بنفيكا عرضت عليه الاحتراف.. ورفض من أجل الأهلي

.. ورحل هيكل أسطورة حراس المرمي

توفي أسطورة مصر والأهلي عادل هيكل عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، بعد أن حرس مرمي الأهلي بين عامي 1955 و1969، انضم هيكل لناشئي الأهلي عام 1947 ووقف أسفل خشبات مرمي الأهلي وكان عمره وقتها 13 عاماً.
وحصد الكثير من البطولات الدولية مع المنتخب والكثير من البطولات المحلية مع الأهلي. واعتزل في عام 1969 بعد إصابته بخلع في الكتف الأيمن. وتوج هيكل ب 10 بطولات للدوري مع الأهلي و6 بطولات كأس مصر، بجانب تتويجه مع المنتخب بكأس أمم أفريقيا 1959، والتي اختير فيها كأفضل حارس مرمي.
موهبة منذ الصغر
ولد الراحل في 23 مارس 1934 بالقاهرة اسمه بالكامل محمد أحمد عادل هيكل، التحق بروضة قصر الدوبارة ثم بالجيزة الثانوية ثم المعهد العلمي ثم السعدية الثانوية ثم تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1967 وقد عمل بالصحافة بمجلة الجيل الجديد ومجلة الأنوار اللبنانية وجريدة الوفد وذلك بدون مقابل.
مارس هيكل كرة القدم في مدرستي الجيزة الثانوية والسعدية وبرز بشدة في حراسة المرمي وعندما شاهده مدرب الناشئين في الأهلي حسين كامل ضمه لناشئي النادي عام 1947 وكان عمره 13 عاماً ولسوء حظه أصيب بكسر مضاعف في ذراعه الأيمن وتولي الأهلي رعايته وعالجه الدكتور عبد الحي الشرقاوي ثم عاد هيكل للملاعب ولكن أصيب بمرض التيفود بعد ستة أشهر وكان الفنان نجيب الريحاني قد أصيب من قبل بهذا المرض وتوفي بعد أن تأخر الدواء الذي كان قد طلبه الدكتور المعالج للريحاني من أمريكا.
أزمة صحية
وتدهورت صحة عادل هيكل ولكن والدته قامت بشراء هذا الدواء الذي كان مخصصاً لعلاج نجيب الريحاني وتماثل هيكل للشفاء، عاد هيكل للأهلي بعد تماثله للشفاء ولعب مع فريق الأشبال لمدة عامين وفاز معه بالبطولة ولم تهتز شباكه بأي هدف كما حصل علي كأس أحسن حارس مرمي في بطولة سداسيات الزراعة والتي أشركت بها جميع المدارس والجامعات واختاره المدرب بروشتش مدرب مصر ضمن الفريق الممثل لمصر.
بداية التألق
كانت بداية هيكل صعبة أمام فريق الترسانة حين أقترح مختار التتش أن يشارك هيكل لأول مرة مع الفريق الأول ولسوء حظه خسر الأهلي بنتيجة 6-2، وفكر هيكل في عدم العودة لكرة القدم مرة أخري وأعتبر نفسه مسئولاً عن هذه النتيجة وبعد المباراة أنتظره مختار التتش في حديقة النادي وقال له: أنت ستكون أفضل حارس مرمي في مصر، ولعب هيكل في مباراة ألترام الثانية وكان هذا الفريق من أصعب الفرق التي تواجه الأهلي بالرغم من خسارته من أكثر فرق الدوري، وبدأت المباراة ولكن أهتزت شباكه بهدفين وقبل إنتهاء المباراة سمع صوت أحد المشجعين المتعصبين يهدده قائلا: (لو الأهلي خسر هقتلك دي أول مرة الأهلي يدخل فيه 8 أجوال في أسبوع، ولكن نجح الأهلي في إحراز التعادل، ثم تفاني هيكل في التدريب بجدية حيث كان أمامه حراس عظماء في حجم براسكوس وعبد الجليل وكاتو حتي لقب بالحارس الطائر لقفزاته العالمية وقدرته الفائقة علي السيطرة علي الكرة داخل منطقة الجزاء.
مباراة بنفيكا
من أبرز المباريات التي خاضها هيكل مباراة بنفيكا الشهيرة التي خاضها الأهلي عام 1963 وفاز بها الأهلي 3-2، وكان فريق بنفيكا في هذا الوقت بطل أوروبا وكان يضم نجوما كبارا منهم إيزيبيو هداف كأس العالم 1966 الذي أشاد به لتألقه الشديد ومنعه من إحراز الأهداف، ولعب أيضا أمام برشلونة وودو كلا براخ وفاز الأهلي 1-0 وكان هيكل نجم المباراة، وأيضا أمام ردستار أليو غسلافي وفلومينزا البرازيلي وإيرابواتو بطل المكسيك.
ومع تألقه عرض مدير بنفيكا علي سكرتير الأهلي محمود ضم هيكل بمبلغ 50 ألف دولار مقابل التخلي عنه، كما تلقي من أندية أخري مثل جلطة سراي والذي عرض عليه الحصول علي الجنسية التركية ولكن هيكل فضل البقاء في الأهلي ومصر ورفض العروض الكبيرة المغرية بشدة في ذلك الوقت، ونال هيكل إعجاب المدرب البرازيلي فيولا الذي اعتبره أحد أفضل الحراس العالميين مبديا استعداده لضمه إلي فريق عالمي لو أراد هو ذلك مشيدا بقدراته.
هيكل والمنتخب
لعب هيكل أمام منتخب إيطاليا في دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1957 بإيطاليا ببسكارة حيث كان إحتياطيا للحارس براسكوس (اليوناني الأصل) شارك في المباراة بعد إصابة الحارس براسكوس وتألق هيكل بشدة ثم لعب المباراة الثانية أساسيا أمام تركيا بإسطنبول كما لعب مباراة كبيرة أمام منتخب تشيكو سلوفاكيا (الذي لعب المباراة النهائية ضد البرازيل في كأس العالم 1962 بتشيلي)
التمثيل والاعتزال
وأصيب هيكل بخلع في كتفه الأيمن فاضطر لاعتزال حراسة المرمي بالرغم من محاولاته للعودة ولكن أنهي مسيرته الرياضية الناجحة عام 1969.
قام عادل هيكل بالتمثيل في ثلاثة أفلام هي إشاعة حب عام 1960 مع الفنانين يوسف وهبي، وعمر الشريف، وسعاد حسني، ومذكرات تلميذة عام 1962 مع الفنانين أحمد رمزي، ونادية لطفي، وحسن يوسف، وحديث المدينة عام 1964 مع الفنانين سميرة أحمد، وشويكار.