الإشكالية الأزلية التى تعطل مسيرة العلاقة بين الجامعات وخدمة المجتمع هى اشكالية من يأخذ المبادرة الجامعة هى التى تبادر بطرح خدماتها أم من يحتاجها يقرع بابها طالبا ما يريد ! لهذا تظل هناك فريضة غائبة فى دور الجامعات فى تنمية المجتمع المصرى .. لكن لاشك هناك إستثناءات تحدث عندما تتوافر النوايا الصادقة والرغبة الحقيقية لعمل تطوير ودفع عجلة التعاون فعلا بين الطرفين من منطلق المسئولية المجتمعية للجامعة وإيمانا من المجتمع بأن الجامعة بيت خبرة ينفرد بإمكانات علمية وبشرية وخبرات وأبحاث تلبى احتياجاته . فى إحدى الزيارات الشتوية للدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية لمدينة الأقصر تقابل مع محافظها النشط د محمد بدر (صدفة )ولأن كليهما يملك صفات متشابهة وهى الطموح والإنجاز .. فلم يضيعا الفرصة وتناقشا فى مشكلات المحافظة واحتياجاتها وكان سؤال الدكتور منصور للمحافظ «بدر» ماذا تحتاج من الجامعة ؟ فأجابه أنا طموحى كبير ومحتاج كتير .. وعلى الفور تمت ترجمة المطالب الى خطة عمل وبروتوكولات تعاون فى عدة مجالات وقبل ان نسترسل فيها لابد من الاشارة الى أن الجامعة الالمانية بالقاهرة لها سابقة دعم وتنمية لمحافظات صعيد مصر خلال فاعليات الأسبوع الألمانى عام 2016في(الأقصر، المنيا، قنا، سوهاج) مثل تأسيس وتشغيل عدة مواقع بالمحافظات الأربع بعدد إجمالى 8 فصول دراسية بالمدارس، وتجهيز مدرج دراسى كامل لكلية الألسن بالأقصر وتزويدها ب 20 معملا بوسائط متعددة لزيادة القدرة على استخدام الوسائل السمعية والبصرية ، وتوريد عدد 300 جهاز كمبيوتر وترميم كامل ل»مكتبة القبة» بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى «فرع قنا « التى تحوى عددا من أمهات الكتب النادرة والمخطوطات التراثية المهمة. ومع ذلك كانت مهملة على الأرض ويعلوها التراب فتحولت الى مكتبة رقمية تليق بما تحتويه من تراث إنسانى نادر وفى ورش الجامعة الالمانية تم تصنيع أرفف وحافظات المكتبة وكانت أغلى هدية تلقتها جامعة جنوب الوادى . أما على صعيد تنمية البشر وتدريبهم بشكل علمى فقد وقعت الجامعة عددا من الاتفاقيات مع محافظاتالأقصروقناوالمنيا لتقديم عدد 270 منحة تدريبية فى علوم الإدارة العليا لتطوير المهارات الإدارية وتنمية الكوادر العاملة بالمحافظات الثلاث . ويوم الخميس الماضى وفى رحاب الجامعة الألمانية كان الاحتفال بولادة جديدة لمحافظة الأقصر تحقيقًا لحلم محافظها الشاب د محمد بدرالذى طرحه فى 2016 حيث قال ان المحافظة تعانى من غياب هوية ولا نعرف كيف نروج لها فى أى معرض عالمى، لابد من هوية نظهر بها للعالم الخارجى تتميز بالاستمرارية ويحفظها الناس عن ظهر قلب أسوة ببقية المدن فى العالم . وبعد أكثر من عامين من الشغل على الأرض لوضع الاقصر بشكل جديد على خريطة الجذب والاهتمام العالمى قامت الجامعة بإهداء محافظ الأقصر شهادة حق استخدام حقوق الملكية الفكرية لدليل الهوية البصرية والشعار الجديد لمدينة الأقصر، كما أهداه د.منصور جميع انواع الخطوط التى اشترتها الجامعة لتصبح خاصة بمدينة الأقصر . الشعار والدليل صممه أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم التطبيقية والفنون بالجامعة بإشراف الدكتور أحمد وهبى نائب عميد كلية الفنون والعلوم التطبيقية لشئون الطلاب وكل من دينا درويش - ياسمينا صالح - ياسمين سليمان غادة والى، وجاء الشعار بغرض ايجاد سمة شخصية جاذبة لمدينةالأقصر مع حرص منفذى التصميم على احتفاظها بهوياتها المصرية وقد صٌمم الشعار ليمثل الجوانب الرئيسية لمدينة الأقصر حيث استوحى من المعتقدات والرموز الفرعونية القديمة ،وجاء تصميم شعار مدينة الأقصر الجديد مستوحى من حروف كلمة الأقصر باللغة الانجليزية LUXOR فكل حرف منها له دلالة معينة . فحرف ال L يمثل الزاوية القائمة والغالبة على الهندسة المعمارية لمدينة الاقصر . حرف ال U مستوحى من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة فى الحياة الأبدية وجاء ممثلاً لكل ما يفوق التوقعات. حرف ال X يمثل موقع المدينة مابين الشط الغربى والشرقى والتقائهما عند نهر النيل. حرف ال O هو رمز يمثل عاملين أساسيين فى مدينة الأقصر هما «الشمس والنيل «كمصدر للحياة الحرف الأخير وهو R يمثل عين حورس والتى تمثل الرؤية الثاقبة والحكمة لمصر الفرعونية . قال د .اشرف منصور إن الجامعة قامت بتقديم خدماتها الاستشارية للمدينة بمشاركة أكثر من 300 خبير مصرى والمانى بجانب مشاركة 500 طالب بالمراحل الدراسية المتقدمة و الجامعة وظفت جميع امكاناتها المتوفرة لديها لتطوير وتنمية المدينة بالكامل ، فضلاً عن تصميمها لموقع الكترونى للمدينة يقدم جميع المعلومات الخاصة عنها و الخدمات المتوفرة بها من مستشفيات - فنادق - مزارات - أنشطة - مطاعم .... وغيرها من الخدمات بثلاث لغات العربية - الانجليزية - الصينية ، مشيراً إلى أن الهوية البصرية للأقصر والشعار الجديد يهدفان معاً إلى تعديل الصورة الذهنية الراسخة لدى السائحين عن كونها مدينة أثرية سياحية بل إظهارها بصورتها الحقيقية الحية الديناميكية الزاخرة بالثقافة والأنشطة الشبابية لافتا إلى أهمية وجود شعار ثابت للمدينة يمكن السائح من تمييزها عن غيرها من المدن املاً أن تحذوا بقية محافظات مصر حذو مدينة الأقصر.