منذ أن صدرت "أخبار الأدب" واحدة من ثوابتها، الدفاع عن الآثار المصرية، وقد خاضت الجريدة الكثير من المعارك ضد سفر الآثار الفريدة أو الترميم الخاطيء أو تفريغ المتاحف من محتواها، وها نحن نواصل المسيرة ونخوض الآن معركة من أجل إعلان حقائق ما يحدث لهرم زوسر الذي يؤكد مجموعة من الأثريين أنه أوشك علي السقوط، ومن هؤلاء د. نور الدين عبدالصمد المدير العام بوزارة الآثار، الذي لم يخش علي موقعه وكتب لنا خصيصاً هذه المقالة المحذرة من خطر انهيار الهرم، لذا قررنا أن تكون هي افتتاحية الجريدة، لما تحمله من إنذار أرجو أن يكون له صدي عند المسئولين. وفي مسار تشخيص الألم لهرم زوسر ،في عام 2011 حذر خبير باليونسكو من خطورة حالة هرم زوسر في الخارج والداخل ، وبدلاً من الإسراع في العلاج كان التوقف عن العمل بحجة نقص التمويل !!! مصر أم الحضارة الإنسانية ، يقف لها العالم كله إجلالاً واحتراماً حتي في أوقات وهنها ويشرف كل مصري بانتمائه لتراب هذا الوطن فهو حفيد صناع أعظم حضارة عرفها التاريخ ،لدينا أضخم ثروة ورصيد أثري فريد لو أحسن استغلاله لأصبحنا من أغني دول العالم قاطبة ، لكن الأمر يبدو مختلف ، فهناك من يريد أن يقضي علي أحلام المصريين ومستقبلهم في سبيل كسب عارض شخصي ومسألة إنقاذ هرم زوسر خير دليل علي ذلك . إيمحوتب .... أول مهندس عرفته البشرية ... خطط وأشرف علي تشييد أول بناء حجري و هرمي ،وعلي الرغم من حداثة الفكرة وتواضع قدرات عهده في بداية الأسرة الثالثة ، فقد ظل هرم زوسر المدرج صامداً لأكثر من ألفي عام بعد تشييده ،بيد أنه حدث أن تألم الهرم من داخله فتدخل علي الفور ملوك عصر النهضة الصاويون نسبة إلي صا الحجر مركز بسيون محافظة الغربية - عاصمة الأسرة 26 لوقف الألم وترميم جزء منه ونجحوا في ذلك نجاحاً باهراً !!! وظل الهرم شامخاً لمدة تزيد علي ألفين وخمسمائة عام أخري بعد العصر الصاوي !!!! حتي وصلنا إلي عام 2006 حيث أسندت أعمال الترميم داخل وخارج هرم زوسر إلي شركة مصرية عديمة الخبرة في مجال الأعمال الإنشائية بصفة عامة حيث اقتصر نشاطها السابق في سحب منسوب المياه الجوفية في ثلاث مناطق أثرية !!!بينما فشلت هذه الشركة في سحب المياه الجوفية من المنطقة الأثرية بأبو مينا والمسجلة علي قائمة التراث العالمي مما اضطر منظمة اليونسكو لوضع منطقة أبو مينا الأثرية ضمن المناطق المهددة بالخطر مما يعد فشلاً ذريعاً للدولة المصرية وقدرتها علي حماية أثارها!!! . ولكون الشركة غير متخصصة في الأعمال الإنشائية فضلاً عن تخصص ترميم الأثار ، فقد ارتكبت عدة جرائم داخل وخارج الهرم -نشرت إعلامياً - وكان أكثرها فداحة هو إضافة مئات الأطنان من الأحجار الجيرية البيضاء من محاجر طرة إلي جسم الهرم مما ترتب عليه تغيير معالم الأثر وأصبحنا أمام بناء جديد !!! فضلاً عن تأثير ثقل هذه الأحجار في إحداث تصدعات داخل الهرم !!!الأمر الذي حدا بالمسئولين في وزارة الآثار للاستعانة بشركة بريطانية - قيل انها رممت البيت الأبيض - !!! وقد استخدم الإنجليز الوسادات الهوائية لمنع سقف الهرم من الانهيار !!! . وفي مسار تشخيص الألم لهرم زوسر ،في عام 2011 حذر خبير باليونسكو من خطورة حالة هرم زوسر في الخارج والداخل ، وبدلاً من الإسراع في العلاج كان التوقف عن العمل بحجة نقص التمويل !!! لن نناقش قيمة العقد الأول مع الشركة المصرية ولن نناقش قيمة الأعمال الإضافية التي منحت لها منحاً ولن نناقش تدخل الشركة البريطانية لأن جميع هذه الأعمال تمت بالمخالفة للقانون ، الأمر المطروح الآن وبصفة عاجلة كيف نعالج جدران البئر الصاوي الواقع أسفل وسط الهرم من التصدع الذي أصابه مما يشكل خطورة بالغة علي البناء الهرمي فوقه المصاطب الستة بارتفاع 62 مترا !!!؟؟؟- كيف نرمم سقف هذا البئر أسفل منتصف الهرم الآيل للسقوط ؟؟؟ ، كيف نرمم التجاويف التي ظهرت علي جسم الهرم من الخارج والتي تشكل خطورة علي البناء الهرمي في الداخل والخارج ؟؟؟؟. منذ خمسة عشر عاماً تألم جسد أبو الهول ، وبتطبيق بعض بنود إتفاقية اليونسكو حصلت مصر علي 10 ملايين دولار وتم ترميم أبو الهول بأيد مصرية وخبرة مصرية أجنبية مشتركة ، لماذا لا يتم مخاطبة اليونسكو بصفة رسمية للتدخل الفني والمادي طبقاً للاتفاقية التي وقعت عليها مصر مع 189 دولة ؟؟؟ وزارة الآثار وزارة مفلسة كما أعلن السيد الوزير ولا يمكن الانتظار والتسويف والعراك وإلقاء الاتهامات يميناً ويساراً وترك هرم زوسر يتألم من الداخل والخارج ، الأمر جد خطير وكل يوم يمر بدون تدخل فعلي وعملي يصبح جريمة في حق أهم وأقدم هرم في تاريخ البشرية.