كونراد هيلتون هيلتون.. هذا الاسم الشهير لسلسلة فنادق عالمية مرموقة لمؤسسه كونراد هيلتون، له قصة طريفة عند بداية تأسيسه. شكلت تاريخ هذه السلاسل؛ صدفة عجيبة فقد بدأت هذه السلسة عام 1919 عندما كان كونراد هيلتون وهو عضو هيئة تشريع في ولاية كاليفورنيا، يحلم بأن يستثمر أمواله في بنك حتي يدر عليه أموالا طائلة. وأثناء وجوده في تكساس لبدء رحلة تحقيق حلمه من هناك ذهب إلي أحد الفنادق للمبيت فيها، فلم يجد لنفسه مكانا حيث كانت جميع الغرف محجوزة فغضب كونراد كثيرا بالإضافة إلي معاملة الفندق السيئة له. فقرر في تلك الليلة أن يستثمر أمواله في مجال الفنادق بدلا من المصرف فما كان منه أن اقترض مبلغ 15 ألف دولار من أحد أصدقائه بالإضافة إلى اقتراض مبلغ 20 ألف دولار من أحد البنوك واشترى أول فندق له بمدينة سيسكو بالولايات المتحدةالأمريكية. وهكذا تحول كونراد من مجال الاستثمار في بنك الي إدارة الفنادق التي برع وتألق فيها، ولم تمض عشر سنوات حتى وكان كونراد يمتلك سبعة فنادق في تكساس وهى نفس الولاية الذي رفض أحد فنادقها استقباله في يوم من الأيام. ومع قدوم عام 1943 كان اسم هيلتون يطوف حول العالم فمع إنشائه لفنادق هيلتون قام بإدارة بعض الفنادق الشهيرة مثلا فندق بلازا وفندق روزفلت في نيويورك وكان هيلتون يختار الأماكن الساحلية المميزة التي تطل على مواقع فريدة من نوعها. وفي موقع متميز مطل على النيل بقلب القاهرة قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بافتتاح فندق النيل هيلتون وذلك عام 1959. تم بناء الفندق في هذا الموقع بعدما تم هدم قصر النيل الذي كان مقرا للجيش البريطاني وجنوده كما كانت تضم المنطقة أيضا المدرسة الحربية الذي أنشأها الخديوي سعيد. ظل فندق النيل هيلتون منذ إنشائه قبلة أنظار نجوم السينما العالمية والقادة السياسيين والأمراء من جميع دول العالم، حتى أن إدارة الفندق حرصت على تعليق صور لأشهر الفنانين المصريين والعالميين الذين اعتادوا على ارتياد الفندق الشهير في قلب القاهرة. وفى عام 1970 شهد الفندق انعقاد واحد من أشهر مؤتمرات القمة العربية والذي خصص لفض الاشتباك بين الملك حسين، ملك المملكة الأردنية الأسبق، وكان الرئيس الراحل مقيما بالفندق طوال مدة انعقاد المؤتمر.
وقد تعرض الفندق بعد افتتاحه بأيام قليلة لموقف محرج حيث أقامت إحدى الجمعيات الخيرية حفل عشاء كبيرا في الفندق، وكان الحفل يضم كبار الشخصيات العربية والأجنبية.
وفجأة تعطل المخبز الأوتوماتيكي، ولم ينتظر رئيس الطباخين وقتها، ويدعى "فرج حسني" حتى يتم إصلاح المخبز؛ فأمر بشراء كل ما يمكن العثور عليه من الخبز من المخابز القريبة من ميدان التحرير، وبالفعل ذهب مساعدو الطباخ، وانتشروا في جميع أرجاء الأماكن المجاورة للفندق حتى تم جلب الكمية المطلوبة في وقت قياسي، وبذلك قام رئيس الطباخين ومساعدوه بإنقاذ الفندق من الحرج، وكان لا يفصل عن ميعاد العشاء إلا ربع ساعة فقط. مجلة أخر ساعة: 18 مارس 1959