د. مينا بديع عبدالملك وُلدت إستر ويصا بمدينة أسيوط عام 1895 والتحقت بمدرسة البنات الأمريكية بها وتخرجت فيها عام 1910، وفي عام 1913 اقترنت بالدكتور فهمي بك ويصا الذي كان يشغل منصب وزير الوقاية (الصحة حالياً)، كما كان عضواً في اللجنة المركزية للوفد. اهتمت منذ حداثتها بالتقارب بين الأديان فدرست التوراة والانجيل والقرآن. في 8 يناير 1881 تأسست جمعية المساعي الخيرية وتم إسناد رئاستها إلي سعادة بطرس بك غالي، وفي عام 1912 رأت الجمعية إقامة أسواق خيرية، فأقيم أول سوق خيري في الفترة 3 5 مايو 1912 وفيه القت السيدة روجنيه خياط كلمة الافتتاح، وكان بالسوق ثمانية أقسام وقد ساهمت فيه السيدة أستر فهمي ويصا بمساهمة إيجابية مع 9 سيدات أخريات، وقد زاره اللورد كيتشنر وأثني علي العمل الرائع والذوق الرفيع. ذكرت هدي شعراوي في مذكراتها أن إستر ويصا كانت إحدي المؤسسات للجنة الوفد المركزية للسيدات. وعندما قام الشعب بثورته عام 1919 اشتركت النساء مع الرجال في الريف بأعمال بطولية في مواجهة قوات الأحتلال، أما في المدينة فقد عقدت السيدات في مارس 1919 اجتماعاً بالكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية تم فيه أنتخاب اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات برئاسة هدي شعراوي وقمن بتنظيم مظاهرة صاخبة تعرضن فيها لرصاص المحتلين، وفي 13 ديسمبر 1919 عُقد اجتماع بنفس الكنيسة المرقسية حضرته أكثر من مائتين من السيدات المصريات من مسلمات وقبطيات للاحتجاج علي تشكيل يوسف وهبه للوزارة وقدوم لجنة ملنر وكان في مقدمتهن: هدي شعراوي، نبوية موسي، إستر فهمي ويصا. في 25 يوليو 1922 اعتقلت السلطات العسكرية في عهد وزارة ثروت أعضاء الوفد وهم: حمد الباسل، ويصا واصف، مرقس حنا، واصف بطرس غالي، علوي الجزار، جورج خياط، مراد الشريعي بتهمة طبع ونشر منشورات تحض علي كراهية واحتقار ملك إنجلترا وأيضاً إثارة الكراهية ضد النظام الذي وضعه الاحتلال. ثم في 11 أغسطس 1922 أصدرت المحكمة حكمها بإعدام المتهمين السبعة، وهنا بدأت خلايا السيدات ترسل خطابات تهديد باللغة الإنجليزية بالقتل إلي زوجات الوزراء إذا لم تتحسن معاملة المسجونين السبعة. وكانت السيدة إستر ويصا سكرتيرة اللجنة النسائية التي ترأسها صفية زغلول هي التي ترأس هذه الخلية، كما كانت تكتب رسائل بالإنجليزية إلي اللورد اللنبي تأييداً للكفاح الوطني المصري. جميع هذه الرسائل مازالت مودعة بدار الوثائق البريطانية بلندن. وفي 29 مايو 1923 أرسلت إستر ويصا رسالة إلي اللورد اللنبي تشكره علي ما لمسته من رغبة صادقة في الإفراج عن المسجونين السياسيين وطالبت باسم السيدات بضرورة الإفراج عن سعد زغلول. حضرت العديد من المؤتمرات النسائية الدولية منها: المؤتمر النسائي العاشر الذي عُقد في السوربون بباريس في 6 مايو 1926 بصحبة هدي شعراوي وسيزا نبراوي، ثم في عام 1935 حضرت المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر بمدينة أستانبول بتركيا وفيه تم اختيار هدي شعراوي نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي، كما حضرت مع نعيمة الأيوبي مؤتمر السلام العالمي ببلجيكا في الفترة 14 15 مايو 1938. كذلك سافرت عدة مرات إلي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإنجلترا في الفترة (1932 1957) علي نفقتها الخاصة للدعاية للقضايا المصرية. وفي عامي 1954، 1956 كانت تطوف أمريكا وتلقي محاضرات عن قضية فلسطين وضد العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر. وفي عام 1954 أثناء وجودها بأمريكا كتبت كتاباً بعنون (قلب العذراء) طبعته في الإسكندرية عام 1956 وترجمته للعربية عام 1979 . كانت عضواً بجمعية منع المُسكرات وجمعية العمل لمصر التي أسستها عام 1924، كما كانت رئيسة مجلس إدارة جمعية السيدات المسيحيات بالإسكندرية وعضو جمعية الهلال الأحمر. كان للجان التي اشتركت فيها دورها الكبير في الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، كما ساهمت بنصيب وافر في خدمة الفقراء واليتامي ملتحفة بشعار إنكار الذات. وفي أغسطس 1990 غادرت عالمنا الأرضي عن 95 عاماً لتسترح إلي الأبد من جهادها المتواصل. كنت أجد متعة فكرية حقيقية عندما كنت أجلس مع نجلها الأستاذ حنا فهمي ويصا بمنطقة الرمل بالإسكندرية نحو عام 1995 وهو يسرد لي قصة كفاح والدته، وقد سجل تاريخ الأسرة في كتابه الرائع (حدوته مصرية من أسيوط) بالإنجليزية ثم ترجمه للعربية بعد ذلك.