بكل الثقة وقفت كل من غادة وياسمين.. أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة لعرض مشروعهما ومبادرتهما عن مدينة الأقصر.. استمع الرئيس باهتمام كعادته مع شبابنا.. ثم أعلن عن تبني الدولة ممثلة في وزارة الدفاع لهذا المشروع وأن يتم تعميمه علي مصر كلها تحت إشرافهما. القصة بدأت بحلم صغير لتجديد الهوية الثقافية لمدينة الأقصر وعمل بوابة إلكترونية للتعريف بها ولوجو يعرف من يراه أنه يمثل المدينة العريقة ويصبح كماركة مسجلة لها.. فقد تم تصميم شعار لها حينما تراه تعرف أنه يعبر عن هوية بلد وعن شخصيتها ونقطة قوتها وثقافتها وتاريخها وتراثها الإنساني الذي لا مثيل له، انطلاقا من ضرورة وجود شعار ثابت يحافظ علي شكلها وهويتها ويعكس صورة ثابتة لمعالمها ويجعلها راسخة في عقول وأذهان السائحين. وفي الجامعة الألمانية بالقاهرة بدأ التعاون مع مدينة الأقصر لتدريب شبابها وتجديد مدارسها كخدمة مجتمعية من الجامعة للمدينة العريقة. ولأن أبناءنا مصريون ووطنيون وبلدهم أهم لديهم من السفر والاستقرار في الخارج رغم الجوائز العالمية ورغم الإغراءات، فقد عادت الدكتورة غادة والي الشابة المصرية الجميلة من أمريكا بعد أن تم اختيارها رغم صغر سنها علي لائحة فوربس العالمية في مجال الفنون، فهي مصممة جرافيك تعلمت وسافرت لاستكمال دراستها بالخارج لتنضم إليها ياسمين صالح وياسمين والي وأكثر من 500 طالب من أبناء الجامعة ويبدأون مشروعهم الجديد (الهوية البصرية لمحافظة من محافظات مصر العريقة).. محافظ الأقصر د. محمد بدر كان لديه حلم بأن يعيد تصميم شعار المدينة لتغيير وجه الحياة فيها، وبعد لقائه بالدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة واطلاعه علي علم وموهبة الفتيات النابهات، كانت ثمرة كل هذا مشروعا ينهض بالمحافظة السياحية الأثرية لتحقق ما تستحقه من تسويق سياحي عالمي. يقول د. محمد بدر إن المحافظة كانت تعاني من غياب هوية ولا نعرف كيف نروج لها في أي معرض عالمي، وكان تفكير طلابنا لابد من هوية نظهر بها للعالم الخارجي تتميز بالاستمرارية ويحفظها الناس عن ظهر قلب أسوة ببقية المدن في العالم. واستمروا لأكثر من عامين في عمل وبحث ودراسة علي الأرض لوضع الأقصر بشكل جديد علي خريطة الجذب والاهتمام العالمي. يقول د. أشرف منصور المؤسس الأول ورئيس مجلس أمناء الجامعة إن التعاون العلمي والأكاديمي الذي تم بين المحافظة والجامعة استمر علي مدار عامين ونصف العام.. الجامعة قدمت خدماتها الاستشارية للمدينة بمشاركة أكثر من 300 خبير مصري ألماني بجانب مشاركة 500 طالب بالمراحل الدراسية المتقدمة، وتم توظيف كافة الإمكانيات لتطوير وتنمية المدينة بالكامل، فضلاً عن تصميم موقع إلكتروني للمدينة يقدم كافة المعلومات الخاصة عنها والخدمات المتوفرة بها من مستشفيات-فنادق-مزارات-أنشطة-مطاعم.. وغيرها من الخدمات مصاغة بثلاث لغات العربية-الإنجليزية-الصينية، والهوية البصرية للأقصر والشعار الجديد يهدفان معاً إلي تعديل الصورة الذهنية الراسخة لدي السائحين عن كونها مدينة أثرية سياحية بل إظهارها بصورتها الحقيقية الحية الديناميكية الزاخرة بالثقافة والأنشطة الشبابية.. تقول ياسمين والي، استشاري إدارة الأعمال، "الهوية البصرية" أداة تعريفية تعلم الناس عن طابع المدينة، كما تعد رؤية استراتيجية تهدف إلي البعد عن أي صور نمطية وغير مستحبة عن شكل الدولة، وتخلق رؤية مستقبلية ترسخ دائما في العقول "المصرية" كما تعزز الوعي المحلي والعالمي عن مصر ومحافظاتها وتاريخها وحضارتها. أما التصميم الذي شرحته غادة فقد قام به أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم التطبيقية والفنون بإشراف الدكتور أحمد وهبي نائب العميد لشئون الطلاب ودينا درويش-ياسمينا صالح-ياسمين سليمان وغادة والي، وقد صمم الشعار ليمثل الجوانب الرئيسية لمدينة الأقصر، وهو مستوحي من كلمة الأقصر باللغة الإنجليزية ومن المعتقدات والرموز الفرعونية القديمة، فكل حرف له دلالة معينة LU(Oک L يمثل الزاوية القائمة والغالبة علي الهندسة المعمارية لمدينة الأقصر مستوحي من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة في الحياة الأبدية U يمثل موقع المدينة ما بين الشط الغربي والشرقي والتقائهما عند نهر النيل ( يمثل عاملين أساسيين في مدينة الأقصر هما "الشمس والنيل كمصدر للحياة" O الحرف الأخير رمز عين حورس ويمثل الرؤية الثاقبة والحكمة الفرعونية ک كما روعي اثناء تصميم الشعار اختيار ألوان معاصرة شبابية تم استنباطها من زيارة الفريق المصمم للشعار لمعالم الأقصر للحصول علي الألوان التي تعكس هوية المدينة ومن هنا اهتم الرئيس بهذه المبادرة التي انطلقت من مؤتمر الشباب لخلق الهوية البصرية لمصر كلها وأتاحت الفرصة لكل شبابنا في مختلف مجالاتهم للإبداع وإطلاق أحلامهم وخيالهم لكي تصبح مصر بالصورة التي تليق بها عالميا.