أعقد حلفآ من دموع الفضيلة مع (المنفلوطي) واقتحم معه فراشات الاطفال ونغني بشفاههم التي تملؤها الازهار..آنذاك تأتيني رساله تأمرني بضرورة الاعتذار عن تجنيدي (للمنفلوطي..وحافظ ابراهيم) كآخر دمعه من دموع الفضيله تقود دبابه وتنتهك ميدان (ام البطل..والتحرير)ويهددنا بسوء العاقبه إذ لم نصح ..أطلق النار علي آخر حارس للتحرير أخيرا علي طرف دبابة يجلس فضيلة (المنفلوطي) وتجلس مصر تتحدث عن نفسها مع (حافظ ابراهيم) .. يجلسان يتأملان منفلوط وبقايا الفضيله تدوسها عجلات قطار العداله والأنوبيس المعمم (حافظ ابراهيم) يبكي دمآ عل انهار الدماء ويري النخيل يمتد إلي فراشات الاطفال الشهداء ويقبلهم ..يقترب منهم ..فيكسونه بأجنحتهم. الذين لا يهتمون بكراريس الشهداء الأطفال ..يكتبون مذكرات العادات السريه ويقتلون من يكتب عنهم. أين استقبال آخر صيحه لاستعدادات الحوادث بالوزرات والمستوي التعليمي المتميز ؟..أين أنفاس الدوية وعرق الأقراص ؟.. هل لم يتبق منها الا لبوسات( محمد محمود) الغازيه ؟ قابلنا المسيح أمام مدبح القطارات قبل فراره إلي تمثال عبد المنعم رياض البعض كان يحاول أن يلحق بالمسيح ..(البابا شنوده) مسه بالصليب الذهيي (الحسين) غرس في قلبه ورده ذابله وسبع شوكات .. (رابعه العدويه) ارتدت ثوبآ ابيض .. (الأم العذراء) أنتبهت إلي أصابع النوم وهي تفرك البركه وتعمد البابا الجديد .. المسيح يهرب قبل أن يغضب ..هل من أحد يقرأ العهد القديم ؟ (حافظ والمنفلوطي ) يفردان علي الصدر (نشيد الانشاد) (وسيدنا سليمان) يأمر الكرادله والجان ان يغادروا المقبره .. الكل باطل وقبض ريح البياده تهتف في وجه الشعراء الشهداء ايها الشاعر الوحش .. الأرض خلقت هكذا واسعه حمراء والسماء واسعه سوداء..هكذا أخبرنا الملائكه (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) (المنفلوطي) لم يندهش .. كان يعرف أن منزله في منفلوط وبيته في السماء المنفلوطي يهدينا شجرة التوت لنكسو بها ما تبقي من فضيله ..أنها السفينه العاليه والبرج العالي والمقصله العالية. (حافظ والمنفلوطي ) يتخلصان من ايام (السبت والاحد) ويتخلصان من شهر (نوفمبر) .. هل يتخلصان معه من (محمد محمود)الذي مازال يأمر بإقامة المدبح في كل يوم..أن يغفر لنا ففي كل سنه ؟ .. هل مازالت أصابعه علي أزرار الكوابيس ؟ .. (محمد محمود) يجلس القرفصاء أمام (حافظ والمنفلوطي) .. (محمد محمود ) يرفع قنديل البحر فوق رأسه، يرتجفان ولا يجدان احدآ من الاعداء .. يتسلقان شجرة التوت ويضعان الراس بين جذوعها يتدليان فهل يخافان ان يضغطا ثانية علي ذر الطرابيش والكوابيس النجارون يعدون التوابيت لابناء المنفلوطي .. والحفارون يبحثون عن مكان خال من الموت يصلح لورده وفراشه لطفل الأطفال يحاولون أن يساعدوا أرواحنا علي الهدوء .. المسيح يؤلف التراتيل الجامحه البائسه ..والشعراء يتلقون التعازي ويكتبون المرثيات .. والشمس تبتئس وتغادر المكان .. والليل بجسمه الثقيل يسقط علي الارض ويخلع نفسه عن الوقت.. هل يستطيع احد ان يخلع الصعيد .. حضارات (رمسيس) و(عبد الناصر) عن جذورهم في جذورنا. قوموا من الموت علي طرف دبابه ..قوموا لشوارع منفلوط وأسيوط واحضنوا أمامك أم البطل ..قوموا في صعود التراتيل في أفواه الملائكه قوموا قبل أن تصبح الطيور الورقيه أضيق من بيادات الجنود قوموا قبل ان يعبئوا بقايا الهواء الشهيد في مواسير غازات محمد محمود ومواسير المجاري وسماد منقباد (المنفلوطي وحافظ) يتمددان علي الأرض الحمراء .. يحضنان كراريس الخط (لمحمد وهشام ومحمود)والشعر الملطخ بالدم يكتب (ولكم في القصاص حياه يا أولي الألباب).. فاين متعة الشهداء بصحوة الثوار ؟