بعد ثورة 25 يناير بدأت مصر تصبو في اتخاذ الخطوات اللازمة نحو مستقبل أفضل لها وللقارة الأفريقية وكانت الثورة بمثابة المحرك الأساسي للبحث عن مشاريع قومية جديدة لا تقل أهميتها عن تلك المشاريع التي نفذت ,تحول الأحلام إلي حقيقة وواقع ملموس , وتضع مصرعلي أعتاب القوة الاقتصادية العالمية في القرن الحادي والعشرين، فكان يجب التفكير في إقامة العديد من المشاريع منها "نيل الواحات ..مشروع قومي جديد لمصر" وهو عنوان كتاب جديد صدر مؤخرا عن سلسلة "كتاب اليوم" تأليف د. إبراهيم غانم رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة طنطا . وفيه يقدم د.إبراهيم فكرة مشروع قومي جديد لمصر (نيل الواحات)، يبدأ مساره طبقا للدراسة الموضوعة فوق سطح الصحراء من بحيرة ناصر من نقطة تقع شمال خط الحدود بين مصر والسودان ، بنحو 25 كم ، باتساع (250م) ، وبعمق نحو (10م) ، ويتجه من الجنوب الشرقي إلي الشمال الغربي بوجه عام في منخفض جنوب الوادي حتي يلامس نقطة التفرع الجنوبية لهذا المنخفض ، ثم يلازم حافة المنخفض الغربية متجها معها من الجنوب إلي الشمال ، متماشيا مع الاتجاه العام لإنحدار سطح الصحراء ,موازيا للحافة الغربية لمنخفض الخارجة ، ووصولا للحافة الشمالية لمنخفض الواحة الداخلة , ويواصل سيره حتي منتصف الحافة الشمالية للداخلة ، وعندها يغير اتجاهه ليأخذ اتجاها جنوبيا ، ليصل منخفض واحة الفرافرة حتي يبلغ الحافة الغربية لمنخفض الوحات البحرية في اتجاهه إلي الطرف الشمال الشرقي لمنخفض القطارة عند بحيرة (مرة) ، ليصب ما تبقي من مياهه في قاع المنخفض. يتفرد ..مشروع"نيل الواحات " بمزايا عديدة من نوعها ، فهو لا يزيد المساحة الزراعية أو يضاعفها فحسب بل يقدم حلولا للعديد من المشاكل التي تواجه مصر، كأزمة حوض النيل,والفقر , والبطالة , والقضاء علي العشوائيات , والعنوسة, التي تنمو بمعدلات سريعة وتدق ناقوس الخطر . كما يساهم في زيادة الرقعة الزراعية وزراعة نحو سبعة ملايين فدان جديدة , وإعادة توزيع ما بين (30-40) ألف مليون نسمة من السكان ، وخروجهم من ضيق الوادي والدلتا إلي رحاب المحروسة في صحراء مصر الغربية,وجعل مصر من دولة مستوردة إلي أكبر مصدر للمنتجات الزراعية. المشروع: يدعم أمن مصر القومي من خلال تعمير الصحراء الغربية ، وتوفير الماء العذب ، وتأمين تدفقه من منابعه العليا, مضيفا إلي زيادة الطاقة الكهربائية والشمسية ، فضلا عن طاقة الرياح غرب الواحات ,مما يساعد علي سد احتياجات مصر من الطاقة وتصدير الفائض منها ,و توفير مصدر للدخل القومي من العملات الصعبة من خلال جذب الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية ,ومضاعفة حركة وعوائد السياحة الدولية إلي مصر (حوض نيل الواحات ) ، من خلال تحويل منخفض القطارة إلي بحيرة مياه عذبة هائلة يمكن استثمارها كمزرعة لأسماك المياه العذبة، وكبحيرة سياحية لجميع أنواع الرياضات المائية باليخوت والمراكب الشراعية وإقامة المسابقات الدولية . وإقامة العديد من القري والمنتجعات السياحية والمدن الجديدة والمصانع علي ضفاف المنخفض ، إذا تيسر ملؤه بالمياه بعد عقود من الزمن , مما يساعد في زيادة المياه الجوفية في الصحراء الغربية وضمان عدم نضوبها , ودعم التكامل الاقتصادي بين مصر ودول حوض النيل ، وربطها بشبكة كهربائية واحدة تنفيذا للاتفاقيات الدولية بينهما ، مما يزيد ثقل ميزان مصر التجاري بتقليل الواردات وزيادة الصادرات وعوائدها وتحقيق فائض تجاري كبير .وتحويل دول حوض النيل إلي تكتل اقتصادي وكيان سياسي إقليمي مؤثر عالميا . د. غانم درس كل تفاصيل المشروع صغيرة وكبيرة، ، ورسم خرائطه ، ودقق الأرقام، ولم يمل من الإلحاح علي كل من توسم فيه عوناً أو سنداً ليتم إقرار المشروع، باعتباره طوق نجاة للخروج الفوري والمدروس من وادي النيل ودلتاه إلي الآفاق الرحبة.