عرفت مصر العديد من الزعامات النسائية، إنهن نساء ناضلن من أجل الوطن وقضاياه المتعددة كما أنهن تبنين قضايا المرأة المصرية ومشكلاتها، ومن بين هؤلاء السيدات المناضلات يبرز أمامنا اسم السيدة إستر فهمى ويصا.. هى إستر أخنوخ فانوس، والتى تزوجت من فهمى ويصا (1885 1952م) عضو مجلس الشيوخ وعضو اللجنة المركزية للوفد، لتحمل اسمه بعد ذلك. كانت زعيمة ورائدة نسائية، كما كانت ناشطة سياسية، وكانت من المشتغلات بالعمل الاجتماعى. حيث لم تسمح إستر (1895 1990م) للدين أو النوع أن يعوقها عن الاندماج فى المجتمع المصرى، وكانت تعمل على تحقيق التفاهم والتقارب بين الأديان. اهتمت إستر ويصا بالكثير من قضايا المرأة ودافعت عن نهضتها وتطورها، وشاركت فى عدد من المؤتمرات النسائية الدولية، فى باريس وتركيا. تأثرت إستر كثيرا بالمجاهد الوطنى الكبير مكرم عبيد (1889 1961م)، أحد الذين شاركوا فى ثورة سنة 1919م، ومن ثم فقد شاركت فى الثورة، وساندت الحركة الوطنية المصرية بزعامة سعد زغلول (1959 1927م)، وساهمت فى دعوة الاتحاد بين الهلال والصليب. وكانت إستر تكتب رسائل بالإنجليزية إلى اللورد (اللنبى) المندوب السامى البريطانى تأييدا للكفاح الوطنى المصرى. ويُذكر أنه عند الاحتفال بمرور خمسين سنة على ثورة سنة 1919م كانت إستر واحدة من أربع زعيمات باقيات كرمهن الرئيس جمال عبدالناصر ومنحهن أوسمة. دعت إستر لاجتماع الكنيسة المرقسية سنة 1920م، لتأييد الحركة الوطنية المصرية. وتم انتخابها نائبة لرئيس لجنة الوفد المركزية النسائية التى كانت هدى شعراوى (1879 1947م) قد انتخبت رئيسة له. وقد اشتهرت إستر فهمى ويصا بأنها كانت تعبر عن رأيها فى صراحة وجرأة، فمع قيام ثورة 23 يوليو 1952م فإنها اتصلت باللواء محمد نجيب لتحتج على بعض مظاهر قانون الإصلاح الزراعى المقترح الذى تم تعديله تبعا لذلك. كما كتبت لعبدالناصر تحذره من خطورة تحويل مصر إلى دولة شيوعية. سافرت عدة مرات إلى إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية على نفقتها الخاصة للحديث عن مصر والقضية الفلسطينية، وكانت أهم رحلتين قامت بهما فى سنتى 1954م و1956م إلى أمريكا. اهتمت إستر فهمى ويصا بالعمل الاجتماعى فقد انتخبت سكرتيرة لجمعية (المرأة الجديدة) التى تألفت فى أبريل من سنة 1919م. ونشطت فى (جمعية الشابات المسيحية) من العشرينيات وحتى 1983م. كما نشطت فى (اللجنة الاجتماعية للصليب الأحمر) و(جمعية منع المسكرات) و(جمعية الهلال الأحمر). أقامت جمعية (العمل من أجل مصر) سنة 1924م وهى منظمة خيرية كانت تعلم التمريض والمهارات المنزلية للفتيات. ونظمت لمرات كثيرة عمليات دفع الكفالات لإطلاق المحبوسين، وكانت تجمع الأموال فى المناسبات لأعمال الخير.