"ماركوس أنطونيوس" قيادي وسياسي وقنصل روماني، ولد في روما حوالي سنة 83 ق.م. ومات بالإسكندرية سنة 30 ق.م. تولى القنصلية سنة 44 ق.م. ومرة أخرى 34 ق.م، في أواخر فترة الجمهورية. بعد اغتيال قيصر في "روما" انقسمت المملكة بين أعظم قواده "أكتافيوس" و"أنطونيوس" فقرر "أكتافيوس" أن يضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية، لكن كان أمامه الكثير من العواقب، ومن أشدها ماركوس أنطونيوس "مارك أنتوني" الذي أراد في أن ينفرد بِحكم الامبراطورية الرومانية، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الامبراطورية الرومانية. جاء "أنتوني" إلى مصر وقدمت إليه كليوباترا خفيةً، لِخوفها من ثورات المصريين ضدها، فاختبأت في سجادة، لتخرج منها أمامه كَعروس البحر وهي في أبهى صورها، ووقع أنتوني في حبها على الفور. كان مارك انتوني متزوجًا من "أوكتافيا" شقيقة "أوكتافيوس" المعروف بأغسطس، وكان من الممنوع أن يتزوج الروماني بغير رومانية، وهنا ظهرت مشكلة ارتباطه بكليوباترا وأصبح حليفًا لها بدلا من أن يضم مصر للإمبراطورية الرومانية، وكان ذلك سببًا في العداوة بين "أغسطس" و"أنطونيوس" لأن "أوكتافيا" كانت شقيقته.تم تقسيم الامبراطورية الرومانية إلى شرق وغرب، وكان الشرق بما فيه مصر من نصيب "أنطونيوس"، وكان طبيعيًا أن تصبح كليوباترا تحت سلطة السيد الجديد، فلتحاربه بسلاح الحب والجمال، ولم تنتظر حتى يأتي إليها في الإسكندرية، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية، وكان قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد وعدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيمًا -على حد قول المؤرخين- لكن أيضًا لذكائه، لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز أنطونيوس، من ثم أعد أنطونيوس جيشًا من أقوى الجيوش وتابعت كليوباترا الجيش عن كثب وتابعت خطة الحرب.كان "أنطونيوس" أهم مساعدي يوليوس قيصر كقائد عسكري وإداري، وأزيح "لابيدوس" عن ساحة الأحداث بينما أدت الاختلافات بين "أكتافيوس" و"أنطونيوس" إلى نشوب حرب أهلية سنة 31 ق.م.، انتهت بهزيمة هذا الأخير وحليفته كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم البحرية.جرت معركة أكتيوم البحرية الفاصلة غربي اليونان وقررت مصير الحرب خسر "أنطونيوس" كثيرا من سفنه، في محاولته كسر الحصار الذي ضُرب حوله، وتسارعت الأحداث وعملت كليوباترا كل ما في وسعها، لتفادي الكارثة بعد وصول أنباء الهزيمة إلى مصر وقام أنطونيوس بمحاولة يائسة، للتصدي لقوات "أوكتافيانوس" قيصر روما الجديد التي وصلت إلى مشارف الإسكندرية في صيف عام 30 ق.م، والذي وجد في "أنطونيوس" عقبة أمام انفراده بالحكم ولكن جهوده ذهبت سدى وعندما بلغه نبأ كاذب بموت كليوباترا فضّل الموت على الحياة، وانتحر على إثرها ماركوس أنطونيوس وذلك سنة 30 ق.م.