أسرة الشهيد تحمل صورته يتسابق أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية للحفاظ علي أرض الوطن وحماية أمنه ورفع رايته وصنعوا بطولات تاريخية خالدة في مواجهه الإرهاب الأسود من أجل أن تظل أشعة الشمس ساطعة واقوي من كل الغيوم وستظل تلك البطولات التي يسطرها الشهداء نبراسا للأجيال القادمة. من بين هؤلاء الأبطال الرائد هشام محمد السيد عبدالعال 34عاما ابن قرية الديدامون مركز فاقوس بمحافظة الشرقية والذي استشهد يوم 29يناير 2015أثر إصابته برصاصات غادرة اثناء تصديه للهجوم الارهابي علي كتيبته العسكرية الكائنة بالعريش. وتقول والدة الشهيد فهيمة محمد السيد باشا 66عاما مدير عام بالتربية والتعليم بالمعاش أن الشهيد هو أصغر أبنائي وله شقيقان العقيد هيثم 40عاما ضابط بالقوات الجوية والدكتور هاني 37عاما طبيب بمستشفي الإسماعيلية العام وكان يتمني منذ نعومة أظافره أن يكون ضابطا بالقوات المسلحة مثل والده اللواء بالجيش المصري والذي يتخذه مثله الاعلي في حياته. وكان يرتدي الزي العسكري وعمره لا يتجاوز ال 6سنوات وظل حلم التحاقه بالكلية الحربية يراوده لحين حصوله علي الثانوية العامة حيث سارع بتقديم أوراقه للكلية الحربية برغم أن مجموعه كان يؤهله للالتحاق بإحدي كليات القمة واجتاز جميع الاختبارات وتم قبوله بالكلية الحربية عام 1997وتخرج في شهر يونيو عام 2000وتم توزيعه علي سلاح المشاة بالمنطقة الغربية واستمر بها لمدة 6 أعوام ثم انتقل الي قوات الحرس الجمهوري واستمر بها لمدة 4سنوات وأثناء ذلك حصل علي فرقة القادة والاركان وتم توزيعه علي الجيش الثاني الميداني حيث اشترك في تأمين الجبهة الداخلية لمحافظات الإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء وعقب ذلك تم نقله إلي مدينة العريش ليتولي رئاسة عمليات بالكتيبة 101واخفي علينا خبر نقله إلي سيناء حتي لا نعيش في قلق. وعندما كان يشتري الحلوي لنا من العريش كان يقوم بتفريغها في طبق زجاجي ويمزق الكرتونة المدون عليها اسم حلواني العريش . وتلتقط انفاسها وتقول إن شقيقه الاكبر علم بتواجده في شمال سيناء وحاول اقناعه للسعي للانتقال من سيناء إلا أنه كان يرفض بشدة ويقول أنا لست أقل من زملائي الذين دفعوا حياتهم وارواحهم فداء للوطن وأنه في مهمة وطنية ومستقبل مصر مرهون بما يقدمه هو وزملاؤه من جهد وتضحية . وتستطرد قائلة إن نجلي الشهيد لم يكن يهاب الموت وكان دائما يقول لي إن رائحة الموت تنبعث من حولي وكان مجهزاً نفسه له وكان لديه إحساس بأن ايام عمره معدودة وانه سيموت قريبا وكان منتظراً الشهادة بين يوم وآخر. وتنهمر دموعها وتقول إن الشهيد ابن موت حيث كان يتسم بالتسامح والطيبة والتدين والعطف علي الفقراء وكان بارا بوالديه حريصا علي صلة الرحم لا يقبل اي شئ من غير حقه. واضافت أنه يوم الحادث كان نجلي الشهيد في إجازة مع اسرته وفجأة قطع إجازته وقرر السفر إلي الكتيبة لإنهاء بعض الأعمال الهامة والمطلوبة منه وبعد ساعات قليلة من وصوله وقع الهجوم الارهابي علي الكتيبة واستشهد مع عدد من زملائه وقد احتسبته شهيدا عند الله وربنا يجمعنا معه في الجنة ويكون شفيعا لنا يوم الحساب . وتلتقط انفاسها وتقول لقد حرصت علي رؤية نجلي قبل وداعه الي مثواه الاخير فوجدت وجهه كالبدر المنور والابتسامة مرسومة عليه فتماسكت ولم احاول الصراخ والعويل وقبلت جبينه وقلت له متزعلش يا ابني انت اخذت عمرك ولم ينقص شئ من رزقك واستودعتك شهيدا عند الله وطلبت من النسوة اللاتي حضرن لوداع نجلي الشهيد أن يطلقن الزغاريد وكان موكب تشييع جثمانه بمثواه الاخير اشبه بالعرس الجماعي . وأشارت إلي أنها طلبت من احفادها عدم التحدث مع والديهما بكلمة بابا حفاظا علي مشاعر أولاد الشهيد . وتقول إن الدولة لا تنسي أبناءها حيث تم إطلاق اسم الشهيد علي المدرسة الابتدائية بفاقوس ووفرت فرصة حج لها وكذلك فرصة عمل لزوجة الشهيد الحاصلة علي ليسانس الحقوق. كما تم تكريمهم في العديد من المناسبات . وتقول زوجة الشهيد شيرين عبداللطيف عبدالرحمن 30عاما محامية في مجلس مدينة فاقوس لقد تقدم الشهيد لخطبتي في شهر يناير 2011وتزوجنا بعد 5أشهر فقط ورزقنا الله بطفلين معاذ وحمزة وكان الشهيد حنونا طيب القلب بشوشا هادئ الطباع وشجاعا لايخاف إلا الله متواضعا شعلة من النشاط متدينا حريصا علي قراءة القرآن الكريم والأوراد في الصباح وكان وطنيا حتي النخاع وعاشقا لوطنة وترابه منهم لله القتلة ما ذنب اطفاله أن يعيشوا بلا أب لم يتبق منه سوي لقطات مسجلة أو مصورة ربنا ينتقم منهم في أعز ما لديهم .