استهلت مريم مكرم الله حديثها معي عن علاقتها الوطيدة بالفن منذ طفولتها، حيث كان للمدرسة دور مهم للغاية في تنمية مهارتها الفنية. وتقول مريم: تخرجت من المدرسة الألمانية سان شارل للراهبات بباب اللوق ، وكان لها دور إيجابي في تنمية مهاراتي الفنية ، إضافة إلي والديّ اللذين كانا يشجعاني دائماً منذ أن كنت صغيرة، وكنت أعلم جيداً أنني سوف أدرس في كلية الفنون الجميلة منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية. تعرفت مريم علي النحت لأول مرة في 2008 خلال عامها الأول بالكلية، قبل أن تتخصص قسم النحت شعبة نحت ميداني، وقد تخرجت مريم من الكلية في 2013، بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، قبل أن يتم تعيينها معيدة في القسم في مارس 2014 وهي تعمل حاليا علي رسالة الماجيستر عن خامات النحت غير التقليدية والقابلة للتدوير في فن النحت المعاصر، وتناقش مريم من خلال رسالتها أيضا علاقة الفن والفنان بالبيئة المحيطة، وواجبه تجاهها وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه من خلال أعماله الفنية والرسالة التي تحتويها. تقول مريم : لقد أعجبني فن النحت كثيراً من بين باقي الفنون التشكيلية حيث إن هذا النوع من الفن جعلني أتعرف علي خامات وأدوات ومهارات يدوية متعددة...كما تخصصت في النحت الميداني لأنه فن يرتكز علي إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد.. والنحت المباشر للحجر والأخشاب هو ليس تخصصا صعبا بالضرورة لكنه يحتاج إلي تخيل وفهم ومهارات عالية...واتخاذ احتياطات الوقاية اللازمة. وقد شاركت مريم في السيمبوزيوم بقطعة من الجرانيت الوردي مقاس 1.60*40سم = 60سم علي شكل تمساح وقد تناولت الجانب العضوي للحيوانات حيث قامت بتحليل وتبسيط الشكل إلي الحد الأدني الذي يحافظ علي الهوية الطبيعية للحيوان مع إضافة بعض الخطوط الهندسية، ويظهر في هذا العمل تأثرها بالفن المصري القديم. وعن تلك التجربة تقول مريم: كان أول عمل نحت مباشر لي بهذا الحجم الكبير في هذه الخامة الصلبة... وبفضل السيمبوزيوم تشجعت علي ممارسة النحت من جديد بعد التخرج، وقد زاد التعامل مع هذا الحجر الصلب من ثقتي بنفسي فضلاً عن الفنانين الذين تعرفت عليهم ... وتضيف مريم : لقد كانت هذه الدورة دورة مميزة حيث تم تخصيصها للشباب ، وزادت من ثقتهم بأنفسهم وألقت الضوء عليهم... ولذا أنصح كل نحات شاب بالاشتراك وخوض هذه التجربة... خاصةً الفتيات ... لأن معظم الناس يظنون أنه لا توجد نحاتات وأن هذا النوع من الفن صعب ويقتصر فقط علي الشباب ... مع أن هذه الدورة كان عدد الفتيات أكثر من الشباب..