أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تقريراً يتضمن أحداث العنف الطائفي، منذ 10 يوليو وحتي 11 أغسطس، الأحداث تفاصيلها مرعبة وانتشر نطاقها علي مساحة الجمهورية، من الصعيد للقاهرة إلي سيناء، ففي 10 أغسطس تم الاعتداء علي كنيسة الملاك ميخائيل في قرية الديابية مركز الواسطي شمال بني سويف لأن عائلة مسيحية أقامت مطبا صناعيا أمام بيتها وتعثر فيه سائق توكتوك مسلم فنشبت مشادة بين العائلتين. وقتل في هذه الأحداث ستة مواطنين مسلمين وتسعة من الأقباط، كما تم حرق عدد من بيوت وممتلكات الأقباط في هذه الحادثة. كما تعيش محافظة المنيا منذ 30 يونيو مناخا من التوتر والعنف الطائفي وعمليات التحريض ضد الأقباط علي خلفية المشاركة القبطية الواسعة في الاحتجاجات ضد الرئيس السابق محمد مرسي والتي انتهت بتدخل الجيش لعزله، وهو ما يتضح من عدد الاعتداءات وانتشارها في عدة قري بمراكز مختلفة. ففي الأول من أغسطس، وزع مجهولون يحمل اسم بيان رقم (1) عن حركة نضال (حركة إسلامية ترفض العلمانية) وحذر البيان منه أنه في حالة "أي اعتداء بشكل أو بآخر علي الاعتصامات السلمية أو المسيرات السلمية سيتم استهداف: مديرية الأمن، مراكز الشرطة، أفراد ورجال الأمن، الكنائس القساوسة، قطع الطرق والخدمات العامة." وفي 3 أغسطس وقعت أحداث قرية بني أحمد الشرقية والقري المجاورة لها، حيث شهدت قرية بني أحمد الشرقية، والتي تقع علي بعد 5 كليومترات جنوب مدينة المنيا، اشتباكات واعتداءات طائفية علي خلفية مشاجرة بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وأقباط بالقرية، مما أودي بحياة مواطن وإصابة عدد من المواطنين الآخرين وحرق ونهب منازل وممتلكات مملوكة لأقباط، وتعرض كنيسة ومئذنة مسجد لإتلاف بسيط. كما انتشرت شائعات في نفس الوقت حول قيام مسيحيي قرية بني أحمد الشرقية بحرق مسجد الفردوس، وقد قامت سيارات تحمل ميكروفونات بالمرور في شوارع القري المجاورة تدعو الناس للخروج لنصرة إخوانهم في الإسلام الذين يقتلون في قرية بني أحمد الشرقية، ونقلت عشرات السيارات أعداد من مسلمي قري العوام وبني مهدي وأبو تلاوي والأبعدية وبني أحمد الغربية وريدة والحويصلية إلي قرية بني أحمد الشرقية. وقد أسفرت الأحداث عن وقوع خسائر بمنازل وممتلكات الأقباط، وأصدرت مطرانية المنيا وأبو قرقاص بيانا في 3 أغسطس تضمن حصرا بالخسائر التي طالت 43 مواطنا ما بين حرق ونهب منزل متاجر ومركبات. ووفقا لتقارير طبية نشرتها وسائل الإعلام، وقام بتأكيدها مراسل المصري اليوم للمبادرة المصرية، فإن عدد المصابين بلغ ثمانية عشر، والمتهمون، ستة من الجانب المسلم، وخمسة من الجانب المسيحي، مع جلسة صلح عرفي أسفرت عن وصايا منها قبول لجنة التحكيم، التنازل عن جميع القضايا المثارة في المحاكم وأقسام الشرطة، ويوضع شرط جزائي 2 مليون جنيه علي أي من يتعدي علي الأخر، كما تكون دار العبادة، سواء مساجد أو كنائس، تكون بعيدة عن المشاجرات والفتن وتكون خط أحمر، ومن يتسبب في نشوب أي فتنة بين أهل البلد الواحدة يكون مرغما بالخروج من البلد وبرضا الطرفين بخروجه بعد الرجوع للجنة وصدور حكمها بذلك. وفي 3 أغسطس حدثت اعتداءات بقريتي ريدة وبني أحمد الغربية، وفي قرية دلجا بمركز دير مواس جنوب محافظة المنيا، ففي مساء السبت 27 يوليو 2013، نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرة في شوارع القرية، ثم اتجه أعداد من المشاركين إلي كنيسة السيدة العذراء والأنبا أبرام التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، ورشقوها بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وحاولوا اقتحامها، إلا أن تجمعاً آخر من المواطنين قام بمنعهم وصرفهم عن المكان، في حين توجهت أعداد أخري وحاولت اقتحام كنيسة الإصلاح، والتي سبق اقتحامها من قبل عقب عزل محمد مرسي في 3 يوليو، لكنهم فشوا لدفاع مجموعة من المواطنين أغلبهم من المسلمين عن الكنيسة. ثم جابوا شوارع القرية يطرقون علي أبواب وشبابيك منازل المسيحيين ما أثار الفزع والخوف لدي أعداد كبيرة منهم. وفي الأول من أغسطس تم الاعتداء علي أقباط من قرية نزلة عبيد، حيث حرر كل من نجيب جمال وماري ناجح وإبرام مجدي من قرية نزلة عبيد ذات الأغلبية المسيحية التابعة لمركز المنيا بلاغ رقم 15865 لسنة 2013 جنح مركز المنيا يتهمون فيه أنصار الرئيس المعزول بقريتي طهنا الجيل والحوارتة بقطع الطريق إلي مصانع الطوب بالجبل الشرقي للمنيا ومنعهم من الذهاب لأعمالهم، وكذلك التعدي بالشوم والحجارة علي السيارات التي تنقلهم مما أدي لإصابة 8 بإصابات بسيطة وتكسير زجاج 8 سيارات. كما شهدت محافظة سوهاج منذ 30 يونيو 2013 مناوشات ومحاولات للاعتداء علي بعض الكنائس وممتلكات الأقباط، وفي 2 أغسطس الماضي شهدت عدة مناطق بالمحافظة اعتداءات علي كنائس وممتلكات أقباط. فقد تجمع مئات من مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي أمام كنيسة مار جرس مقر مطرانية سوهاج والمراغة والمنشأة وهم يرددون شعارات عدائية ضد الرموز المسيحية والأقباط. وأفاد شهود عيان أن المتظاهرون حاولوا اقتحام الباب الرئيسي المغلق وفشلوا فرشقوه بالحجارة مما أدي لتهشم زجاج بعض السيارات في الشارع. وبينما أكد شهود عيان علي قيام المتظاهرون بوضع علم يتردد في المدينة أنه علم تنظيم القاعدة علي باب المطرانية، رفضت الكنيسة تأكيد أو نفي الواقعة. وفي نفس السياق نفت الجماعة الإسلامية بسوهاج صحة الواقعة في بيان صادر عنها في 5 أغسطس، وقال علاء صديق أمين حزب البناء والتنمية بسوهاج إن ما نشر علي بعض مواقع الصحف الإليكترونية من حصار الكنائس ورفع علم القاعدة عليها ليس له أساس من الصحة. وأشار أمين البناء والتنمية الي أن ما يوضح كذب هذه المواقع أن قوي التحالف تشكل لجنه نظام تقوم بتطويق الكنائس والمنشآت العامة أثناء مرور المسيرة وتمنع اقتراب أي مظاهرة لها. هذا، وشهد مركز جرجا محافظة سوهاج عدة حالات خطف لأقباط، فقد اختطف مينا سعيد في 31 يوليو 2013، ودفعت أسرته فدية 150 ألف جنيه مقابل عودته بعد اتصال الخاطفين بالأسرة مقابل عودته، وهو ما حدث الأحد الماضي. في حين عثر يوم الأحد 4 أغسطس علي جثة عبده نصري مدير مدرسة جرجا التجارية بنين بأحد الترع بمحافظة أسيوط بعد خطفه بأربعة أيام. وبعيدا عن الصعيد، وفي سيناء، في 28 يوليو 2013: اختطف 3 ملثمون شابا قبطيا يدعي مينا متري شوقي من أمام محل يملكه للأدوات الكهربائية بشارع أسيوط بمدينة العريش، وذلك أثناء وقوفه مع والده أمام المتجر، وطالب الخاطفون أسرته بفدية مالية 150 ألف جنيه، وقد عاد الشاب لأسرته بعد أسبوع من خطفه، وقد دفعت الأسرة المبلغ للخاطفين عن طريق شيوخ القبائل، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية. أما في القاهرة فقد تعرضت الطفلة جيسي بولص عيسي ذ 10 سنوات- في العاشر من أغسطس للقتل بعد خروجها من الكنيسة الإنجيلية بشارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس بالقاهرة. وأفاد القس نصر الله زكريا خال الطفلة لباحث المبادرة المصرية إن الجريمة وقعت وقت الإفطار وعلي بعد أمتار من الكنيسة حيث خرجت الطفلة مع أحدي الخادمات لتوصيلها لمنزلها، ثم سقطت فجأة، حيث أصيبت بطلق ناري من سلاح به كاتم للصوت أخترق جسدها من الخلف للأمام في منطقة البطن. وأضاف أن أسرة الطفلة ليست لها عداوات أو مشاكل مع أية أطراف، وانه يرجح أن يكون الحادث استهدافا علي الهوية الدينية.