجبارين وعلي الوحوش الضارية من المستبدين الفاسدين وبذلك فهو مشهد مفصلي في التاريخ الإنساني ليس له سابقة وتحقيقه علي أرض أم الدنيا يعني إمكانية تكراره علي امتداد خريطة الكرة الأرضية لأنه يعطي أملا للبشرية بالقصاص العادل من فلول الشيطان المتوهمة بأمتلاكها مصائر الدول والشعوب المتيقنة بأنها فوق القانون والنظام العام تلك الفلول الشيطانية التي لا تعترف بالناموس الكوني المحتم للحياة والموت وما يلحقه من الثواب والعقاب وعندما يتولون الحكم يتحولون إلي رسل للشيطان وعبده في مجلسه المدنس المشئوم ويصبح شغلهم الشاغل اذلال البشر واستعبادهم ونهب ثروات وأموال دولهم وكأن ملائكة الحساب والعقاب يمكن مراوغتهم بالاكفان المليئة بالجيوب المحشوة بالذهب والفضة والدولار والدينار. وعندما تضيق الدنيا علي رحابتها بالطاغوت الأكبر ويتم اختزال كل سوابقه وكل أفعاله المشينة المخزية في حدود القفص الحديدي الضيق المحكم الأغلاق بالستائر المعدنية ويتطلب التنفس أن يصل الهواء صناعيا من أجهزة التكييف يحيطه عدد قليل من شراذم التشكيل العصابي الإجرامي الذي كاد يقضي علي الحرث والنسل علي امتداد مصر المحروسة فان ذلك تجسيد لمعني من المعاني الدينية والحضارية والإنسانية لا تملكه أمة ولا يملكه شعب علي امتداد الكرة الأرضية إلا علي أرض أم الدنيا باعتبار ما تملكه من مخزون حضاري ومعرفي لا يملكه غيرها وباعتبارها مهد الديانات ومعبر الأنبياء وكل ذلك تاريخ طويل ورصيد موصول يفرض علي مصر والمصريين تلاءم العقوبة مع الفعل الإجرامي بكل ما تقتضيه العقوبة شكلا وموضوعا من مراسم وطقوس اضافة لعدم السماح بأن يفلت المتهم من العقاب علي جريمته مهما علا منصبه ومهما كان نفوذه وغناه وسلطانه ويستوجب تحقيق هذا الطموح الإنساني المشروع للثورة المصرية درجة عالية للغاية من الصبر وامتلاك القدر الكبير من القدرة علي التحمل في مواجهة ضغوط واستفزاز لا حصر لها متعددة الأشكال والألوان تستهدف في المقام الأول والأخير أن ينفد رصيد الصبر والتحمل ويطلق العنان لمشاعر الغضب والأحباط حتي تنطلق خفافيش الظلام وتحجب شمس الثورة. رصد الدوافع الحقيقية المحتمة للقصاص العادل وفي مواجهة الأصوات النشاز بالداخل والخارج وهي قليلة وغالبيتها غارق في مستنقع الهوي والغرض القائلة برفضها لمحاكمة الطاغوت الأكبر ومطالبة بعض أصحاب النفوس المريضة والذمم الخربة بتكريمه فان الافصاح والابانة عن مكنون الشعب المصري الذي يحتم المحاكمة والقصاص العادل من الرأس العفنة والأذناب جميعا بغير استثناء يصبح فرض عين حتي لا تتمكن القلة القليلة من أصحاب الصوت العالي ممن يملكون السلطة والنفوذ ويملكون المال والثروة ان يحجبوا عن البعض حقيقة الدوافع المصرية الدينية والحضارية والإنسانية التي تجبرهم علي الاصرار بالالتزام بحتمية القصاص العادل في أقصي درجاته وصوره التي تتضمنها القوانين بغير شفقة وبدون رأفة ويرجع ذلك إلي يقين الغالبية العظمي من المصريين بان الطاغوت الأكبر وزبانيته ومافيا الجريمة المنظمة التي قبضت علي زمام الأمور في دولتهم لا تنحصر جرائمهم ولا تقتصر فقط لاغير علي الاستهانة بكرامة المصريين وشرفهم واعراضهم واستباحة حقوقهم المشروعة وممارسة أقصي درجات الظلم والاستبداد والطغيان في التعامل معهم بطريقة مذلة وبأسلوب مهين وإلا كان من الممكن أن تتسع طيبة ورقة وسماحة الإنسان المصري لأن يتنازل عن حقوقه وأن يعفو عن الاساءات التي لحقت به مهما كانت قاسية ومريرة وعنيفة أو علي الأقل يبدي قدرا كبيرا من المرونة للعفو عند المقدرة وغيرها من الأقوال التي يرددها أبناء الطاغية الفاسد الذي اقتلعه طوفان الثورة الشعبية بغير رجعة واقتلع معه إلي أبد الأبدين ما يعنيه وما يشكله من نموذج للحكم والحاكم علي أرض مصر المحروسة. وببساطة شديدة ودون الحاجة للغوص في الأعماق والغوص في أعماق الأعماق فان الغضب العارم والاصرار الشديد علي العقاب الصارم للطاغوت الأكبر وأعوانه وشراذمه يرجع إلي ما وقر في ضمير المصريين يقينا بأن نظام الطاغوت الأكبر كان نظاما عميلا وكان نظاما خائنا للمصالح الوطنية العليا والأكثر خطورة اليقين القاطع للمصريين بأن النظام البائد القمعي للطاغية البائد كان ينفذ مخططا خارجيا بكل الهمة والنشاط لهدم الكيان المعنوي الحضاري والسيادي للدولة المصرية ممن خلال ما تم تنفيذه من سياسات واستراتيجيات داخلية دفعت إلي تقديم القدرات والإمكانات المصرية وعزل مصر واقعيا وعمليا عن موقعها الريادي القيادي في عالمها العربي والإسلامي وتفكيك اوصال الدولة والمجتمع بما تسبب في تراجع مكانتها وقدرتها علي حماية أمنها القومي ومصالحها الوطنية العليا كما حدث في مسألة مياه النيل وما يحيطها من ملابسات دامغة بالتواطؤ العمد بصور وأشكال متعددة في قضية حيوية ومصيرية للحياة والوجود والتقدم وفيما يدخل تحت مظلة العمالة والخيانة فان احكام المصريين صارمة وقاطعة ولا يمكن أن تهتز شعرة لمصري حقيقي مهما كان طوفان الغش والتدليس والخداع ومهما كانت محاولات التلاعب بالعواطف والمبررات الإنسانية الخادعة ومهما كانت دوافع استدعاد قيم التحضر العريقة القابعة في أعماق أعماق الإنسان المصري علي مدي آلاف السنين ففي حالات العمالة والخيانة فان ذلك يعد للمصري كارتا أحمر يحتم الاستبعاد وخطا أحمر يحتم تجاوزه بالتهاون والتساهل ويسهل تفسير عقلية وطبيعة الشعب المصري العاطفية من خلال استدعاء موقفه من الرئيس جمال عبدالناصر فعلي الرغم من الهزيمة الجارحة للكبرياء والكرامة والشرف في يونيو 1967 إلا أنه لم يقبل بتنحيه ولم يطالب بمحاكمته لأنه يثق في نزاهته ووطنيته وأمانته وكذلك الحال عندما مات والأرض مازالت محتلة فان جنازته الشعبية الهائلة كانت استفتاء علي معدن الشعب وتفضيلاته وحقيقة المعايير والقيم التي يرصد من خلالها الأمور والتوجهات ويعبر بها عن رأيه وقناعاته الأصيلة. عدم تهاون المصريين وحزمهم عند الاتهام بالعمالة وفي المسائل التي تخص الاتهام بالعمالة والخيانة والتواطؤ مع المخططات الخارجية التي تمس الأمن القومي المصري فان الضمير الوطني والإنساني والديني للشعب لا يعرف الفصال ولا يقبل بالمساومة خاصة أن الإنسان يملك حسا مرهفا وقرون استشعار مستنفرة دوما ما يمس الكيان والوجود المصري ولكافة المخاطر التي تتهددها وتترصدها وقد تغاضت الأمة عن حكامها الأجانب أما بالقهر والغضب الشديد المفزع واما بالشعور بحتميات وضرورات الحفاظ علي الكيان والحرص علي المصلحة العليا حتي في حدودها الدنيا ووصل الأمر بالمصريين في تاريخهم إلي الاستعانة بحكام عرب لمواجهة خيانة الحكام والوزراء والأعوان عندما قبلوا بسطو شيراكو عم صلاح الدين علي حكم الفاطميين ثم قبلوا بازاحتهم تماما عن الحكم وتولي صلاح الدين لثبوت الخيانة والعمالة والتآمر وطلب الاستعانة بقوات أوروبا التي كانت تسمي وقتئذ الفرنجة أو الصليبيين وصبت جهودهم ككيان وأمة لمساندة صلاح الدين لمواجهة الغزو الأجنبي وتحرير الشام واستعادة القدس عربية إسلامية. وقد تأكدت حقيقة قناعات المصريين ويقينهم بخيانة وعمالة الطاغوت الأكبر علي امتداد ثلاثة عقود حكم مصر فيها بالحديد والنار من خلال مواقف واحداث بعينها عندما ساهم في احتلال العراق وعندما صمت قبل أن يتم فضح أنه حرض علي قتل الشعب الفلسطيني وتدميره وتشريده قبل أن تكتمل مأساة الخيانة والعمالة بتحريضه للكيان الصهيوني علي تدمير قطاع غزة وصمته المخزي علي اطلاق النار من عصابات الكيان الصهيوني علي الجنود المصريين علي الأرض المصرية المحررة في سيناء ووصل الأمر إلي حدود اثارة مخاوف غير حقيقية والحديث عن أطماع مغرضة للفلسطينيين في سيناء وغيرها من الخزعبلات والأباطيل التي اثارها نظامه البائد الفاسد لاخماد جذوة العروبة والقومية العربية في نفوس المصريين مع تحويل التيار الإسلامي إلي فزاعة لقمع الحريات والمعارضة وزج أصحاب الرأي والعقيدة في المعتقلات المظلمة الموحشة كما أمعن الطاغوت الأكبر الشيطاني في فصل مصر عن عالمها الإسلامي وقام بتضخيم خلافات وصراعات مع القوي الإسلامية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط في مقدمتها إيران وزرع خباء مصطنعا في علاقات مصر مع تركيا القوة الإسلامية السنية البازغة في المنطقة والجوار. وفي مواجهة كافة هذه السلوكيات المنحرفة المؤكدة علي العمالة والخيانة والارتماء في أحضان المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي الذي يرتكز علي أوهام أساطير حقيرة يروج لها اليمين المحافظ الأمريكي وقواده وأذنابه علي امتداد العالم وهي مخططات تستهدف أول ما تستهدف الدور والكيان المصري باعتباره القلعة الحصينة للصمود والمواجهة وبؤرة الدفاع عن المصالح المشروعة لكل العالم العربي وكل العالم الإسلامي ولا نتجاوز عندما نقول أيضا وكل الدول النامية وهو ما يؤكده دورها في تجمعات ومنتديات العالم قبل أن تسقط فريسة لحاكم بمرتبة خائن وبدرجة عميل وقد فرض نظام الطاغوت الأكبر الشيطاني أن تدار مصر داخليا وان تدار سياتها الخارجية بل ووصلت حدود عمالته وخيانته لتوظيف الكيان والثروات والإمكانات لخدمة الأهداف والمخططات الإجرامية في أي مكان وأصبح كلب حراسة مفترسا يحركه أصحاب الأمر والنهو في المخطط الشيطاني للانقضاض علي من يريدون وقتما شاءوا مهما كان مفضوحا ومستفزا وهو ما يندرج بغير لبس أو غموض تحت مظلة جرائم الخيانة العظمي المؤكدة الثابتة. جريمة الخيانة العظمي خط أحمر لا يمكن تجاوزه ونتيجة لهول صدمة مراكز النفوذ والتأثير في المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي المعادي للعرب والإسلام نتيجة لسقوط الطاغوت الأكبر باعتباره رمزا مهما من رموز الهدم وباعتباره علامة مسجلة من علامات الخيانة والعمالة تتستر تحت عباءة أم الدنيا بكل رصيدها وتاريخها ومكانتها فان كبار المسئولين بالكيان الصهيوني المحتل افاضوا في الحديث عن الكنز الاستراتيجي الذي فقدوه وضاع وعن الحليف الاستراتيجي الأول الذي كان لهم سندا دائما ومستمرا في أحلك الظروف وأصعب الأوقات أو بالأصح العميل والخائن رقم واحد الذي مكنهم من اجتياح العالم العربي والإسلامي شبرا شبرا وزنقة زنقة وحارة حارة كما قال المجنون الطاغية معمر القذافي متوعدا الشعب الليبي الثائر وهو أيضا أثبتت الوثائق علاقات نظامه الوثيقة بأمريكا وبريطانيا وفرنسا وتعاونة الوثيق معهم كخادم لمخططاتهم ومنفذ لمشيئتهم. ومع المزج المر بين اتهامات العمالة والخيانة للطاغوت الأكبر وعن اهدار كرامة المواطن واستباحة عرضه وشرفه وآدميته وممارسات نظامه الوقحة من خلال سيدة الفساد الأولي وابنيه قائدي أركان التشكيل العصابي الإجرامي وما نتج من نهب منظم لمصر وهدر وتخريب لمقدراتها وإمكاناتها وثرواتها الطبيعية والتعدينية والبشرية وما لحق بالشعب من تردي فادح لمستوي معيشته وشيوع الفقر والحرمان بين القاعدة العريضة من المواطنين حتي بلغت نسبة المصريين القابعين تحت خط الفقر 40% من جملتهم, بالاضافة إلي نسبة تبلغ 20% وتصل إلي 25% تراوح مكانها حول خط الفقر وعذابائه وآلامه فان القصاص يصبح فريضة يترقبها جميع المصريين ليل نهار وهي فريضة يتسبب التفريط فيها كليا أو جزئيا في مهالك وعذابات جمة وكثيرة يستحيل رصد نتائجها ومحصلتها النهائية بسهولة ويسر لأنها قد تتسبب في الهلاك والتهلكة. وبحكم أن العمالة والخيانة تتعدد أشكالها وألوانها فإن خيانة أمانة الحكم وخيانة ارادة الشعب وعدم صيانة حقوقه وكذلك خيانة العهود والمواثيق تعد جميعا وغيرها من صور وأشكال الخيانة دافعا للقطيعة بين البشر بعضهم بعضا ودافعا للقطيعة الجازمة بين الشعب والحاكم وزمرة حكمه ونظامه وهو ما يرتب في النهاية اصرارا جازما علي القصاص وهو مطلب يرتكز إلي عدل وضمير ووجدان المواطن المصري وكان من الممكن تطبيقه وتنفيذه العاجل تحت مظلة الارادة الثورية وما تصنعه من شرعية واجبة الاحترام أو علي الأقل قادرة علي تحويل ارادتها إلي تشريعات وقوانين واجبة النفاذ ولكن حرص الإنسان المصري علي المصلحة العليا دفعة للقبول علي مضض بان يحاكم رموز الفساد بقوانين يعتريها الكثير من القصور والفساد وفي ظل أجهزة لم يتم تطهيرها وتصويبها وتدقيق مسارها بما يبعث علي الثقة والاطمئنان في النتائج المرتقبة والمنتظرة. في تاريخ العالم قتل العديد من الملوك علي المقصلة في أوروبا واعدم معهم كامل عائلاتهم بغير استثناء بالرغم من عدم وجود اتهامات قانونية لهم بأي صورة من الصور أو بأي شكل من الأشكال واعدم موسوليني رئيس إيطاليا الفاشي قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بعد محاكمة عسكرية سريعة واعدم شاوشيكو رئيس رومانيا بعد سقوط النظام الشيوعي بمحاكمة عسكرية خاطفة وعندما قام اوفقير وزير داخلية الحسن الثاني ملك المغرب بانقلاب عليه اصدر قرارا باعدامه ونتج عن عدم تنفيذه فشل الانقلاب واعدام اوفقير وغيرها وغيرها الكثير من حوادث التاريخ التي لم تستوقف العالم ليدقق ويبحث في قاعدة القصاص العادل التي يلزم بها المصريون انفسهم تحضرا وحرصا علي تقديم نموذج للثورة الشعبية السلمية التي لا تقبل بتكرار نموذج قتل الملكة شجرة الدر بالقباقيب في قصرها الملكي وتكرار مؤامرات القصر لقتل الملوك بالسم أو بطعنة خنجر في غياهب الظلام وتصر للحظة الأخيرة علي أن تتم كافة المحاكم بأعلي درجات الشفافية التي تحقق أقصر درجات العدل والعدالة. ومع مأساة نظام الطاغوت الأكبر وضلوعه الوقح في العمالة والخيانة والتآمر ضد الأمن القومي وضد ركائز المصالح الوطنية والقومية العليا فان تلك المحاكمة يتعدي حدود القفص الحديدي الضيق والستائر المعدنية العازلة وهيئة المحكمة التي تجلس علي المنصة كما تتعدي بكثير كل الطقوس التقليدية المرتبطة بالمحاكمات واصدار الأحكام بعد السماع للشهود والاستماع إلي شهود النفي والاثبات حيث يرتقي المعني الحقيقي بكل صرامة إلي حدود اصدار حكم بات ونهائي بنهاية زمن الخونة والعملاء ونهاية نمط وأسلوب حكم الطاغية المستبد والإعلان الجازم بنهاية القبول بالقهر أسلوبا لحكم الدولة المصرية والمصريين. ويترتب علي ذلك المعني ان قرار الارادة الشعبية الواضح والصريح الذي لا يقبل الاستئناف ولا يحتمل المراجعة أو التأويل يصب في خانة أن الاتهام محل يقين الشعب هو الخيانة العظمي للدولة المصرية وللشعب المصري وهو ما يتجاوز إلي ابعد الحدود اصدار حكم حول المسئولية عن أوامر باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين وقتلهم أو استخدام قناصة مأجورين بأسلحة متطورة لقتلهم من عن بعد واصابتهم بالعمي إذا لم يتم قتلهم وغيرها من الاتهامات التي هي كثيرة لا أول لها ولا آخر. ومعضلة المعضلات أن اليقين الذي استقر ووقر في ضمير المصريين قبل أن يستقر في ضمير المحكمة بزمان هو أن الطاغوت الأكبر خائن وعميل قام بكل ما يخالف ويتعارض مع القسم الذي يقسمه الشخص عندما يتولي المنصب الرفيع وبالتالي فهو لا يستحق من قريب أو من بعيد أية ضمانات أو أية استحقاقات تدور في أذهان البعض عمن يشغل المناصب الرفيعة بحكم أن هذه الضمانات والاستحقاقات تعطي قط عندما يقوم المسئول بمهامه بالحد الأدني الممكن قبوله وتحمله وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا مع ممارسات ترقي في الكثير من الأحداث والأفعال إلي مرتبة الخيانة العظمي بمعناها الكامل والشامل بشواهد ووقائع ثابتة لا يمكن انكارها ويستحيل الدفاع عنها ويصعب تفنيدها وانكارها؟! المزيد من مقالات أسامة غيث