حياة زوجية مليئة بالاوجاع والدموع والحزن المستمر, بسبب جريمة مشروعة قد تحدث فى اليوم آلاف المرات، ويتجرع أصحابها من النساء الضحايا الكثير من المعاناة التى لايشعر بها أحدا سوى من ذاق مرارتها, عندما ترفض الزوجة العلاقة الحميمة، فى وقت معين، ويجبرها الزوج على ذلك، فهى جريمة بكل المقاييس وللاسف الشديد لايوجد قانون أو رادع لهذه المأساة حتى الان, خاصة اذا ما صاحبها عنف أو كانت تحت التهديد، لذلك قامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية بتدشين حملة بعنوان "مش بالعافية" تناهض بها جريمة الاغتصاب الزوجي التى تعتبر شكلا من أشكال العنف المسكوت عنه ضد النساء! الدكتورة عزة سليم رئيس مؤسسة قضايا المرأة, معنية بهذه الحملة، قالت في البداية، "الفكرة جاءت من منطلق أن مؤسسة قضايا المرأة تقدم فى الاساس مساندة وخدمات ودعم لكل امرأة مصرية وبجميع الاشكال المختلفة ومن الملاحظة المستمرة تبين ان هناك عدد كبير للغاية من الشكاوى الخاصة بالنساء بسبب العنف الزوجي ولاحظنا أيضا ان كثيرا من النساء تعانى من أضرار وأوجاع خاصة اذا تمت هذه الجريمة "الاغتصاب الزوجى " دون موافقتهن أو اذا مارسها الزوج بطريقة وحشية وبأبشع الصور, وهناك من أكدوا لنا بالفعل أنهن فكرن بالانتحار أكثر من مرة للتخلص من هذة الكارثة. هناك من يقول بأنه طالما أستسلمت الزوجة فى النهاية، فهذا لايعتبر أغتصاب؟!..هذا الكلام غير صحيح لان ببساطة التعريف الدولي للاغتصاب الزوجي يتمثل فى معاشرة النساء جبرا, وبالتالي يعتبر اغتصاب وحشي, ومن الناحية القانونية تعرف المحكمة الجنائية الدولية الاغتصاب فى مادتها السابعة على أنه "انتهاك بدني ذو طبيعة جنسية ترتكب بحق شخص فى ظروف قهرية" وفى الحالة التى تستسلم فيها الزوجة قهريا تشعر انها عديمة القيمة والاهمية بل ويصل معها الامر لاخطر من ذلك سواء بمشاعر سلبية أو بأفكار كالانتحار مثلا وهذا الشىء شديد الخطورة. هل هناك أحصائيات دقيقة لجرائم الاغتصاب الزوجي فى مصر؟.. للاسف الشديد لاتوجد أرقام محددة أو دقيقة لهذه الجريمة، وفى الغالب يعود السبب لخجل النساء خاصة ان مثل هذه الحالات تعتبر لدى البعض منهن شديدة الخصوصية ونحن نعلم جيدا ان أغلب حالات الطلاق والخلع قد يكون سببها الرئيسي العنف الجنسى الممارس ضد الزوجات, لكن تقرير الصحة العالمى الذى أجري فى عدة دول من بينهما مصر أكد أن 35% من النساء يتعرضن للعنف الجسدى بمختلف انواعه من أزواجهن. هل هناك برنامج محدد لحملة "مش بالعافية" ؟, نعم برنامج الحملة يتلخص فى التحليل النفسي والاحتماعي المترتب على هذا النوع من العنف الجنسي ضد الزوجات, التركيز على نظرة الشرائع السماوية للعلاقة الحميمة بين الزوجين, الاتفاقيات الدولية وأليات الحماية, الرؤية القانونية لتوفير الحماية للنساء اللاتى تعرضن بالفعل لهذه الجريمة البشعة..أما مطالب الحملة تتلخص فى تشريع صريح وواضح وعاجل أيضا لمناهضة العنف الأسري بمختلف أشكالة ومن السهل جدا اثبات هذه النوعية من الجرائم من خلال وجود سحجات فى تلك المنطقة الحساسة أو وجود جروح أو أصابات أعلى الفخذ أو على الظهر نتيجة طرحها على الارض مثلا مع العلم أن هناك الكثير من البلاد تعاقب بالفعل على هذه الجريمة. وهم اثبات الرجولة! دكتورة عطيات الصادق أستشاري العلاقات الأسرية والزوجية تقول: هي بالفعل جريمة بشعة تعاني منها النساء بشكل مختلف وبطريقة مختلفة ولكن فى النهاية الجرح واحد والحقيقة ان فكرة الزواج هى المشاركة والرضا والقبول بين الطرفين فى جميع مجالات الحياة فما بالنا بأهم شىء وهو الرباط المقدس بالنسبة للمرأة، الزواج يمثل لها فى الغالب الحماية والامان والاحترام وتعرضها لمثل هذه الافعال الشاذة يجعلها عرضة للاكتئاب المزمن والتفكير فى الانتحار والتخلص من الحياة، أما الزوج الذى أعتاد على ممارسة تلك الافعال الشاذة فهو فى الغالب يريد أن يثبت رجولته للمرأة وهو في الحقيقة انعكاس على ضعفه فى أمور أخرى تتعلق مثلا بالعامل المادي بمعنى عدم قدرته على تلبية الاحتياجات الضرورية للبيت.