الرعب يرتسم علي وجوه بريئة.. الصراخ ينطلق من حناجر ضعيفة.. خوف يمزق قلوبا صغيرة.. الموت يداهم ملائكة كالطوفان الرهيب وينتزع مستقبل أكثر من خمسين طفلا كان من الممكن أن يكون جميلاً!.. هذا هو الكابوس الذي استيقظنا عليه صباح السبت الماضي مذعورين.. غير مصدقين أن هذا قد حدث بالفعل!. أحمد .. محمد .. محمود ثلاثة أطفال أشقاء من أسرة واحدة خطفهم الموت ليحيل حياة أبويهم إلي جحيم وأي جحيم! شيماء وأحمد شقيقان آخران من ضحايا حافلة العبث. حادث هز قلب مصر وأبكاها ، استدعي من الذاكرة حادثا آخر راح ضحيته أطفال أبرياء في مدرسة بحر البقر. حادث اهتز له ضمير العالم وكتب شاعرنا القدير صلاح جاهين عنه أجمل قصائده (الدرس انتهي لموا الكراريس.. ايه رأيك في البقع الحمرا .. يا ضمير العالم يا عزيزي .. دي لطفلة مصرية وسمرا .. كانت من أشطر تلاميذي.. دمها راسم زهرة.. راسم راية ثورة.. راسم وجه مؤامرة .. راسم خلق جبارة.. راسم نار.. راسم عار.. ع الصهيونية والاستعمار.. والدنيا اللي عليهم صابرة). والآن ماذا كان سيكتب صلاح جاهين عن النار والعار ولمن كان سيوجه كلماته التي أيقظت ضمير العالم عندما قصفت طائرات اسرائيل مدرسة بحر البقر وتسببت في مذبحة إنسانية رهيبة بقتل أطفال أبرياء تناثرت دماؤهم علي ورق الكراريس. هل كان سيوجهها إلي الحكومة المسئولة عن أمن وحماية أطفال مصريين في طريقهم إلي مدرستهم ؟ هل كان سيوجه كلماته إلي رئيس الدولة المسئول سياسياً عن كل المواطنين؟ هل كان سيوجهها إلي هذا التخاذل والترهل والإهمال الجسيم الذي تسبب في تلك المجزرة الجديدة؟. أتصور أن هذا الحادث لو وقع في اليابان لقرأنا خبر انتحار كل وزراء الحكومة بقيادة رئيسهم إحساساً منهم بالذنب واعترافاً منهم بالتقصير الجسيم. أقل ما نطالب به الرئيس مرسي الآن وليس غداً هو إقالة حكومة هشام قنديل المسئولة أمام الشعب عن الحادث المريع.والمطلب الثاني هو تشكيل لجنة فنية علي أعلي مستوي من الخبراء لوضع خطة شاملة وفورية لتجنب مثل هذه الكوارث المخزية. سيدي الرئيس لو استمر تعاملنا مع الأزمات والكوارث بنفس الطريقة القديمة التي لم تتغير للأسف فسوف نظل نستيقظ كل يوم علي كارثة جديدة في مكان مختلف . تحرك يا دكتور مرسي .. و غيّر مصر.