الشرقية - سناء عنان: ستظل قصص البطولة التي سطرها شهداء القوات المسلحة والشرطة نبراسا للأجيال القادمة حيث إنها تروي حكايات حرب الأبطال ضد الإرهاب الأسود وخفافيش الظلام الذين لا هدف لهم سوي النيل من امن واستقرار الوطن. من بين هؤلاء الأبطال النقيب مهندس أحمد محمد غنيم عمار 25 عاما ابن مدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية والذي استشهد يوم 11 أكتوبر من العام الحالي برصاصات غادرة أطلقها عليه قناص إرهابي أثناء قيامه بتأدية عمله في إبطال مفعول العبوات الناسفة بمنطقة رفح. تقول والدة الشهيد عواطف سالم بيومي 64عاما بالتربية والتعليم بالمعاش إن الشهيد هو اصغر أبنائي وله 5 شقيقات هن هناء ورشا وأسماء ووفاء ودعاء وقد توفي والده وعمره 5 سنوات وكان نابغا منذ نعومة أظافره وحصل علي الثانوية العامة عام 2009 بمجموع كبير والتحق بكلية الهندسة وعندما حصل علي درجة البكالوريوس عام 2014 فجر لنا مفاجأة من العيار الثقيل وهي التحاقه بالكلية الحربية لكي يحقق حلمه بارتداء الزي العسكري ولينضم إلي كتائب الرجال التي تدافع عن أرض الوطن ضد الإرهاب الأسود وحاولت إقناعه بالعدول عن قراره لأنه السند الوحيد لي ولاخواته البنات إلا أنه رفض قائلا لي سلميها لله يا أمي الاعمار بيد الله.. وتنخرط في البكاء وتقول بعد تخرجه في الكلية الحربية تم توزيعه علي سلاح المهندسين بالجيش الثاني الميداني بالاسماعيلية وبعد مرور شهور قليلة تقدم بطلب لقائده لنقله إلي شمال سيناء ليشارك زملاءه حربهم ضد الإرهاب بتدمير وإبطال العبوات الناسفة التي كان الإرهابيون يقومون بزراعتها في طريق قوات العملية الشاملة وتنهمر دموعها وتقول لقد اخفي الشهيد علينا خبر نقله إلي شمال سيناء وعلمت ذلك بالصدفة من أحد زملائه وحاولت إقناعه بالسعي للنقل من شمال سيناء إلا أنه رفض قائلا أنا لست أقل من زملائي الذين يدافعون عن أرض الوطن. وتجهش في البكاء وتقول منهم لله القتلة ربنا ينتقم منهم ويحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم وقد احتسبت نجلي شهيدا عند الله ويكفيني فخرا أنني أم الشهيد وانني قدمت أغلي شئ في حياتي هدية لمصر. وتلتقط أم الشهيد أنفاسها وتقول إن أحد زملاء الشهيد روي لها أنه عقب اصابته برصاصة من قناص إرهابي نطق الشهادة 3 مرات وختم سورة ياسين أثناء نقله لمستشفي العريش ثم فاضت روحه لبارئها. وأوضحت أن الدولة لم تنسهم حيث تم إطلاق اسم الشهيد علي المدرسة الثانوية بمدينة مشتول السوق وسوف تتيح لي ولزوجته فرصة أداء فريضة الحج في الموسم القادم.. وتقول زوجه الشهيد أسماء محمد محمود 23 عاما حاصلة علي بكالوريوس العلوم ولا تعمل لقد تقدم الشهيد لخطبتي في شهر أكتوبر من عام 2015 وبعد مرور عام ونصف العام وبالتحديد في شهر أبريل عام 2017 تم زواجنا ورزقنا الله بطفل جميل سميناه (محمد) وتنخرط في البكاء وتقول لقد كان الشهيد طيب القلب حنونا بشوشا متواضعا دمث الخلق طموحا شعلة من النشاط بارا بوالدته متدينا حريصا علي قراءة الاذكار والاوردة والآيات القرآنية في الصباح والمساء ويجيد حفظ كتاب الله وكان حريصا علي زيارة قبر والده يوميا خلال فترة إجازته وكان شجاعا لا يخاف غير الله ودائما يرفض ارتداء القناع الأسود والملابس الواقية من الرصاص ويتسابق مع زملائه لإبطال مفعول العبوات الناسفة لحماية رجال القوات المسلحة والشرطة من غدر الإرهاب الذي لا دين له ولا ملة وكان دائما يقول لي أنا في مهمة وطنية ومستقبل مصر مرهون بما يقدمه زملاؤه من جهد وتضحية في الحرب ضد الإرهاب. وتنهمر دموعها وتقول منهم لله القتلة معدومي الضمير ما ذنب طفله الرضيع البالغ عمره 8 أشهر أن يعيش بلا أب لم يتبق منه سوي لقطات مصورة أو مسجلة ربنا ينتقم منهم. وتلتقط أنفاسها وتقول لقد كان الشهيد يتمني الشهادة ومنذ التحاقه بالكلية الحربية دون علي صفحته علي الفيسبوك (مشروع شهيد) وأنه قبل استشهاده بساعات قليلة اتصل بي هاتفيا وأخذ يداعب طفله أكثر من ربع ساعة عبر كاميرا الهاتف وطلب مني انتظار عودته لشراء الملابس الشتوية لطفلنا الصغير ولم يكن يعلم أنها المكالمة الأخيرة بيننا وأنه سيعود إلي مسقط رأسه ملفوفا بعلم مصر.