وهو يحتفل بيوبيله الذهبي ومرور خمسين عاما علي إنشائه يستعد معرض القاهرة الدولي للكتاب للانتقال من مكانه الذي اعتاد عليه رواده منذ سنوات بأرض المعارض الدولية بمدينة نصر إلي مركز المعارض بالتجمع الخامس مما يثير مخاوف البعض ويقلق عددا من الناشرين وهذا ما دعانا إلي البحث عن إجابات قد تزيل مخاوف القلقين لدي المسئولين والمتخصصين والقريبين من حدث انتقال معرض الكتاب في رحلته الثالثة منذ إنشائه. في البداية يقول محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب: في عام 2010 كان من المفترض أن تقوم الدولة بإعادة بناء سرايات المعرض حتي يبدو شكله حضاريا يليق باسم مصر أمام بلاد العالم، حيث جري هدم السرايات القديمة، وقبل بناء أجنحة جديدة حدثت ثورة يناير، وتوقف المشروع، ومع ذلك انطلقت دورة عام 2012 حيث أقيمت علي أرض مدمرة لا توجد بها خدمات تساعد الرواد، وأصبح المعرض منطقة عشوائية وغير حضارية، وكان يجب الانتقال إلي أرض المعارض بالتجمع الخامس، حتي يأخذ المعرض شكلا لائقا مثل باقي المعارض الدولية في البلاد الأخري، وأري أنه لا توجد أزمة في انتقال المعرض، أثناء انتقال المعرض من الأوبرا إلي مدينة نصر منذ سنوات، كان الرواد والناشرون ينتابهم نفس الشعور بالقلق والخوف مثلما يحدث الآن، وماذا حدث بعد ذلك؟، أصبح الذهاب إلي معرض الكتاب أمرا عاديا، وهو نفس الأمر الذي حدث لمعارض دولية مثل معرض أبو ظبي. ويقول سعيد عبده القائم بأعمال رئيس اتحاد الناشرين المصريين: دعنا نرجع قليلا إلي الوراء حيث كان معرض الكتاب يقام علي أرض الجزيرة بالأوبرا، وكانت دور النشر بأكملها تعرض داخل سراي واحدة، وبعد بناء أرض المعارض بمدينة نصر وتجهيز أكثر من سراي علي أرض واسعة، كانت هناك انتقادات عن بعد المكان، وبعد ذلك أصبح الذهاب إلي مدينة نصر أمرا سهلا، وبعد إعلان انتقال المعرض إلي التجمع الخامس، بعض الناس هاجمت القرار بسبب بعد المكان عن وسط القاهرة كأن التاريخ يعيد نفسه، ولابد أن تنطلق دورة المعرض الجديدة من التجمع الخامس لعدة أسباب وهي: أن بعض دور النشر كانت تضطر إلي عرض إصداراتها في العراء بعد هدم بعض السرايات، وإضافة إلي أن عددا كبيرا من السرايات جري بناؤها في خيم مما يجعل المكان غير آمن، مثلما حدث في المعرض الأخير حين سقطت الأمطار مما أدي إلي غرق عدد كبير من كتب دور النشر وأتلفها، وإلي جانب أن هذا العام سيحتفل معرض الكتاب بيوبيله الذهبي، علاوة علي أن أرض معارض التجمع الخامس مجهزة بسرايات فخمة، وخدمات تستطيع أن تساعد الرواد. ويقول الناشر شريف بكر عضو اللجنة العليا لمعرض الكتاب : المخاوف التي تقلق الناشر من سبب الانتقال هي المواصلات هل ستتوافر؟ حيث إن المسافة بعيدة عن وسط المدينة، خاصة لا يوجد خط مترو أنفاق، وهي وسيلة سهلت انتقال الرواد إلي المعرض بمدينة نصر، مما حقق زيادة ملحوظة في نسبة الإقبال وعدد الزائرين. وأتذكر أثناء انتقال معرض الكتاب من الأوبرا إلي مدينة نصر، استغرق الرواد وقتا حتي أدركوا أن المعرض أصبح لديه مقر جديد، وقد زاد الإقبال علي معرض الكتاب بمدينة نصر بعد مرور خمس سنوات من انتقاله، وأيضا هناك قلق مصير سور الأزبكية في ضوء الوضع الجديد، وهل سيتم تقليص مساحات بعض أجنحة دور النشر، وبالأخص تلك الدور التي تشيد »هنجر»، حيث كان يجب علي وزارة الثقافة تنبيه دور النشر مبكرا. أما الناشر محمد البعلي فيقول: أري أن خطوة نقل المعرض من مدينة نصر إلي مركز المعارض الجديد بالتجمع الخامس هي قفزة كبيرة، ولكن إلي المجهول، لأن معرض القاهرة يعتمد علي البيع المباشر للجمهور، وليس معروفا كيف سيكون الإقبال علي الموقع الجديد الذي يبعد كثيرا عن مركز المدينة، وعن خطوط المواصلات العامة الرئيسية، ولكن هذه ليست المرة الأولي التي ينتقل فيها المعرض من موقع إلي آخر، فقد كان سابقاً في منطقة الجزيرة ثم انتقل إلي مدينة نصر، والآن يتنقل مجددا، ويظل ضعف الإقبال هو القلق الأساسي للناشرين.